22 ديسمبر، 2024 9:59 م

ماذا ينفع الذهب اذا العمر مع الايام قد ذهب

ماذا ينفع الذهب اذا العمر مع الايام قد ذهب

ماذا اقول بكلماتي وعمرك بالستين ومازلت احلامك. تجاملك بإسوار اليد وقلادة في الرقبة التي اصبحت عظامها هشة يكشف عليها طبيب المفاصل كل شهر…. رفقك بالصائغ سيدتي فقلائده واساوره
وضعها في هذا المعرض لتسر الناظرين من الفتيات اللاتي لم يعرفن قلادة الذهب من قبل….
رفقا بنا ايتها الامرأة الستينية فحقيبتك المملوءة بملايين
الدنانير والآلاف من الدولار تذكرنا بحياة الحرمان والمترفين…
لا يصلح العطار سيدتي ما افسده الدهر فمعادن الذهب لن تجملك اذا العمر قد ذهب وتجاعيد وجهك لن يزيل آثارها طبيب التجميل بأدواته الجراحية…
رفقا بنا ايتها القوية الحديدية ورفقا بهذا الكاهل المتعب الذي معك والذي بان تعب السنين في شيب رأسه ليعطيك كل ما جمعه في حياته وتضعين به زينة في يداك الضعيفتين وربما قلادة لا تستطيعين اظهارها حتى لا تبان تجاعيد الزمن في ملامح وجهك…
ان السنين تسير سيدتي والايام تمضي ولكن انتن معشر النساء خلقكن الله من تراب ملون تملأه العواطف ويميل دوما للكبرياء…..
لاياسيدتي فصائغ الذهب قد صنع قلادته متأملا دخول شابة في مقتبل عمرها لشراء تلك القلادة وحتى يضعها في مكانها المناسب الذي صنعت من اجله…..
ليس هنا مكانك ايتها السيدة الفاضلة فهناك محلات اخرى يبيعون سجادات الصلاة والمسباح… فاذهبي اليهم واطلبي حاجتك في هذه المرحلة العمرية منهم..
لا تفاجئينني وتقول لي انك فاعلة خير وما تقومين بشرائه هو من اجل اشخاص ظروفهم عسيرة جدا وترغبين ان تشاركي بتزويجهم فنحن في زمن الدولار وقد توقفت كل صلات الرحم بين الناس…
ولا تقولي ان الذهب زينة وخزينة فانا اسمع هذه المقولة منذ طفولتي ولم ارى عائلة ربحت شيء من جراء شراء الذهب….
انني ارى في وجهك مفاجأة كثيره ايتها السيدة واخاف ان تكون احداهن ما يخطر في بالي الان.. فتقولين لي انني الان اجهز نفسي لمشروع زواج قادم وان هذا الذي معي هو والد ذلك الشاب الضحية الذي اختارته نفسي وانا الان اتهيا لتلك المراسيم رغم انني قد قاربت على نهاية الستينات ربما عندها سوف اقف ولن اكتب اي خاطرة ولن ازور صديقي صائغ الذهب نهائيا لأنني سوف اعرف ان الحياة اصبحت مادية ومادية فقط وان لكل شيء ثمن وان ثمن الشباب العاطل العاجز هو ان تشتريه بهذه المبالغ كما تشتري الذهب عندها سوف نعرف بان المشاعر قد تم بيعها والعواطف هي مجرد كلمات نكتبها في مقالاتنا والحب هو ما تصنعه لنا الملايين في يومنا هذا…
انتهت الخاطرة بضحية اخرى شاب باع نفسه مقابل المال وامرأة اشترت غرورها بالمال وصائغ للذهب يعرض مصوغاته من اجل المال….. والمال مال في اليسر والترحال… واتمنى ان تقرأ مقالتي من قبل جميع الاجيال……