16 أبريل، 2024 11:01 ص
Search
Close this search box.

ماذا يعني للعراقببن رحيل ” علي الخامنئي” في هذا الظرف بالذات …!؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يلف الغموض والتكتّم عن حالة ومصير المرشد الإيراني , بعد أن تناقلت مواقع ألكترونية كثيرة خبر تدهور حالته الصحية …!, ومنذ يومين تقريباً , تشهد منصات التواصل الاجتماعي سباق محموم , وتزاحم غير مسبوق في نقل أخبار تكاد تكون من مصدر واحد !, مفادها .. وفاة مرشد الثورة الإيرانية ” علي خامنئي ” ونقل جميع صلاحياته إلى نجله ” مجتبى ” .
ما يهمنا وما يعنينا كعرب وكعراقيين في حال تأكد الخبر .. ما هو الفراغ الذي سيخلفه رحيل مرشد الثورة الإيرانية ” علي الخامنئي” , في هذا الظرف الحاسم والحساس بالذات لإيران والمنطقة …!؟

لقد علمتنا قيمنا وأخلاقنا وشهامتنا العربية حتى قبل نزول الوحي على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أن العفو عند المقدرة ، وأن لا شماتة حتى بموت ألد أعدائنا !، وقد خاطب الرسول الأكارم ، كفار قريش الذين آذوه وحرموه من دخول مكة المكرمة سنوات عديدة بــ ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ).
إذا كعرب وكمسلمين وكعراقيين … ، ماذا يعني لنا غياب ورحيل مرشد الثورة الإيرانية في الظرف الراهن !؟.
بلا ادنى شك يعني لنا الكثير … الكثير ، وفي مقدمة هذه المعاني … إننا نتطلع لطي صفحة الحروب والاقتتال والتآمر والمؤآمرات وزرع بذور الفتن والأحقاد والكراهية ، وإنهاء لتدخل السافر في أدق تفاصيل حياتنا وشؤوننا الداخلية .
كعراقيين كنا وما زلنا وسنبقى نتمنى للجارة المسلمة إيران ، كما نتمنا لأنفسنا ولسائر شعوب العالم ، وأن يعم فيها الأمن والأمان والسلام والاستقرار والرخاء ، بعد أن يهيء ويسخر لشعوبها خيار أبنائها إن شاء الله وليس شرارهم ، وهذا على الله ليس ببعيد ، وأن يمن على الذين استضعفوا وأهلكتهم الحروب الطائفية والاطماع القومية والحصار الاقتصادي … برجل وقائد وزعيم سياسي منصف ، رشيد مصلح … وحكومة إصلاح تصلح وترمم كل ما خربته وشابته حقبة ولاية الفقيه … ما بين عام 1979 – 2020 ، حيث أثبتت الـ 41 سنة العجاف الماضية ، أنها كانت ثورة مشبوهة بكل المقاييس والمعطيات والنتائج ، بعد أن جلبت معها كل أشكال وألوان العنف والإرهاب والويل والثبور ، والخراب والدمار ، وويلات الحروب التي خلفت ملايين القتلى والجرحى والمعوقين والمشردين والنازحين والمهجرين والمغتربين من كلا الشعبين العراقي والإيراني ، بل وحتى الشعب السوري واللبناني واليمني ، ناهيكم عن عدم الاستقرار الذي خيم على الشرق الاوسط منذ عام 1978 وحتى يومنا هذا ، الأمر الذي جعل أمريكا والكيان الصهيوني وحتى روسيا والصين يستبيحون العالمين العربي والإسلامي بشكل سافر وغير مسبوق ، وخير وأبسط وأقرب دليل دامغ على ذلك … هو أن دويلات ومحميات الخليج بما فيها السعودية باتوا يتوسلون بالكيان الصهيوني كي يعترف بهم وليس العكس !؟، ولكي يحمي عروشهم من الخطر الإيراني الداهم !!! .
نعم … وبلا أدنى شك … بلاء أو بلاد فارس ، أو إيران الحديثة بعد الحرب العالمية الاولى … بالرغم من أنها تحتل الأحواز العربية منذ عام 1925 ، وتحتل الجزر العربية الثلاثة منذ السبعينات ، وتتدخل بشكل سافر ومؤذي ومخرب ومدمر في أربع عواصم عربية منذ عام 1980، كانت وما تزال وستبقى جار العرب الازلي ، لكنها مع بالغ الأسى والألم ، كعراقيين نقولها بكل غصة ومرارة , كانت وما تزال منذ تحرير العراق من قبضتها قبل أكثر من 1400 سنة ، وبالرغم من اعتناق شعبها الفارسي الدين الإسلامي الحنيف ، لكن قادتها وزعمائها ودهاقنتها الروحيين والقوميين العنصريين ، كانوا وما زالوا مصدر قلق وعدم استقرار, وأرق وصداع مزمن لنا ، وظلوا وما برحوا يكنون العداء والحقد والكراهية للإسلام والمسلمين على طول الخط ، وبكل وقاحة وصفاقة يتهمون العرب جهارا نهارا وبمناسبة وبدون مناسبة ، بأنهم تسببوا في إسقاط وإنهاء إمبراطوريتهم البغيضة ، ويصفون وينعتون العرب بأبشع وأحط الأوصاف …!، وهذا بحد ذاته دليل قاطع على أنهم أي ( القادة والزعماء والملوك ورجال وأحبار وكهنة المعبد والمذهب الصفوي المعاصرين )! فقط وليس عامة شعوبها وقومياتها ، أثبتوا ويثبتون بالدليل القاطع أنهم دعاة أحقاد وضغائن وثار دفين يحملونه في جيناتهم الوراثية جيل بعد جيل للأسف ، وكذلك دليل صارخ … بانهم لا يؤمنون أصلاً بقيم ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، الدين السماوي الذي أنقذهم من عبادة النار وعبادة العباد ، ودعاهم إلى عبادة رب العباد ، ناهيك عن أنهم لا يصدقون حتى بقول سيد الأنام والصادق المصدوق سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، النبي المبعوث بالهدى ودين الحق ، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، حين قال ( ص) ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وكذلك قيصر الروم ).
بلا أدنى شك لا يزكي الأنفس إلا الله ، ولكن أثبت لنا التاريخ القريب ، بأن الثورة الإيرانية التي استبشرنا بها خيراً كعرب وكمسلمين وكعراقيين خاصة منذ سقوط الشاهنشاهية البغيضة ، لكنهم … أي القادة الجدد بعد مرور عدة أشهر على وصولهم لسدة السلطة عام 79 أثبتوا لانصارهم قبل معارضيهم العكس تماماً … بحيث جعلوا الشعوب الإيرانية وجيرانهم العرب يندبون حظهم ويندمون ، حتى أن السواد الاعظم من الشعوب الإيرانية صاروا يحنون لنظام المقبور شاه إيران ، الذي تخلى عنه أقرب حليف له كما هم الأمريكان .
لقد عم إيران الهرج والمرج والفوضى ، وبدأت رحلة ومرحلة التصفيات الجسدية تطال قيادات الثورة ورموزها البارزين ، الذين هرب منهم من هرب وقتل من قتل ، ولكي يصدروا أزماتهم الداخلية خارج الحدود , بدءوا بتدشين رحلة ومرحلة جديدة ، وأسسوا سياسة غريبة وعجيبة لم ينتهجها أي نظام قبلهم ، وبدات سياسة التهديد والوعيد لدول الجوار ، وفي مقدمتهم العراق ، وتوعد الخميني بأنه سيصدر الثورة وسيطيح بالنظام العراقي بالقوة ، الأمر الذي أشعل فتيل حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران ، التي أحرقت الحرث والنسل ، وتحولوا قادة وزعماء الجمهورية الاسلامية المزعومين إلى معول هدم وخراب ودمار لإيران والمنطقة ، كما كانوا منذ القرن السابع الميلادي مصدر خبث ودسائس لدولة الخلافة العربية الإسلامية منذ قيامها وحتى سقوطها على يد المغول التتر عام 1258 .

نافلة القول ; كعرب وكمسلمين وكعراقيين نأمل ونتطلع … بل ونتضرع إلى الله جل شأنه أن يجعل غياب خليفة “الخميني” والحقبة الطائفية الشوفينية العنصرية التي خيمت على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص ، بما فيها إيران نفسها وشعوبها التي ذاقت ويلات ومعاناة هذه الحقبة والفترة المظلمة بكل ما للوصف من معنى ، أن يجعلها الله بداية النهاية لكل ما شابها من حروب وتدخل في شؤون دول الجوار الداخلية ، وأن يعم الأمن والأمان والسلام والاستقرار ربوع الجارة إيران ، وربوع جميع دول وشعوب المنطقة والعالم ، وأن تبدأ القيادة الإيرانية الحالية أو من سيأتي بعدها مرحلة جديدة في بناء الثقة أولاً ، وترميم وضعها الداخلي ثانياً ، وبناء وترميم علاقاتها مع دول الجوار ، وفي مقدمتها العراق الذي تعرض لأكبر حملة حقد وكراهية وإرهاب منظم ، وتدخل سافر في جميع شؤونه الداخلية ، بما فيها تدمير منظومة القيم والاخلاق والعادات والتقاليد العشائرية ونشر البدع والخرافات والمخدرات .
ختاما ; شخصياً نشهد الله أننا لا نكن العداء والبغضاء لأي أمة ، ولأي شعب على وجه المعمورة ، وفي مقدمتها الشعوب الإيرانية ، لكننا ننتقد بل ونتمنى زوال أي نظام يقمع شعبه ويؤذي جيرانه ، بما فيها الأنظمة العربية ، وفي مقدمتها أيضاً النظام السعودي الذي تحالف مع أمريكا وجيوشها ومخابراتها ، ومع النظامين السوري والإيراني ومخابراتهما لاحتلال وتدمير وطننا العراق وتسليمه بيد حفنة من القتلة والمجرمين واللصوص الذين يدينون بالولاء الأعمى لملالي إيران … أي ما سمي حينها منذ عام 1993 بالمعارضة العراقية !!!؟ ، وهذا ليس تجني على أحد ، ولا على النظام السعودي أبداً … بل بشهادة وزير داخليتهم الاسبق ” نايف بن عبدالعزيز آل سعود” وكذلك بشهادة الخرف الخرتيت رئيس جهاز المخابرات السعودية الأسبق المدعو ” تركي الفيصل” ، الله وأمن وأستقرار ورفاهية شعوب المنطقة من وراء القصد .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب