19 ديسمبر، 2024 3:25 ص

مازال حائط العراقيين له اذان ؟ 

مازال حائط العراقيين له اذان ؟ 

هذا هو قدرنا ,, او لعل التغيير قادم ,, سيأتي من يغير اوضاعنا ,,, هذا هو نصيبنا من الحياة ,,الله وأهل البيت ادرى بحالنا,,دعها تأتي من غيرنا وليس منا ,, وعبارات اخرى كثيرة تسمعها من عامة الناس عندما تتحدث عن مواضيع العراقيون بأمس الحاجة لها وهي داخلة في صميم حياتهم وتؤثر تأثير مباشر على تلك الحياة الذي يعيشوها في بلدهم الذي حصل فيه التغيير منذ ثلاث عشر عاما لكن أي شيء لم يتغير بالنسبة لهم خاصة في بعض الملفات الخدمية والأمنية والاقتصادية وما ان تفتح مثل هذا الحديث امام جمع او محفل من الناس تأتيك الردود قاسية وعبارات من هنا وهناك تشعرك بان الناس قد خشعت وخنعت ورضيت بمصابها حتى ان بعضهم ينتظر من يغير له اوضاعه حتى تلك الأوضاع التي تحتاج من المواطن نفسه ان يرفع صوته ..نحن لا ننكر وكما تأتيك بعض من تلك الاجابات ان زمننا الان هو افضل من زمن الدكتاتور الشوفيني صدام نعم هذه الرد لا خلاف عليه لكننا اليوم نعيش مرحلة مختلفة وزمن ايضا مختلف بقوانينه وسياساته ورجاله ولا يمكن ان نقارن بين هذين العهدين فلكل وقت عهده وما جرى في عهد صدام للعراقيين لا يعطي المبرر والأعذار لعهد اخر جديد مختلف في كل شيء لا يعطي المواطن حقوقه او يحقق متطلباته التي لا يمكن تحقيقها الا من قبل الدولة الذي هو يعيش في كنفها ..فتح أي ملف في العراق وتقليب اوراقه يعني سقوط حكومات في بلد اخر لو كان نصف من هذا الملف يعيش تحت وطأته شعب اخر,,لنأخذ ملف الفساد المالي والاداري المستشري في الدولة العراقية خاصة عند المسئولين العراقيين اللذين يتبوأون مناصب كبيرة حكومية اكيد لا يخفي على المواطن مايذاع يوميا من الفضائح التي تحدث في كل مكان وفي كل زمان في زمن السبع السنوات التي تغير فيها الوضع العراقي سراق ومن الوزراء ومن وكلاء الوزراء لكن تقف الحكومة عن محاسبتهم موقف المتفرج او مكتوفة الايدي نعم لعل الحزبية او المحاصصة التي تشكلت على اثرها تلك الحكومة تمنعها من ذالك الدور لكن المواطن هو الرقيب والحسيب لماذا هو لا يحاسب المسئول ويخرج الى الشارع ليطيح بالمفسدين ومن يتستر عليهم خاصة وان هؤلاء يسرقون قوت يومه وقوت عياله ,,,الامثال كثر وساسوق البعض منها التي تمس مباشرة الوضع الخاص بالمواطن,, العراق معروف عنه اغنى بلد في العالم خاصة في الجانب النفطي وهو أي الشعب يسير على بحيرة من النفط لكن لو تمعنا مليا بالوضع المادي العراقي والاقتصادي للمواطن تراه وضعا مزريا وان اكثر من 40% من الشعب يعيش بمستوى الفقر او تحت خطه لكن لا احد يخرج عريانا الى الشارع لينادي والناس تبقى عرايا في دورها ,, او ملف اسعار الوقود وبهذه القدرة الشرائية يعتبر الوقود في العراق والذي يباع الى المواطن ومن مشتقات النفط هو اعلى الاسعار بالمنطقة بحساب القدرة الشرائية خاصة وان الاسعار العالمية النفطية تشجع العراق ان يرجع ببيع مشتقات نفطه الى المواطن بنفس الاسعار في عهد صدام وهذا اذا حصل سيغير الكثير من اخفات وتسكين الموجه الغلائية التي يعيشها العراقيون بسبب ارتفاع اجور النقل والتي تؤثر على وضع المواطن ماديا لكن اتخذ المواطن السكون ولم يتعض او يستفاد من خروج الشعوب والعربية وليس الاوربية وانتفاضتها على ارتفاع اسعار رغيف الخبز ,,اما اذا عرجنا على ملف الخدمات فالحديث لابد ان يقودك الى متاهات ودرابين وتعرجاتها فالماء الذي هو اكسير الحياة والجميع يعرف ابتداءا من المواطن البسيط وكما يقال ان العراق بلد النهرين لكن يوميا نرى على شاشات التلفزة ان العراقيين يشربون ماء اسن لا يمكن ان تشربه الحيوانات في دول اخرى والنساء العراقيات وعلى رؤوسهن يجلبن المياه من الانهار ومن الابار الى بيوتهن ولا صوت اعتراض ولا خروج الى الشارع وبدأ العراقيون يشترون الماء ويستوردونها من الخارج ,,وملف اخر هو ملف الكهرباء والذي اعتقد اني لا اود الحديث عنه طويلا فقط اود التحدث عن وزراء سابقين يقولون انهم سرقوا المليارات من الدولارات العراقية وهربوا الى دولهم الذي منحتهم الجنسية الاخرى والعراقيون يشترون الوقود من اجل تشغيل مولداتهم المنزلية وبدل ان يزودوا بالكهرباء مثل البشر اصبحت الكهرباء تستنزف مدخولاتهم ولكن لا صوت ولا خروج الى الشارع وحرارة صيف العراق تتجاوز ال( 50)مئوية ..اما الملف الامني فهذا الملف اذا تحدثنا عنه يجب ان نجلب معنا احاجي وسنن لنعرف متى نخرج منه ويصبح العراق بلد كالبلدان الاخرى أمن والمواطن والحكومة تعرف وتعلم علم اليقين ان سبب بلوى العراقيين وقتلهم وتشريدهم ورميهم على المزابل وفي دوائر الطب العدلي هي دول الجوار لكن الغريب لا الحكومة تقول وتفصح علنا وتسمي دول الجوار ولا المواطن العراقي يخرج رافعا لا فتاته ويسميها ليفضحها والجميع ينتظر ان يموت بمفخخة عند عتبة بابه او ارهابي يفجر نفسه بين حشود من الناس ,,ولو تحدثنا عن اشخاص جاء بهم ذالك المواطن الى قبة البرلمان ووجد ذالك المواطن ان من انتخبه ينتمون الى الإرهابيين او القتلة او يظهر بعد فتره انه سارق او هو لا يحضر اجتماع ذالك البرلمان لأنه يعتبر نفسه اكبر من الجميع ومن القانون ومن الحكومة ودستورها فهو رئيس لكتلة مشاغبة تدعي بالوطنية فتراه وكتلته من اشد المخربين والمقوضين لعمل البرلمان بل هو من اشد الداعمين لتفتيت عضد الحكومة ووحدتها وسلطتها وصلاحيتها ودائما ما يضع العصي في دواليبها لمآربه واجنداته المبرمة مع دول الجوار على حساب ابناء جلدته والناس تتحدث عنه في الشوارع والمقاهي والمحافل لكن الناس تخفت الصوت عند قدوم احدهم ولا زال العراقيون يقولون (ان للحايط اذان ) فتكمم افواهم قبل ايديهم وارجلهم وبايديهم التي تأبى ان تخرج الى الشوارع حاملة سيفها لتقتل الفساد والفقر ..هذه الامور التي اتحدث عنها ليس من بناة افكاري لكنها وقائع حاصلة وتحصل يوميا في العراق لكن الجميع ينتظر المنقذ او المخلص ولا يهيأ من امره رشدا ليساهم هو ايضا مع المنقذ لينقذ نفسه وعائلته ووطنه ,,يوميا اقرا واسمع ان العراق بلد الارقام المليونية في معاناة ابناءه فهو بلد المليونين ارملة ومطلقة وعانس وهو ايضا بلد الملايين من العاطلين وهو بلد الملايين من الايتام وهو ايضا بلد المليون مقتول في سبع سنوات وهو ايضا بلد المليون فاسد لكننا لم نسمع يوما ويبدو اننا لن نسمع ان العراق بلد المليون متظاهر ضد الفساد والرذيلة والفقر والموت والجوع والعطش والكهرباء بل لعل هذا الخنوع والسكوت هو الذي يشجع الحكومات على المضي بتنفيذ مآربها وتطلعاتها لأنها لا تخشى شيء فالمحاسب الاول خانع وراضي وينتظر المنقذ والمنقذ لم يحن وقته وهو يريد من يستنهضه فلا يستطيع احد ان ينقذ امة والامة تلك نائمة في سبات طويل لا تريد ان تصحوا منه ..الحقيقة ان أي وقفة لمعرفة مايمر به الشعب العراقي من سكون ورضا بما هو عليه يعتريك الخوف الشديد وربما يغزوك الاستغراب الشديد حد الموت لما انت فيه حينما ترى شعب يموت تحت سوط الحكومة ولا يخرج عليها متظاهرا لا شاهر سيفه مثله مثل باقي الشعوب الامر يحتاج الى وقفة من علماء النفس ليجدوا لهذه الظاهرة الغريبة اسبابها التي تمنع الناس من المطالبة بحقوقها علما ان مثل هذه الظاهرة هي التي تولد الدكتاتوريات وهي التي ترسخ وتجعل السياسي يفكر بان يبقى مدى الحياة ولا يفارق الحكم لأن الناس بمجرد ان ترى شيء من الشدة تخنع وتلزم بيوتها ,,لعل البعض يتصور اني اطالب او انادي بان يخرج الناس في يوم تموزي قائض لينتزعوا حقوقهم او ليطيحوا بحكوماتهم اويوصلوا صوتهم ويهددوا الحكومة بمطاليبهم او يخرجون في يوم جليدي صاقع لكن الحقيقة هي عكس ذالك فالصوت او اليد االواحدة لا تاتي باكلها وثمارها بل تحتاج الى من يقودها واذا كان القائد لتلك اليد (الدماغ) معطل فاليد تلك لا تصفق لأنها لم تؤمر اذن القائد الوطني الشعبي الذي يقود الناس للتظاهر ليس موجود وهذا ادعاء السواد الأعظم اولا وثانيا لدى العراقيين مقولة دائما ما نسمعها في الملمات وهي ( لتخرج من غيري وليس مني) وهذه قمة الاتكالية على الغير والجميع مشغول بدفن موتاه ,,لكن وحسب اعتقادي البسيط والمتواضع ان الشعب العراقي لا زال يرزخ تحت ظلم ذكريات الماضي ويخشاه ويخشى ان يعود عليه مثل ماكان البعثيين قد عملوا بالشعب العراقي وصنعوا منه شخصا جبانا خائفا مطيعا خانعا يسير بجنب الجدار يبتعد عن المواجهه التي تسير به الى العلا لا زال العراقيين يخافون تلك الايام على الرغم من ان نصف جيل لم يمر بظلم صدام والبعث لكن ذالك النصف من الجيل تأثر بابائه واجداده الخائفين اللذين يحكون لهم كيف ان البعثيين يعدمون الناس ويستوفون من عوائلهم ثمن الاطلاقات التي قتلتهم او كيف ان العراقيين قد غيبتهم السجون والفيافي والمنافي ويقضون ساعات يزرعون الخوف بقلوب تلك الشريحة التي لم ترى الظلم بعيونها وبدل ان يتحدثوا لهم عن الشجاعة والاقدام والمواجهة وتشجيعهم لمواجهة الطغاة يفتون من عضدهم …هذا هو ما يجري واعتقد ان الوقت مبكر جدا يوما عندما نرى العراقيين يخرجون بمظاهرات مليونية ضد الظلم والظلمة والاستبداد لينتزعوا حقوقهم ويزرعوا الخوف بقلوب المفسدين والطامحين وربما في يوم ما ترفع لا فته هنا او شعار هناك يوئد قبل ان يولد لأنه شعار خجول لا يستند الى قوة الشعب الجبارة .ويحتاج الى وقت طويل لتنظيم مظاهرة من النساء الارامل او العوانس او الايتام تخرج للشوارع وتنادي بحقوقها ,,وان خرجت وهذا محال فان هناك الكثير من الالسنة الخانعة تبدأ بتهزير وحش وتجريح وتشريح القائمين عليها لأنهم يفضلون ان يولولوا خلف ابوابهم الموصدة ويصلون كثيرا من ان يغير الله حالهم او يرفعون ايديهم بالدعاء او يصلون الليل حتى يذكرهم الله ويغير حالهم من حال الى حال وما هم فيه هي منية عين الحاكم لأنه يحكم شعبا يرضى بالظلم والسوط. 
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات