(1)
في البدء لابد من التعرف على المغزى من كلمة الماراثون وكلمة الحرية ، الماراثون لم تختزله رياضة ألعاب القوى ضمن جداولها ولم ينحصر تداوله في اروقتها ولم تكن لها ملكيته لوحدها بالرغم من كون المتعارف عليه بين أوساط المجتمعات لأول وهله أن المعنى يشير الى مرجعيته الأولى في ألعاب القوى إلا أن الصفة التي تلحق به تعطي الدلالة الى ماهيته والمعنى المراد منه . وفي العصر الحديث تعددت أنواع الماراثون وتشعبت طرقه وتباينت أهدافه حتى وصل الحال الى إمكانية القول بأن أغلب المجريات الطبيعية لحياة الإنسان تتمحور في سباق ماراثوني واسع تبعآ لديمومة بقاءه في إطار حياته الخاصة والعامة ضمن رغباته وطموحاته وفي أغلب الأحيان ترتكز وتتحرك هذه الطموحات متأثرة بما حدث سابقآ أو الأحداث الآنية أو الرؤية المستقبلية . وإذا عرجنا على كلمة الحرية فهي من أهم الصروح التي إستندت عليها الإنسانية ولكن الظلم والجبروت والعبودية والإضطهاد عكفت جميعها على وئدها أينما ولدت وإن ولدت وبان لها برعمآ فلا يكاد يتسق ردحآ من الزمن إلا ويكمن لها الغدر والغيلة ليستأصلها من جذورها وهكذا الحال منذ القدم وحتى يومنا هذا ، وخير من تمثلت به الإنسانية وإستطاع أن يثبت أركان الحرية هو سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله (ص) ، وخير من آمن بها وثبت عليها وطالب بتحقيقها وجاهد من أجلها وأستشهد في سبيلها الإمام الحسين (ع) الذي سطر أبلغ المعاني بتضحياته لأحرار العالم على مدى التأريخ . وعلى مدى أربعة عشر قرنآ بقيت مآثر تلك التضحية تدوي في آفاق الوجدان وتنبض في أروقة القلوب وتتناغم مع الألباب تتوارثها الأجيال عبر الأجيال محطمة الأغلال كلما إستحكم قيدها . ومن فيض الإنتماء وسيول الحب والولاء منذ عدة سنين دقت ساعة الصفر معلنة ماراثون من نوع خاص لم يسبق له مثيل إنه ماراثون حرية التعبير عن الإمام الحسين (ع) على لوحة بكل تأكيد ويقين وإصرار وثبات أنها ستكون اللوحة الأطول في العالم والمفارقة اللطيفة والعجيبة أن هذا الماراثون لايحده مكان معين ولا يقتصر على زمن محدد ولا فصل معين والأغرب فيه المشاركين فهو لايقتصر على جنس معين أو عمر محدد أو فئة دون أخرى أو شريحة دون غيرها أو طائفة معينة بذاتها أو مذهب مخصص أو دين واحد ولا يقف عند العرق واللون واللغة والأجمل فيه أن المشاركة مجانية بلا بطاقة تعريف ولا رسوم فهو ماراثون حرية التعبير عالمي ينتقل من مدينة الى مدينة ومن بلد الى بلد ومن قارة الى قارة وتبقى بوصلته تشير الى قبلة الأحرار قبة الضريح المطهر للإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة