22 ديسمبر، 2024 6:56 م

ماذا يعني هذا الخوف والقلق؟

ماذا يعني هذا الخوف والقلق؟

بعد 41 عاما من الصراع الاستثنائي الدائر بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين منظمة مجاهدي خلق والتي شن خلالها النظام حملة کبيرة متعددة الجوانب وعلى مختلف الاصعدة ضد المنظمة ولم تقتصر على داخل إيران بل وإنها قد تجاوزت الى الصعيد الدولي حيث قام هذا النظام بإستغلال علاقاته الاقتصادية والسياسية وأمورا أخرى في الضغط على دول العالم کي لاتقيم علاقات مع مجاهدي خلق أو تعترف بها، والذي لفت النظر إن النظام وفي خضم حملته هذه التي هي مستمرة على طول العقود الاربعة المنصرمة، قد أعلن مرارا وتکرارا بأن المنظمة قد إنتهت وإنه قد قضى عليها ولم يعد لها من وجود وتأثير على الاوضاع في إيران في إشارة وتأکيد بأن النظام صار يمسك لوحده بزمام الامور وليس له من أي منازع في داخل إيران، لکن الذي يلفت النظر أيضا بهذا الصدد ولايمکن تجاهله وغض الطرف عنه هو إنه ومع کل ماقام به النظام وماروج له ومع ملاحظة سعة وقوة وعنف الحملة ضد المنظمة، فإن الاخيرة ظلت تقف کطود شامخ بوجهه وتحملت بل وإستوعبت کل الضربات والمخططات المختلفة ضدها.
الحديث الاخير الذي أدلى به المرشد الاعلى للنظام خامنئي وحذر فيه من توسع شعبية مجاهدي خلق بين أوساط الشباب الايراني وکذلك ماقد أشار إليه شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة”کيهان”التابعة لخامنئي بخصوص تزايد دور وتأثير مجاهدي خلق في الجامعات، لم ينطلق من فراغ بل إنه جسد وعکس وضعا مقلقا لم يعد بوسع النظام إخفائه والتغطية عليه ولاسيما بعد أن باتت الادلة والقرائن کثيرة وتفضح النظام شر فضيحة وتجبره على الاعتراف بالحقيقة رغما عنه.
ماقد عبر عنه موقع”رجا نيوز” الحكومي صراحة في مقال نشره يوم الأحد الموافق 17 مايو 2020، بعنوان “مجاهدي خلق وصحوة الخلايا النائمة” عن مخاوف النظام من شعبية مجاهدي خلق وتقدمهم استراتيجيا من أجل تحقيق ‌هدفهم الاکبر والمتمثل بالاطاحة بالنظام، والنمو المتزايد لمعاقل الانتفاضة التابعة لأنصار مجاهدي خلق داخل البلاد. وفيما يتعلق باعتقال طالبين من طلاب الصفوة في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران بتهمة التواصل مع مجاهدي خلق، كتب الموقع الحكومي المشار إليه:” في 5 مايو 2020، أعلن إسماعيلي، المتحدث باسم السلطة القضائية أن التهم الموجهة للطالبين المعتقلين من جامعة شريف للتكنولوجيا هي التواصل مع مجاهدي خلق ومحاولة القيام بعلميات ضد منشآت النظام وحيازة المتفجرات.”، الى جانب إن وزير الاستخبارات كان قد كشف النقاب منذ عام عن اعتقال 116 خلية معنية بتنفيذ العمليات تابعة لمجاهدي خلق، وکل هذا يٶکد بأن مجاهدي خلق ليس لم تنته کما تطبل وتزمر وسائل اعلام النظام بل وإنها باتت تفرض دورها ووجودها وتأثيرها على الاوضاع في إيران کرقم صعب وکأمر واقع ليس بالامکان أبدا تجاهله خصوصا وإنه يسير بخطى غير عادية بإتجاه تحقيق هدفه بإسقاط النظام.