كان محمد يتناول فطوره امام بائع متجول في حي العدل حين ترجل القاتل من سيارة البرنس السوداء, حين اشهر القاتل مسدسه بوجه محمد حاول الفرار ولكن الرصاص اصابه في مقتل فسقط على الأرض جثة هامدة. القاتل فر كالجرذ المذعور بسيارته لاشك ان روحه رقصت طربا لنجاح المهمة. هل يمكن ان يكون الانسان راضيا عن نفسه حين ينجح في مهمة مثل هذه. هل ينظر الى نفسه في المرآة وهو يقود سيارته. كيف يرى شكله. هل يقول لنفسه احسنت يابطل وينظر بزهو الى نفسه, اريد ان اعرف بماذا بماذا يشعر هؤلاء وهي تقتل بشر لمجرد خلاف مذهبي لااحد يمكن ان يجزم فيه حتى اليوم. هل جاء الدين للقتل ام هو الذي حرم القتل. هل هم يؤمنون بالله واليوم الأخر وبالنار والعذاب ام انهم ينكرون ذلك ام ان هناك شيخ يقول لكم افعلوا ماتشائون ان الله يقبل التوبه.
ماذا فعل قاتل محمد الذين كان يظن القاتل انه من جيش المهدي حين اطلق عليه الرصاص. هل ذهب ليأكل فطوره ويقطع الخبز بنفس اليد التي كانت تمسك بالمسدس قبل ساعة, هل انفتحت شهيته للاكل بعد الجريمة. ماهو شكل القاتل الذي اباح دم هشام الهاشمي والذي جلس يخطط ويراقب ويتحين الفرصة المناسبه واصبعه على الزناد, بل ماهو شكل المجرم النمطي في العراق هل هو ضخم الجثة عريض الكتفين. قاسي الملامح يتطاير الشرر من عيونه. ذات يوم والعراقيين لم يفيقوا بعد من هولة سقوط النظام السابق توقف السير في احدى شوارع بغداد.امام احدى الساحات , سائق المركبة في المقدمة ظل يراقب السير قبل ان يتحرك وهو ينتظر ترجل من السيارة التي خلفه احد المراهقين , ضعيف البنية , شاحب الوجه , مشى نحو سائق المركبة الامامية بخطى سريعة وبدون مقدمات اشهر مسدسه نحو رأس السائق يأمره بالتحرك. السائق اطلق لمحرك سيارته العنان. صاحب المسدس هو الاصلح للبقاء. لااستبعد ان يكون شكل قاتل هشام الهاشمي ان يكون من هذا النمط من اولئك الذي يضعون على خصرهم مسدسا فيظنون انهم اصبحوا رجالا وان هناك من يدعم هذا الاعتقاد في نفوسهم ليشبع غرورهم . وهؤلاء الانذال عاثوا في الأرض فسادا ولااحد يوقفهم و يضع نهاية لهم. هؤلاء يغامرون بمستقبل اطفالنا وبمستقبل العراق كله. القتل لايسكت عنه تحت اي غطاء او تبرير وبالمناسبة ماهي نتائج تحقيق اغتيال هشام الهاشمي؟ هل تراهن ياكاظمي على ذاكرة العراقيين فتظن انهم نسوا, كل مجرم وقاتل لاتراهن على الزمن والنسيان.