7 أبريل، 2024 11:36 ص
Search
Close this search box.

ماذا يفعل العبادي في واشنطن …؟ 

Facebook
Twitter
LinkedIn

استدعى الرئيس الامريكي باراك أوباما، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى واشنطن ،ليبلغه موعد انطلاق معركة الموصل المرتقبة،ومشاركة امريكا في إعمار الموصل ،بعد تدميرها وتحريرها من قبل امريكا والتحالف الدولي ،وهكذا شد العبادي الرحال الى امريكا ،ليعلن من هناك وبكلمة مقتضبة، بعد مباحثات ،وتلقيه الاوامر والقرارات من الرئيس اوباما، ابتداء معركة تحرير الشرقاط وهيت والبغدادي، إن زيارة العبادي الى واشنطن تحمل رسائل كثيرة الى الاخرين، وأولها أن القرار العراقي مازال بيد امريكا في العراق،وأن العبادي يلقى دعما امريكيا واسعا وشريكا لها وليس لايران، واعلان اوباما بعد لقائه بالعبادي، انه اتفق على ساعة اعلان معركة الموصل،والجهات التي ستشارك في المعركة مستبعدا تركيا منها،ومشاركة امريكا في اعمار الموصل،وإنها ستكون معركة سريعة ولكنها صعبة ،الا دليل على أن  معركة الموصل ستكون امريكية بأمتياز كما ذكرنا في اكثر من مرة ، وأن لا احد سيشارك أمريكا  (فرحة النصر) في الموصل، لانها ستكون فوزا للحزب الديمقراطي وكلنتون في سباق الرئاسة، وهزيمة لترامب في السباق الرئاسي، تماما كما خططت له ادارة اوباما ،وان زيارة العبادي لواشنطن، تعطي الرئيس اوباما دفعا سياسيا قويا داخل امريكا، يرفع من نصيب هيلاري كلنتون في معركتها الانتخابية ،ويرسل رسالة ايجابية للناخب الامريكي ،بضمان هزيمة داعش في العراق ،وان حكومة العبادي تعمل وفق التوجيهات الامريكية ،في مقابل هذه الزيارة وتمهيدا لانجاحها ،حسمت ادارة اوباما ومبعوثه الى بغداد قبل زيارة العبادي،الجهات التي ستشارك في معركة الموصل وانهى الصراع الدائر في العراق بين الكتل والقوى المتنفذة في العملية السياسية ،حول مشاركة الحشد الشعبي وقوات البشمركة والجيش التركي في المعركة ،بعد وصل الخلاف حد تأخير عملية انطلاقها ،وهكذا اتفقت ادارة اوباما، وقررت مشاركة الحشد الشعبي وقوات البشمركة ،وحددت لها محاور القتال دون الدخول في داخل الموصل  ،مستبعدة اشراك الجيش التركي في معركة الموصل ،كما هو الحال في سوريا ومعركة (درع الفرات)، 
بعد ان انشغال وتخوف الرأي العراقي كله ،بتصريحات تركية رسمية وغير رسمية ،باعلانها مشاركة الجيش التركي بعملية تحرير الموصل (درع دجلة )، حسب اتفاقية انقرة عام 1926 التي تسمح للجي التركيحماية الاقلية التركمانية في الموصل وكركوك،إن الاهتمام الامريكي بمعركة تحرير الموصل ،يتعدى مسألة الانتخابات الامريكية وفوز الحزب الديمقراطي وصعود هيلاري كلنتون الى رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، نعم يتعداها تماما بالرغم من اهميتها، اذ تعد السيطرة على الموصل والقاعدة العسكرية في القيارة نصرا استرتيجيا عسكريا كبيرا لامريكا ،كانت تحلم به منذ عشرات العقود ،للموقع الجيوسياسي الاستراتيجي لها في الشرق الاوسط كله ، وتواجد امريكا في هذا المكان من العالم يحقق لها اهدافا اقتصادية وعسكرية وسياسية كبيرة جدا ،يؤهلها ان تلعب دورا رئيسيا في المنطقة ،يسهل لها تحقيق مشروعها الاستراتيجي العسكري اقامة الشرق الاوسط الكبير باسرع ما كانت تخطط له في السابق ، ويبعدها عن معاركها الافتراضية مع الارهاب والتطرف الاسلامي في المنطقة ،أي ستشغل العالم بخطر الارهاب وهي راعيته الاولى ،مستخدمة ادواتها في المنطقة ،دون الحاجة الى ارسال جيش امريكي لحماية مصالحها ، وتتخادم مع ايران لانهما يلتقيان في ممهمة واحدة هي اضعاف وانهاك والقضاء على الطرف الرافض لمشاريعهما في المنطقة كلها ونقصد به تحديدا
(المكون الاسلامي السني المعتدل )، والذي تضعه امريكا وايران في سلة واحدة مع تنظيم الدولة الاسلامية داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من التنظيمات الارهابية الاسلامية المتطرفة المحسوبة زورا وبهتانا على المكون السني الاسلامي المعتدل نالرافض والمحارب لارهاب هذه التنظيمات ،والذي يعد الضحية الاولى له في العلم ، وان شيطنة  امريكا وايران للرافضين لمشاريعهم وحجتهم أنه الحاضنة للارهاب هي تضليل وتدليس للرأي العام العالمي،وتبرير لمحاربته واضعافه والسيطرة عليه بالقوة، وذلك بدعم الارهاب الحقيقي ضد المكون السني وتمكينه من السيطرة على مدنه وقتل وتهجير ابنائها كما حصل في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك وغيرها ،وكذلك ما حصل في مدن سورية ايضا لنفس الغرض الدنيء، هكذا اذن تغزو امريكا الدول وتدمرها وتهجير وتقتل ابناءها وتعود لتحريرها ،لذلك نقول ان زيارة العبادي لواشنطن طمأنت الجانب الامريكي،وحققت ما خطط له اوباما وادارته ،من نجاح دبلوماسي وسياسي، وأثبت نجاح استراتيجية اوباما الخارجية،أما في الداخل العراقي،فأن الزيارة اعطت انطباعا مزدوجا ،الاول أن جناح ايران في العملية السياسية(التحالف الوطني)، قد فشل في تجيير معركة الموصل لايران،رغم زخم الهديدات والتصريحات،وهمبلات العامري والمهندس والخفاجي والخزعلي والصدر،عن مشاركتهم في معركة الموصل ،وتحقيق (نصر وتواجد رسمي لايران في الموصل)،في حين استقبلت الكتل الاخرى ومنها الديمقراطي الكردستاني بارتياح شديد  نتائج هذه الزيارة ونجاحها في كبح جماح طهران في معركة الموصل، وانهت حلمها في دخول الموصل وفرض اجندتها المستقبلية عليها ،كما انها ايضا اعطت مؤشرا قويا للاقليم ان معركة الموصل ونتائجها لايحددها الدم وانما ابناء الموصل هم من يقرر مصيرها وحدهم دون تدخل الاخرين فيها،وهذا ما اقتنع به الاقليم واعلنه صراحة ان مصير الموصل يحدده اهلها فقط، مستبعدين النوايا التركية واطماعها في الموصل ،وهذا ايضا مكسبا للجميع ،اطفأ حربا بين جميع الاطراف في حال دخول الجيش الى الموصل ،وهذا ما انتبهت له ادارة اوباما واسرعت لاطفاء نار التصريحات والتقولات والنوايا السيئة واطماعها في الموصل ، وهنا ربحت الموصل ،وافشلت عنرا مهما في تأجيج الصراع والحرب الطائفية بعد داعش،وتقسيم المدينة الى اقليم ومحافظات وانتهت احلام من كان ورائها ، وكما نوهنا في مقالنا السابق،ان امريكا هي من يقرر نوعية الحكم في الموصل بعد داعش، ووضحنا كيف تسعى ادارة اوباما لاختيار (حاكما عسكريا للموصل )، 
بعد داعش،وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه ،ان كل التصريحات والاحلام التي تطالب بمصالحها الشخصية والقومية ذهبت وستذهب ادراج الريح ،وستبقى الموصل موحدة بابنائها وطوائفها وقومياتها المتآخية منذ الاف السنين، وسيلملمون جراحاتها،ويوحدون صفوفها وهم واقصد ال(مليون ونصف داخل الموصل الان)، من سيقرر مصيرها وسيفتح ابواب المستقبل لها ويضمن حقوق ابناءها واقلياتها ،ويعطي لهم حقوقهم الدينية والتاريخية والسياسية والعيش بسلام وامان معهم كما كانت قبل الاف السنين،وما تهويلات البعض ممن يؤجج ويقترح ويخمن ويعلن ،ماهي الا نفخ دخان الطائفية والعنصرية في قربة مثقوبة ، وان الحديث عن نزوح مليون موصلي،أو حصول حالات انتقام عشائرية وفردية وطائفية ،ماهو الا تكهنات لا أساس لها ابدا على الارض ، لان من قتل من عناصر داعش وعوائلهم لن يبقوا في المدينة وينتظروا من ينتقم منهم ،سيهربون أو يقتلون (وبشر القاتل بالقتل )، أعتقد أن زيارة العبادي لامريكا ،فتحت افقا جديدافي جدية واشنطن في انهاء داعش في العراق حسب المخطط الامريكي لانتفاء الحاجة منه الان ، وتحقيق امريكا لاهدافها الاستراتيجية لقرون طويلة قادمة،واجزم أن داعش انتهى بلارجعة في العراق،ولو ان فكره باق ،ولكنني اقصد الوجود العسكري، ليس لان امريكا هزمته وقضت عليه ،لا ، وانما لان الشعب العراقي قد كشف المخطط الارهابي الذي تديره امريكا، بدعم تنظيم الدولة الاسلامية داعش في كل من سوريا والعراق،وفضح ايران التي تدير الميليشيات تحت مسمى الجيش الشيعي الايراني ، وهذا فضل من الله، ان نفضح اعداء العراق ليبقى العراق موحدا، (رغم ما أصابه من خراب وتدميروتهجير وقتل بالملايين)، ولكن عزاؤنا أنه بقي واحدا موحدا، وسيبقى رغم الهجمة العدوانية للاحتلالين الامريكي والايراني ، نعم معركة الموصل على الابواب ،وسيرحل غيرمأسوف عليه داعش ومشتقاته ، وسيعود العراق لاهله الاصلاء،وسيرحل مع داعش، جميع من باع العراق ،وخان العراق، وسرق العراق،وأراد تقسيم العراق، لذا نعد زيارة العبادي، فرصة لتحقيق امنية أهل الموصل الاسارى لدى داعش، في تحرير الموصل وجدية امريكا في هذه المعركة التي ستحقق اهدافا مزدوجة لامريكا وابناء الموصل وللعراقيين في إعلان القضاء على داعش واخواتها …….                   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب