بات من المؤكد أن الضربة العسكرية الأمريكية الغربية لسوريا، أصبحت من أولويات ادارة اوباما وحلفائه، في معالجة الملف السوري الذي فجرته عملية غوطة الشام الكيماوية،و التي نفذها الجيش (العربي السوري) ضد أبناء شعبه وأكثرهم من الأطفال والنساء في ريف دمشق ،وقد اتخذ القرار في البيت الأبيض ولم يبق إلا موفقة الكونغرس الأمريكي (علما إن اوباما يستطيع الذهاب الى الحرب بدون موافقته )،وكان من الممكن تنفيذ الضربة (المحدودة ) قبل أسبوع من الآن ،ولكن المستجدات السياسية والعسكرية حالت الى تأجيل الضربة ،فماذا ينتظر الرئيس اوباما ولماذا التأجيل ؟،هذا ما سنحلله من خلال اجتماع مجلس النواب الأمريكي الأخير ،وتصريحات النواب في الكونكرس والمعطيات السياسية والعسكرية على الارض هنا في الشرق الأوسط ،والعالم ،ابتداء في الموقف العسكري والسياسي فروسيا أوقفت صفقة سلاح مهمة الى سوريا كان من الممكن أن تغير الكثير من المعادلة العسكرية، ولكنها روسيا التي دائما ما تخذل العرب في أحرج المواقف التاريخية والمفصلية (عبد الناصر وصدام حسين والآن بشار الأسد )،ثم سحبت أساطيلها ورعاياها وقواعدها من سوريا،وصرح بوتين يوم أمس إذا صدقت التقارير بضرب سوريا الكيماوي فلدينا موقف منها وسنوافق على ضربة عسكرية لها ،هذا هو الموقف الروسي المتخاذل ،أما الصين فلها نفس الموقف العسكري والسياسي، حيث سحبت فيه رعاياها وقطعها العسكرية ورضخت للأمر الأمريكي بصمت الجبناء ،أما إيران فهي اللاعب الأكبر هي وحزب الله في سوريا وهما من ورط الأسد وجعلاه يغطس في مستنقع الحرب الاهلية ،وقتل الشعب السوري على الأسس الطائفية، بحجة حماية المراقد المقدسة ومواجهة القاعدة وجبهة النصرة والإرهابيين وغيرها من الحجج ،التي كذبتها الأحداث على الارض من ثورة شعبية واسعة يقودها أبناء سوريا الأحرار وفي مقدمتهم الجيش الحر ،إذا السيناريو الأمريكي بدا واضحا، خاصة بعد تفويض الكونغرس ومجلس النوابـ،وان الضربة لم تعد (محدودة)،بعد تراجع الموقف الروسي وتغيير الضربة الى ضربة حاسمة على رأس النظام وتغييره ،والتي حددها الكونغرس ب (90 يوما )، وهذه فترة زمنية كافية لتغيير النظام، وإنهاك قواه العسكرية وتفكيك تحالفاته مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ووفقا لهذا السيناريو الأمريكي والذي استطاعت ادارة اوباما ان تقنع حلفاءها في تنفيذه في سوريا ،فستكون الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وغيرها ،بالرغم من اعتراض مجلس العموم البريطاني ورفض الجزء الأكبر من الضربة لكنها ستشارك بشكل أو بآخر في الحرب على سوريا ،إذن التحول الروسي في موقفه(روسيا لا تستبعد الموافقة على قرار مجلس الأمن لضرب سوريا إذا ثبت تورطها في ضرب الكيماوي في غوطة الشام ) ) ،قد ضمن وأكد الضربة بكل حزم وإنها ضربة حاسمة لا محدودة وسيكون هذا تفويضا نادرا من مجلس الأمن أن جميع أعضائه يوافقون بالإجماع على ضربة دولة مارقة تقتل شعبها بالكيماوي،ولكن هل تتوقف الضربة فقط سوريا وتسقط الأسد فقط ،لا وبكل تأكيد قالها اوباما أن الضربة ستكون موسعة ،ومعنى هذا أن هناك خطر كيماوي على الأمن القومي الأمريكي ،ولا يقصد منه نظام الأسد ،وإنما القصد منه هو البرنامج النووي الإيراني ،بمعنى أن إيران وحزب الله سيكونان الهدف التالي مباشرة بعد إسقاط نظام الأسد وكل الدلائل تشير أن تحضيرات ادارة اوباما العسكرية وتحالفاتها العسكرية وتحشيداتها في الخليج والبحر المتوسط واستحضاراتها الجوية والصاروخية ، هي ليست عادية ،وإنما تشمل أهدافا اكبر من إسقاط النظام السوري ،وهذا يعنى نشوب حرب عالمية ثالثة في المنطقة ،والتي من المؤكد ان روسيا والصين لم تكن من المشاركين ضد التحالف الأمريكي ،بعد تغيير الاستراتيجيات الروسية والصينية وانسحابهما مبكرا من الحرب الثالثة ،وسيكون طرفاها إيران والنظام السوري وحزب الله حيث صرح احد أزلام الملالي بان إيران وجهت لاحظوا الكذبة الإيرانية (250 ألف صاروخ الى إسرائيل)،وبالرغم من إننا نرفض الضربة العسكرية للشعب السوري العظيم ولكننا نؤيد بقوة ضرب النظام السوري وتغييره وتفكيك التحالف الطائفي الشرير بينه وبين حكام وملالي طهران أصحاب مشروع تمدد التشيع ألصفوي في المنطقة والعالم ،في هذا الجو الملتهب الأمريكي والمحموم دوليا وعربيا ،هل بقي من يقول أن الضربة الأمريكية غير مميتة لنظام بشار الأسد وحليفه نظام الملالي ،فمن يفكر في هذا فهو أصم وأعمى من لم يسمع بقرع طبول اوباما وهي تملأ سماء المنطقة ،وتنذر بحرب عالمية ثالثة ستغير وجه المنطقة كلها .