23 ديسمبر، 2024 12:47 ص

يوما مدويا سائراً اختلطت الانفاس وعانقت الارواح السماء وعجت الرؤوس تملاء مساحات الارض والطرقات ,متآزره متراصه تروم الوصول …..الوصول ……..تعددت العروض والمشاهد والصور………شابٌ يسير…….. رجلا كهلا يحبو …ومعاق تعكز على عزيمته واصراره ..وافواج النسوة التي طلت الارض سوادا لترسم صورة الاخطبوط الشعبي العارم الذي اتصل اوله بأخره ليطوي الارض بالزحف المتموج الذي ارهب الارض وما فيها بهول العزيمه والاصرار …نداءات واصداء اصوات مدويه شحذت همم النفوس وهزت اوتاد السماء ……..نشدت ياحسين,,,,,حيث تبلورت ابهى صوره للاخوه والتسامح والتعاون ارتقت باعلى انواع الخدمات الانسانيه العفويه التي تطوع لها الناس ذاتيا خدمةً لزوار هذا الرمز المقدس …الرمز الذي ضرب مثلارائعا لرفض الظلم والاستبداد انه يوم الايام حقا….يوما تمنيت ان لاينتهي.. ايقض الثوره والثوريه في الاعماق وجسد صورة الروح المتسامحه باروع صورها بما شابه من الآلفه والتآخي والشعور الانساني والوطني وقوة الاراده والاصرار في تعزيز المعتقد والايمان لتلك القضيه الثوريه للاصلاح والسير السياسي الاخلاقي الذي انفرد به الحسين(ع) ليوثق لنا المع مشهد من مشاهد التضحيه والفداء وملحمة ابديه توارثتها الاجيال بعد الاجيال لتبقى مأثرة عالقه في الذهون بما حملت من جور ومظلوميه لتعطي تعبيرا صادقا لمعنى الشهاده والفداء والوقوف بوجه الطواغيت الفاسدين الذين هدموا المقدرات الانسانيه وحوًلوا الحياة الى صفحات من الخنوع والطاعه ومصادرة الحريات وأحتموا بسيوف القتل وانهار الدماء ليصنعوا مجدهم على اشلاء الثوار الشرفاء. مسيره مليونيه لاتضاهيها مسيرة في الكون…مائدة امتدت عشرات الاميال عكست كرم النفوس وخدمة الانسان للانسان…..تتسابق الاقدام…تتمتم الشفاة…عيونا شاخصه تترقب المبتغى.. لاتبالي الليل ولا النهار…لا يثنيها ألم البرد وصقيع الفجر ولا زناة الظلام الذين توعدوا لاقدامهم السائره وترهيب المسيره وكسر الاراده والعزم حيث انتصرت الاراده بمسيرة الجموع وبلغت اهدافها رغم مشاق الدرب وطوي المصاعب وابلغت رسالتها لسلاطين الزور بعد ان كشفت حجبهم وادركوا حقيقه مفادها بان الحسين (ع) قضية الفقراء

والمظلومين وطقوسه ترهب الجبابره والسلاطين وان مسعى المسيره انبرى على التعاون الجماعي للناس وتطوعها للخدمه المجانيه بكل انواعها بعيدا عن الدور الحكومي الذي غاب وجوده كليا ليضيف كذبا اضافيا لحاويات الوعود الكاذبه للمسؤولين , ويفتضح امر الذين تاجروا بقضية الحسين(ع) وتمركزوا بمواقع السلطه ونسوا كل ما كان يعدون به بعد ان غرقوا بثراء السلطه الخلاصه..هناك استنتاج ترشح عن هذه المسيره يفضي الى ظهور توجها وطنيا ووعيا ثابتا لعامة الناس في توحيد هدفهم من خلال مشاهدات مفرحة توسمت بشعارات الوحده والاخوة والتوعد للفساد والفاسدين بثورة ابا الاحرارالحسين (ع)والرفض الشعبي العارم لما حصل في المنفذ الحدوي (زرباطية)من تجاوز على القوانين بطريقة غير منضبطة من قبل الزوار الايرانيين عكست صورة حقيقية لمدى التطاول والاستخفاف بسيادة البلد وعجز واضح لاجهزة الدولة في امكانية السيطره والمقدرة على ادارة حماية الجدار الحدوي بين العراق وايران وتهاون حكومي في التنصل من المسؤولية الوطنيه من الذين جعلوا من الحسين رصيدا اوصلهم هرم السلطة بعد ان تحققت احلامهم بشعارات الدين والمذهب والطائفة.