يعتقد البعض من المحللين السياسيين بأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص ضم مرتفعات الجولان السورية التي أحتلت في حرب عام 1976 الى الدولة الإسرائيلية ما هو إلا قرار متهور غير ملزم وليس له أي تأثير على مضمون قرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص والتي تشير الى عائدية مرتفعات الجولان الى سوريا . هؤلاء البعض ، مع الأسف ، غير مدركين وغير واعين لخفايا ما يدور خلف الكواليس . إن قرار الرئيس الأمريكي بضم مرتفعات الجولان الى إسرائيل بهذا التوقيت لم يأتي إعتباطاً وإنما جاء ضمن سيناريوهات مدروسة بدقة ومعدة حسب ظروف المنطقة . ومن المؤسف حقاً قيام البعض من المسؤولين العراقيين بمختلف مستوياتهم سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية بإعلان الشجب المطلق لمثل هذا القرار دون أي وعي أو إدراك لمضمون هذا القرار التاريخي وما بعده من تغيرات على مستوى المنطقة ككل . الرئيس الأمريكي ترامب ليس غبياً أو متهوراً كما ينعته معظم الأغبياء في العراق وحتى في بعض الدول الأخرى ، وَمِمَّا يؤسف له ان بعض القوى وكذلك بعض المليشيات من الحشد الشعبي في العراق يواجهون السياسة الأمريكية وأهدافها في المنطقة دون أي وعي أو إدراك لحقيقة تواجدهم بسبب جهلهم أو إنتمائهم للخارج ويصرحون بكل غباء من قبل قياداتهم بأنهم قادرين على إنهاء أمريكا في الداخل والخارج أيضاً .
أيها الأغبياء ، إن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بضم مرتفعات الجولان الى إسرائيل في هذا التوقيت يعني وجود خارطة طريق جديدة للشرق الأوسط والتي سوف يتم ، خلال مرحلة زمنية متوسطة ، إعادة الخارطة الجيوسياسية بحيث يتم تسوية المشكلة السورية بإتفاق الأطراف الفاعلة في الساحة وهي روسيا وتركيا وأمريكا بإتجاه نحو تقسيم سوريا وخلق نوع من الحكم الذاتي لبعض المكونات وبالأخص أكراد سوريا مع مراعاة بعض مصالح تركيا الإستراتيجية في خلق منطقة آمنة على حدودها . وعلى هذا الأساس على الساسة العراقيون أن يفهموا ويستوعبوا مجريات الأمور في العالم ، ولو إنني على قناعة تامة بأن معظم هؤلاء ” الساسة ” لا يدركون ولا يستوعبون علم السياسة وتأثيرها على مستقبل البلد وأجياله . وسوف يكون العراق ضمن سيناريو التقسيم وسوف يتمتم الشخوص النكرة ممن يتحكمون بالشأن العراقي الآن ، وهم معروفين ، بأن كل ما يجرى عبارة عن مؤامرة .