في ستينات القرن الماضي ‘ عقد الملحق التجاري للسفارة المأسوف على زوالها (القوة العظمى التي كانت واقفه بوجه أصدقأنا التأريخيين.. أمريكا !!) …إلأتحاد السوفييتي في بغداد مؤتمراً صحفياً لشرح حجم التبادل التجاري بينهم وبين العراق ‘ بعد أن شرح الرجل الموضوع ‘ سمح للصحفين بتوجيه ألأسئلة ‘ فوجه أحدهم سؤالآً واضح انه سؤال إستفزازي لممثل الدولة العظمى حول سيارة (موسكوفيج) كنا نراها في جميع شوارع المدن العراقية كرمز للصناعة السوفيتية الصديقة قائلاً : انكم ترسلون لنا هذه السيارة وهي غير مصنوعة اساساً للبيئة العراقية لذلك اصبحت من يشتريها كانه ابتلا ببتلاء ! ألا يمكن أن تصنع لنا مايلائم بيئتنا كما تفعل بلدان العالم الغربي ؟ فكان جواب الملحق السوفيتى ما معناه : ناخذ من العراق بعض التمور وبعض الصناعات الجلدية فهل مطلوب ان نرسل مقابل هذا سيارات عابرة للقارات ؟!
وقديماً قيل ( حدث يذكر بالحدث!) عُرِفت مدينة السليمانية (مركز النشاطات الثقافية المتميزة في اقليم كردستان ) دائماً بوجود الكثير من الشخصيات الظريفة يعلقون على ألأحداث والظواهر تعليقات طريفة تبقى في ذاكرة الاجيال ! فحول وصول (موسكوفيج) الى تلكَ المدينة ونظراً لبعض التسهيلات المقدمة من الشركة العامة للسيارات عند توزيع هذه السيارات من ضمنها تقصيط دفع كلفة الشراء ‘ توجه عدد كثير من المعلمين لشراء هذه السيارة ‘ فماكان من ضرفاء المدينة إلا تسمية تلك السيارة بـ (معلم فيج !)…. بل سمعت من (سياسيين ذلك الزمان ) يعلقون تبعيات رداء تلك السيارة على عاتق تيار اليسار (الشيوعيين و انصارهم !) …فكانت تلك نوع من الصراع (السياسي !) عندنا .. مؤشر سلبي ينذر عند بعيدي النظر للامور بمستقبل غير مشرق نضيع فيه يسار ويمين ورأس الشليلة وكان مسرحية يوسف العاني إشاره لضياع الشليلة والرأس !! كما اتذكر ..
والأن ..ونحن في سنة 13 من دخولنا للألفية الثالثة في الحياة البشرية ‘ وشوارع مدننا مزدحمة بكل انواع السيارات (من منفسيت ….وأنواع اخرى!! لاتنافسها إلا ستوتات أيضاً مجهولة المنشاء !) ومن كثرتها لايحير إلأرهابيين لانفجار العشرات منها في طول وعرض البلد والضحية دائماً اولاد الخايبة من عمال مصطبات أوباكين على احبتهم في مجالس العزاء وملء جيوب (كل الاطراف ) دون ان نسمع اي (منصف لحق الناس من تلكَ الاطراف) يبحث عن مصدر لا إستيراد ولا تصدير …. ليس فيما يخص السيارات ‘ بل حتى مايخص تدفق الارهابيين من كافة اطراف العالم ….
اتعتقدون في هذه الفوضى التي فعلاً (خلاقة !) ‘ يستغرب احد إذا سمع السؤال التالي : – هل رَفضنا لـسيارة (موسكو فيج) دور فيما وصلنا إليه ؟!
ومادام الأسئلة عن اسباب مانحن فيه الان … دائماً ينتهي بزيادة إنفجار أشكال من السيارات …!! لنتعمق في البحث ..
أنه مجرد سؤال ؟
يمكن يقول أحدهم ‘ البحث عن ذلك ينطبق عليه المثل (جعجعه بلا طحين !!) ‘ وليكون كذلك! ‘ أن العراقيين ومنذ تموز 1958 دخلوا … أو أدخلوا..! مرحلة جعجعه بلا طحين وكان اول غيث في الموصل وبعدها في كركوك ولم يتوقف رغم توقف إستيراد موسكو فيج ومشتقاتها ولا مبالغة من قول أحد الأخوة : ان مرحلة قبل ذلك التأريخ فجر نزعة الجمال والحب بين العراقيين و مرحلة بعد ذلك فجر نزعة التوحش والحقد والإنتقام في نفوسنا !….ولايزال والله اعلم .