النظرة الى الدين من اغلب الناس نظرة تقديس ورهبة وعبودية وعقلية ، ومن يشتغل بها يحصل على كل تلك النظرات حسب ما يصدر منه ، ولهذا من بين اهم شيء حصل عليه انها الحصانة الاقوى من الدبلوماسية والسياسية ، ان المنتقد لهم لربما يخسر حياته ، ولكن كيف السبيل الى اصلاح الدخلاء في الدين ؟
تعتقد العلمانية انها بمقدورها اصلاح ما تراه هي انه بحاجة للاصلاح مع غض النظر عن نواياها السيئة ، والشريحة الاخرى التي تنادي بالاصلاح الديني هي مجموعة مثقفين لا يفقهون ابجديات الدين فالدكتوراه بالفلسفة او التاريخ او اللغة او الادب لا تمنح الخبرة والحق لهم لكي يخوضوا في مضمار الدين فقها وتشريعا .
فليس من حق شحرور ولا فرج فودة وسرويش ولا الجابري ولا حنفي ولا بنعضرا ولا بن نبي ولا غيرهم ممن على شاكلتهم الانتقاد لما يرونه هم انه يستحق الانتقاد ، وكما ان الانتقاد من غير حلول هو هواء في شبك ، قد تكون لديهم مؤاخذات صحيحة ولكن عرضها والمطالبة باصلاحها لا تكون محل قبول لدى الراي العام ، وان كان لهم من يعتقد ويقتنع برايهم فانها نزوة لا تصمد امام المتحذلق بالدين .
مشكلة الاسلاميين السلفيون، الذين لا يفتأون ولا يتأنون من اصدار فتاوى التكفير وهدر الدم وقد قتل البعض ممن نادى بالتجديد الديني .
وهنا لو ان هؤلاء الذين يدعون الاصلاح درسوا اسباب نجاح مارتن لوثر لقصروا الطريق على انفسهم ان كانوا حقا يريدون الاصلاح ولكن بما انهم اخطاوا الطريق فتبقى النوايا محل شك او غباء .
مارتن لوثر (10 نوفمبر 1483 – 18 فبراير 1546) راهب ألماني، وقسيس، وأستاذ للاهوت، ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا،[2] بعد اعتراضه على صكوك الغفران. نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من “العقاب الزمني للخطيئة”… مارتن لوثر نجح لانه من نفس مدرسة القساوسة ودرس علومهم باحترافية وعلم ما لم يعلمون وكسب الحصانة الدينية فاستطاع ان يدلو بدلوه .
انتم ايها العلمانيين والتنويريين والمنادين بالاصلاح اغلب طروحاتكم غير سليمة وتجني على الدين الاسلامي لانها جاءت من اكاذيب اموية او تراث مدسوس ، والامر الاخر تجهلون تماما كيفية التعامل مع الحديث ورجاله والفقه وقواعده والاستنباط واصوله ، فلو اقتحمتم الدراسة الدينية واطلعتم على مافي هذه الدراسة من خفايا ومناهج فان رايكم اما سيتغير لبعض ما كنتم تعتقدونه خطا او ستتضح لكم صور لمجالات اخرى ترون انفسكم انكم قادرون على الاصلاح من غير هدم ما مضى .
البعض من الازهريين الذين درسوا في الازهر خرجوا ببعض المؤاخذات على بعض المناهج التدريسية والفتاوى الازهرية وكانت انتقاداتهم سليمة ولكن مشيخة الازهر عجزت عن الرد واكتفت بتقديم بلاغ للنائب العام لاتهامهم بانهم يتجاوزون على الذات الالهية او ثوابت الاسلام وقد نال البعض منهم الحبس منهم اسلام البحيري وحسين نصر ميزو ، جنايتهم انهم اتخذوا الاسلوب غير السليم لمطالبات اغلبها سليمة .
محمد عبده وجمال الدين الافغاني اخذوا شهرتهم وزاد اتباعهم لانهم من نفس صنف رجال الدين ودرسوا منهج الدين فجاءت اغلب ارائهم سليمة وعلى الجرح وفي الصميم ، وتذكروا عندما تكون الغاية سليمة وليس انتقامية او حاقدة فانها ستاخذ طريقها للقلوب السليمة .
الان نعيش مؤامرات اعداء الدين وباقوى صورها وتقنياتها ولهذا من السهولة استئجار معمم او ازهري للطعن بثوابت الاسلام ومهما يكن يبقى التراث الاصيل المنقح هو المعيار الحقيقي لروعة الخطاب الاسلامي .