22 نوفمبر، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

ماذا يفعل وحيدي في بغداد ؟

ماذا يفعل وحيدي في بغداد ؟

أثارت زيارة وزير الدفاع الإيراني احمدي وحيدي الى بغداد جملة من التساؤلات في الشارع العراقي الرسمي والشعبي،والتي استفزتها هذه الزيارة المشبوهة التي لم تعلن عنها الحكومة ،وإنما جاء الوزير تحت جنح الليل مثل أي لص يدخل الى البيوت خلسة ،وشاهد العراقيون برنامج الزيارة الذي يدلل على إنها زيارة غير بريئة أبدا ،فقد اجتمع مع قادة الأحزاب الموالية لإيران ،ومن ثم اجتمع رموز التحالف الوطني ورئيسه،ثم قام بزيارة الى سامراء(؟؟؟؟)،ويجتمع مع قيادة عمليات سامراء وكأنه وزير الدفاع العراقي(بالمناسبة وزير دفاعنا الهمام ليس معه في سامراء)،وزار قبلها وبعدها مواقع عسكرية واستخبارية للتنسيق العسكري والمخابراتي واجتماعه مع  قادة عسكريين وأمنيين كبار، لاستحكام النفوذ العسكري والسياسي الإيراني على العراق لمواجهة احتمالات الهجوم الإسرائيلي والأمريكي المرتقب على ايران ،وقد اجتمع وحيدي مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والتباحث حول كيفية توحيد المواقف السياسية والعسكرية في المنطقة التي تنتظر أحداثا مصيرية تفصح عنها الأزمة السورية التي تشرف على النهاية ،وبدء الانفجار الكارثي في المنطقة انطلاقا من سورية وأحداثها الدموية ،وتأتي زيارة وحيدي المثيرة للجدل والتي نشم منها رائحة عدوانية تجاه الصراع السلطوي، وأزمات حكومة المالكي مع الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية،وهذه الرائحة الكريهة هي بسط وتقوية سلطة الميليشيات التي تأتمر بأوامر ولي الفقيه الإيراني الخامنئي،والتي انعكس عملها التخريبي على الوضع الأمني المتفجر في العراق (التفجيرات والاغتيالات وهروب السجناء من السجون والاعتقالات العشوائية  عمليات كواتم الصوت المنظمة ضد الرموز الوطنية  من رؤساء عشائر وقادة عسكريين سابقين وعلماء وأطباء ومثقفين ورجال دين )،تأتي الزيارة في وقت يتهيأ الرئيس جلال طالباني لعقد المؤتمر الوطني لجمع شمل المتصارعين على المناصب على طاولة مستديرة (لن يعقد المؤتمر حسب قناعتي بسبب عمق الخلافات وانعدام كامل للثقة بين الأطراف الحاكمة)،إضافة الى الأوضاع الإيرانية الداخلية تشهد توترا كبيرا في الشارع نتيجة انهيار العملة الإيرانية بفعل العقوبات الدولية على ايران ،والتي تبشر بربيع إيراني قادم لا محالة ،لإنهاء  معاناة العراقيين من النفوذ العسكري والسياسي الإيراني والجرائم التي تنفذها ميليشيات إيرانية (فيلق القدس واطلاعات وميليشيات عراقية بأوامر إيرانية معروفة في الشارع العراقي هي وجرائمها،)،نقول إن واحدة من أسباب زيارة هذا الحيدة هي الضغط على حكومة المالكي للسماح بمرور الطائرات الإيرانية المحملة بالسلاح والصواريخ وعناصر الحرس الثوري الى سوريا(اعتراف قادة ايران بهذا قبل أيام فقط)،وتصريحات السفير الإيراني حسن فر دانائي أمس برفض تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة الى سوريا من قبل الأجهزة العراقية،وتدخل زيارة (وحيدي )واجتماعاته العسكرية دون بروتوكول رسمي للزيارة بإشراف وزارة الدفاع العراقية في صلب التدخل الإيراني السافر بالشؤون الداخلية العراقية وهيمنتها على القرار العسكري والسياسي العراقي ،وهذا مؤشر خطير جدا يضعف من موقف حكومة المالكي لدى الشارع العراق والكتل السياسية،ويؤكد حقيقة طالما قلناها سابقا أن النفوذ الإيراني أصبح من الاستحالة التحكم فيه عراقيا (وبالتحديد حكومة المالكي وأحزاب السلطة المتنفذة)،إذن زيارة وحيدي وزير دفاع نظام الملالي لم تكن ودية، ومن اجل تقديم الدعم والمساعدة في استتاب الأمن والاستقرار في العراق ،أو إعادة الأسرى العراقيين أل(3000)أسير عراقي يقبعون في سجون الملالي منذ ثلاثين عاما، أو لأعاده فتح الأنهر الأربعين التي قطعتها ايران عن أهلنا في الجنوب ، أو لمنع إرسال الأدوية الفاسدة والمخدرات والعبوات، وإيقاف نشاط الميليشيات الطائفية في استهداف العراقيين،ولا من اجل سواد عيون العراقيين ،ولكن من اجل فرض  وبسط المزيد من الهيمنة والنفوذ الإيراني ،وتأجيج الصراع الطائفي في العراق لإشعال الحرب الأهلية فيه ،نحن متخوفون من هذه الزيارة المشبوهة ،والتي لم يعلن تفاصيلها وأهدافها للشعب العراقي ،ولكن الكتاب واضح من عنوانه كما يقال ،والوضع الأمني والسياسي المتفجر والأزمات والاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات والصراع السياسي بين الفرقاء وحكومة المالكي إحدى نتائج هذه الزيارة المشئومة … الى بغداد العباسية…..

أحدث المقالات