23 ديسمبر، 2024 8:21 ص

مازق الديمقراطية في العراق

مازق الديمقراطية في العراق

رغم الصراخ المنبعث من وراء ابواب غرف التوافقات الحزبية ، ورغم الادعاءات المستمرة بالحفاظ على العملية السياسية ، يجد المواطن نفسه امام ترف لاشخاص اغتنوا من المال العام واغنوا به عمليتهم السياسية هذه، فلقد حولت السياسة في العهد الجديد الى لغو ولهو والزمن يقطع بالمواطن اليوم تلو اليوم ، وهو يزداد بؤسا وتخلفا وبلده يرتد حضاريا الى الوراء ، والسبب وراء كل ذلك هو ان السياسي لا يفهم معنى الديمقراطية ، الا على انها انتخاب وتزوير وصخب وتبرير، ونسي كل اؤلئك المتسيسين ، ان الديمقراطية هي منهج يوصل بالمرشح الى الهيئات الحكومية ليبني ، ليعمر ، لينتج لا ليختلف ويتصارع من اجل المكاسب ، ولقد ساهم الجميع دون استثناء بادخال الديمقراطية في ازمتها الحالية القائمة على محاولة تدوير الوجوه كما تدور النفايات ، والجديد هو ان يأتي هذا الحزب او تلك الكتلة ببعض الوجوه الجديدة المدربة على النهج السابق واساليبه الخبيثة المعروفة، والدائرة في فلك الزعامة الفاشلة السابقة ، كما وان ازمتها لم تعد قاصرة على السياسيين انما هي ايضا ازمة اجتماعية اتاحت الفرصة لمثل هذه الزعامات ان تتصدر العملية السياسية وان تقود المشهد العام المشوه من خلال العودة الى عادة التصفيق للجييد والصفيق ، والاختيار ظل طائفيا عنصريا ، وظلت الاحزاب باستثناء القليل منها تحشد باسم الدين والقومية ، وظل الكثير من العامة وحتى هذه الساعة تنساق وراء الفاشلل والمحشد والفاسد المزور ، واذا بقي حال الناخب حال المتباكي على وضعه المزري دون مغادرة قوميته وطائفته فانه سيظل كما هو وستظل الديمقراطية تعيش ازمتها في توالد حكومات لا امل منها في بناء مستقبل جديد ….