18 ديسمبر، 2024 11:18 م

ماذا ينتظر العراق !!!

ماذا ينتظر العراق !!!

ذكرنا في مقال سابق بعنوان هل دخلت ايران النفق المظلم وقلنا
( ما يرعب ايران نقل صراعاتها الإقليمية والدولية الى الداخل الإيراني وقلنا انها سوف تنحني امام عاصفة الضغوط الدولية ولكن هي في حيرة بأي من الملفات سوف تضحي وتراوغ من اجل امتصاص النقمة وتخفيف الضغط عليها من اجل عدم اندلاع الشرارة في الداخل الإيراني .. وكذلك قلنا هل ستبدأ أولاً بالملف اليمني الاكثر استنزاف وخسارة بالنسبة لها وتترك الحوثي يواجه مصيرة .. ام الملف السوري الذي اصبح في قبضة الروس .. ام التخلي عن العراق وتركه للامريكان بعد نفاذ ربيع التخادم الإيراني مع الكابوي الامريكي .. ام ترك حزب الله ليواجه مصيره مع الكيان الصهيوني ).. ايران اليوم على المحك وهي امام الموقف الامريكي المتشدد الذي جعلها في خيار صعب اما قبول الشروط الأنثى عشر الامريكية او الدخول في نفق الحصار القاتل الذي يفضي بالنهاية في حال تعنتها الى حرب شاملة او ضربات محدودة تنهي قدراتها وتدمير منشأتها النووية والعسكرية والاقتصادية او تتجه الى خيار المساومة على الملفات التي أشرنا اليها آنفاً وتقوم بالتضحية بالبعض منها مثل ملف الحوثي وملف حزب الله كموقف لإظهار حسن النية عسى ان يتم تخفيف شيء من الحصار عنها، وفي حال عدم حصول ذلك تعمل بسياسة الارض المحروقة وتقوم بتدمر البعض الاخر من الملفات وفق مقولة عليّ وعلى اعدائي وخصوصاً الدول الأقرب لها وهي العراق وسوريا لان ايران التي صرفت دماء في سوريا لايمكن ان تسلمها الى الدب الروسي وتخرج بسهولة صفر اليدين فسوف تقوم بتدمير سوريا اكثر من ما هي مدمرة .. اما العراق وهو المهم فأن ايران سوف تعمل ان تكون معركتها الفاصلة مع امريكا على الاراضي العراقية من اجل ان لاتصل النيران المستعرة الى الداخل الإيراني، وانها تعتبر العراق الدجاجة التي تبيض ذهباً في السلة الايرانية وهو العمق الاستراتيجي والحديقة الخلفية لايران واذا دمر العراق سوف تعتبر نفسها هي الرابح بدلاً من ان يسلم متعافي الى الكابوبي الامريكي لهذا نشاهد ايران اليوم تستقتل من اجل فوز اتباعها من قائمة الفتح في الانتخابات العراقية المتمثّلة في الميليشيات الشيعية وتدفعهم للتغلغل داخل القوات الأمنية الحكومية بينما أمريكا تريد أدراجهم في قائمة الاٍرهاب وفق مشروع قانون قدمه العام الماضي السيناتور الجمهوري Ted Poe للكونغرس يدعو لفرض عقوبات على حركتي العصائب والنجباء، وجاء في مشروع القانون ( إن ايران ولسنوات عديدة دعمت قائمة طويلة من الإرهابيين داخل العراق يفخرون علانية بطاعتهم وبولائهم للمرشد الإيراني وبسبب جهودهم تحولت بغداد إلى مقاطعة إيرانية.) لهذا جاءت النتائج الانتخابية في العراق مرضية للادارة الامريكية ومشجعة في انحسار نفوذ ايران، التي لا يمكن لايران ان تستسلم لهذة النتيجة وخصوصاً لو تم ترشيح رئيس وزراء غير مرضي عنه لذلك ليس لها من خيار الا نشر فوضى عارمة داخل العراق فقد تأمر اتباعها في لحظة يأس أو لحظة جنون القيام بتفجيرات واغتيالات بطريقة استعراضية مدمرة وتفجير صراعات مسلحة بين القوى السياسية الشيعية لخلط الاوراق لكي تقول انها لا زالت تمسك بزمام الأمور ليس في العراق فقط وانما بامكانها إشعال المنطقة فهذا يعني أن ايران ستحرق بغداد قبل أن يصل الحريق لطهران .. هذا هو الموقف الصعب الذي يمر به العراق اليوم والكرة الان في ملعب الساسة العراقيين وخصوصاً الشيعة منهم المنقسمين مابين فصيل يريد ربط مصير العراق بايران وفصيل يريد النأي بالنفس وابعاد العراق عن مشاكل ايران الإقليمية والدولية، والايام القادمة سوف تظهر من يفكر بمنطق واقعي وفق معايير الربح والخسارة دفاعا عن مصالح العراق كما يفكر ويفعل قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مصالح بلادهم أو من يفكر بعقلية الاصطفاف الطائفي والولاء العقائدي وفي النهاية يخسرون إيران وأميركا، لذلك نرى كثير من العراقيين لا يريدون أن يضحوا بحاضرهم وبمستقبل أولادهم ووطنهم دفاعا عن مصالح دولة اخرى تريد ان تصبح امبراطورية عظمى على حساب دول المنطقة .. لهذا يريدون ابعاد العراق عن محرقة الصراعات الإقليمية والدولية وتجنب شعبه من ويلات وحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لان العراقيين الشرفاء لا يرضون أن يكون العراق جزء من الأمبراطورية وهمية ولا يرضون بمبدأ المصير الواحد في ان يحيا العراق إذا ظلت ايران على قيد الحياة ويموت إذا ماتت ايران ..