23 ديسمبر، 2024 12:35 م

مازال صدام يقدم خدماته للغرب

مازال صدام يقدم خدماته للغرب

تنظيم داعش الإرهابي, عبارة عن خطيئة من كل جوانبه, فارتباطه بالمخابرات الأمريكية لا يمكن نفيه, وتنفيذه لبرنامج إسرائيلي حقيقة, عبر عنها التنظيم نفسه, بأنه لا يستهدف إسرائيل أبدا, لكن التساؤل الأكبر المهم, هو من يقود التنظيم, في العراق وسوريا, في الأرض الميدانية, من يوجه المجاميع الإرهابية, ومن يقود قوافل القتلة, وهي تتنقل بين المدن والقرى لتنشر الرعب؟

الأحدث الحاصلة على ارض العراق وسوريا, توضح أن من يقود عصابات داعش على الأرض, هم أناس مدربين وذوي دراية بالعنف وأساليبه.

صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في عددها الأخير, نشرت تقرير عن داعش, يوضح لمن القيادة الميدانية, حيث قالت الصحيفة: إن عناصر الجيش الرئيس العراقي السابق صدام (المقبور), تؤثر سراً في تنظيم داعش الإرهابي, وان ضباط مخضرمين من جيش صدام, قد صعدوا لمواقع هامة, في التسلسل الهرمي لتنظيم داعش الدموي.

تروي الصحيفة قصة احد قادة تنظيم داعش في سوريا, فتقول الصحيفة: في البداية عندما وافق أبو حمزة المعارض السوري, على الانضمام لداعش, فعل ذلك ليكون جزءا من اليوتوبيا الإسلامية, التي وعد بها التنظيم, والتي استقطبت مقاتلين أجانب, من  شتى أنحاء العالم, لكن وجد نفسه تحت أشراف عراقي, ويتلقى أوامره من عراقيين غامضين, يتحركون من والى ارض المعركة في سوريا, ولم يكتشف أبو حمزة, الذي أصبح حاكم التنظيم في مجتمع صغير في سوريا, أبدا الهويات الحقيقية للعراقيين!  التي تم إخفاءها بسرية شديدة, ومنهم الضباط العاملين سابقا في وكالة المخابرات العراقية, وينتمون اليوم لجهاز الأمن الغامض لتنظيم داعش.

التقرير يوضح حقيقة الارتباط بين البعث وداعش, فالضباط البعثيين استغلوا خبرتهم, في التنظيم وتشكيل الخلايا, بالإضافة لبث أفكار البعث برؤية تكفيرية, في اغرب صورة للارتباط بين حزب علماني وتنظيمات تكفيرية, مما يدلل على الكذبة الكبرى لفكر حزب البعث, والتي ملئت الدنيا صخبا لعقود, والواقع أفصح إن حزب البعث, مجرد أطار لعصابة كي تحكم الأرض بالقوة.

كانت تعليمات لقيادة البعث, بخصوص التصرف في حال ضياع الحكم من أيديهم, إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية, والتسلل لهم التنظيمات, ثم قيادتها لتدمير المنطقة, وهو ما تحقق عبر السنوات العشر الأخيرة, فالتنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش, كانت تعلن بعض الأوقات, عن تحالفها مع حزب البعث, بغية تدمير العراق, وقادتها اليوم بعثيون بالأمس.

تواجد العشرات من ضباط وقادة الجيوش الصدامية, يحلمون خبرة عسكرية, في القيادة على الأرض, وفكر خبيث يمكن منهجته حسب المصلحة, يتناغم الأمرين مع الهدف الكبير للمخطط الغربي, الساعي لتقسيم المنطقة, عبر إشعال الفتن بواسطة التنظيمات الإرهابية, لذلك فتواجد هكذا عناصر ضروري, لتنفيذ المخطط الخبيث, وتم استقطابهم من اليوم الأول, للتوجه لمسك الأرض عبر داعش, خصوصا إن هذه العناصر, تحمل حقد كبير على العراق الجديد, لارتباطهم الوثيق بصدام ومنظومته.

نظام صدام كان مخطط له بعناية, فخدم الغرب بوجود, وحتى بعد زواله, فاليوم الأدوات البعثية فعالة, في المنطقة بأسرها, إذ لم يأتي من فراغ الاهتمام بصدام, وإطالة مدة حكمه قدر الإمكان, بل برؤية نحو المستقبل, وفهم لإمكانية استغلال تواجد نظام دكتاتوري, يعطي ثمر خبيث, وألان حان قطف ثمار ما زرعه نظام صدام, وبانت نتائجه على الأرض العراقية والسورية.

نجد إن اجتثاث البعث, لم يكن الحل الجذري لقضية خطرهم, حيث كان يمكن لرؤية أخرى, إن تزيل خطرهم, عن الارتداد على الدولة, عبر سياسات اجتماعية وعشائرية, مع خطة لكسب النخب وشيوخ العشائر, ليسحب منهم أمكانية التأثير, ومحاصرتهم اجتماعيا, مما يجعلهم ينزوون نحو خانة السكون.

مازال صدام يقدم خدماته للغرب, حتى بعد إعدامه, لقد كان صدام أعظم اكتشافات الغرب, أوجده الغرب ليمكنهم من الشرق الأوسط.