ما حدث في الموصل والأنبار من سيطرة داعش على المحافظتين تعد كارثة كبيرة ومحيرة للجميع على المطلعين، ولم يكن هناك أي بارقة أمل لعودة هذه المناطق للوضع الطبيعي قبل احتلالهما والإجراءات التحقيقية والتي شكلت من قبل البرلمان مضى عليها سنة كاملة، ولم تصل إلى الأسباب التي أدت إلى سيطرة داعش على الموصل، ومن هو المسبب وطريقة الإنسحاب العسكري الذي انهار امام مجموعة من العصابات التي لا يقدر عددها بالمئات، واليوم يتكرر نفس السيناريو، انسحاب عسكري وانهيار المنظومة الأمنية لمحافظة الأنبار وترك المحافظة لداعش تصول وتجول فيها المسؤولين من المحافظ ومجلس المحافظة تاركين ابناء محافظتهم وجالسين بين بغداد وإربيل تسمع منهم تصريحات نارية لا طعم لها ولا مصداقية سوى الظهور امام شاشات القنوات الفضائية للمطالبة بالسلاح والعتاد والحشود الشعبيه لإنقاذ محافظتهم، والمطلع على أوضاع ابناء ونساء وشيوخ وأطفال المحافظة وهم يفترشون الأراضي دون مد يد العون لهم أو تسهيل دخول المساعدات الإنسانية لهم، يقف مذهولاً امام هذه هذه الحالة الإنسانية المتردية.
إذن من المسؤول عما حدث ويحدث؟ هل نتوقع أن يتخذ رئيس الوزراء قراراً بإحالة من تسبب بضياع الرمادي وأن يحيلهم إلى التحقيق واتخاذ القرار واعتبار الذي حدث خيانة عظمى يتحاسب فيها الجيش والشرطة ومجالس المحافظة والمحافظ، أما ترك الأمور على الحابل فإن الخطر سوف يهدد جميع المحافظات، وإن ما يتعرض له العراق أرضاً وشعباً هو ليس فقط خطر، وإنما هو تفتيت هذا البلد وتشريد شعبه وضياع اقتصاده وأمنه، إذن ماذا ينتظر رئيس الوزراء هل ينتظر أن تصل العصابات الإجرامية إلى المنطقة الخضراء أم ينتفض ويتخذ القرار بحق كل من أجرم وخان وجبن بحق العراق وشعبه وليثبت لكل من تسول له نفسه وباع أرضه بثمن بخس أن مصيره سوف يكون عسيراً ولن ترحمه نقمة الخيانة ومن كان يدفعه على الأضرار بشرف المسؤولية الوطنية.
اليوم الجميع يقف أمام المسؤولية رئيس الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية والدفاع والداخلية ومسؤولي المحافظة، وهي عودة الأنبار أو ترك المسؤولية للذين يستحقونها وللحقيقه نقول أنهم فشلوا في إدارة المعركة، وطرد عصابات داعش كذلك حسم موضوع اللجنة التحقيقية التي شكلها البرلمان حول الموصل، وإذا لم تصل إلى نتيجة تجميد اللجنة وإحالة أعضائها إلى التحقيق لكونهم لم يقوموا بالواجب التحقيقي، والضغوط التي تعرضوا لها من قبل من له يد في ضياع الموصل.
لذلك نقول اليوم يومك يا حيدر لعبادي إما أن تكون حاسماً وتتخذ القرار الذي يخدم العراق، وإما أن تكشف لشعبك خيانات البعض ممن باع ضميره ووطنيته.