تنتشر شواخص حضارة بلدي العراق في كل مكان لتحكي قصة شعب عريق مبدع عمره الالاف السنين , كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازاً ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق ضمن مسيرة حضارات متعاقبة حتى وصفه احد الآثاريين بانه قطعة من التاريخ والحضارة والانسانية , لكن ما يثار عنه اليوم من كلام لا يتحمله أي انسان في هذا العالم , وحكاية اهل هذا البلد مع القادة الامريكان حكاية غريبة وعجيبة وبعد مرور سبعة اعوام على زيارة الرئيس بوش الى محافظة الانبار اكد الرئيس الامريكي خلال هذه الزيارة التي تعد اول زيارة لرئيس دولة بحجم امريكا الى محافظة عراقية , وقد اشار خلال هذه الزيارة , وكان في استقباله عدد من القادة السياسيين من ابناء الانبار , انني سأجعل من صحراء الانبار مدينة مقاربة الى المدن الامريكية , هذه النكتة ليست الأخيرة وهي تضاف الى سجل النكات غير المضحكة , ولأنني سأختصر الطريق لأن لا وقت للكثير من العراقيين لقراءة التفاصيل لانشغالهم بهموم اخرى كبيرة , كان يا مكان في قديم الزمان بلد عظيم كبير جميل ، حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً ، يجري في وسطه نهران خالدان ( دجلة والفرات ) يملك اكثر من ثلاثين مليون نخلة ، حاول المعتدون ولآلاف السنين ان ينالوا منه أو يحتلوه أو يدمروه أو يحرقوه من الفرس والبيزنطيين والأتراك والتتار والمغول والخونة لكنهم لم يفلحوا وانهزموا وانسحقوا، فأبناء العراق سالت دماؤهم كدجلة وضحوا مثل الفرات وهو يخترق الصحراء العظيمة ليسقي أهلها وتستمر النكتة ، وفي يوم من الأيام احتل الهنود الحمر ونخاسيون ومرتزقة صفر ارض العراق العظيم ، ونصب هؤلاء مجلساً للتشاور معهم من خمس وعشرين عضواً كل عضوٍ يمثل مليون عراقي او اكثر ( اكرر أنها نكتة ) هذا المجلس وافق بالأجماع على توحيد العراق اكثر وضمه اكثر وشد أزره اكثر فاتخذوا قراراً بالموافقة على مشروع الفدرالية وهي ببساطة , اقليم الجنوب وعاصمته محلة الحيانية في البصرة واقليم الوسط وعاصمته دهينة أبو علي في النجف الأشرف و أقليم الشمال وعاصمته فندق سرجنار، وبضعة محافظات لا مركزية وعاصمة اتحادية أعتقد أن اسمها بغداد تتفرع منها أقاليم عدة ، اقليم الرصافة وعاصمته سوق مريدي واقليم الكرخ وعاصمته مرطبات الرواد واقليم شمال بغداد وعاصمته معمل الحصو واقليم جنوب بغداد وعاصمته معمل المشن , العراق الخالد الموحد العظيم وأهله الشرفاء ، أهله الأتقياء الأنقياء كلهم ، وهم وحدهم عازمون للتصدي لهذه النكتة لأن حلم توزيع الحصص النفطية نهب وتبخر ولم يبق من نفطنا غير الاحتياطي القريب من ايران ،
فالاحتلال بدأ يلملم أذيال الخيبة وأبواقه تنادي بالانسحاب الفوري من العراق بعد فشل أكاذيب العولمة والفوضى الخلاقة واكاذيب الملفات الامنية الكاذبة، وأهمس بأذن المطبلين والمزمرين ممن تبوأ الفدرلة من القادة الجدد ، هذه النكتة سمجة وأن مستقبلهم أغبر ومصيرهم الهزيمة , واخيرا احب ان اذكر لان لا احد يصدق بنا نحن الصحافيون والاعلاميون بان سيادة الرئيس الامريكي خلال زيارته الاخيرة قبل سبعة اعوام الى قاعدة البغدادي الريفية كما يحب للأمريكان ان يلقبوها بعين الاسد قد اكد مرارا وتكرارا بان الانبار ستكون قطعة من التاريخ المعاصر ولله في خلقه شؤون ,