يبدو ان افتعال الازمات وصناعتها هي دوما تصب في صالح الاحزاب والكتل السياسية المشتركة في العملية
السياسية .. فهي تسيرها حسب الحاجة والموقف ومبدء الربح والخسارة وكما نعلم ان الانتخابات على الابواب ولابد من ابتكار
موضوع جديد تسلط عليه الاضواء يكون هو محور حديث الشارع والمقهى والدائرة ويشغل حيز مهم وكبير من تغطية وسائل الاعلام هو .. ولاية ثالثة للسيد المالكي …
والغريب في الامر ان الاوساط السياسية لا تتحدث عن برامج سياسية لاحزابها التي ستشارك في الانتخابات, بل حديثها ينصب حول حصول او عدم حصول السيد المالكي على ولاية ثالثة , ولا ادري باي وجه حق يطالب انصار المالكي بانه يستحق ولاية ثالثة للحكم?
هل تعلم هذه الجهات التي تدافع عن ولاية ثالثة للمالكي ان في العراق الفترة التي حكم بها السيد المالكي من الدول الاربعة الاخيرة قائمة الفساد! وان العاصمة بغداد وهي المدينة التي يسكن فيها السيد المالكي هي من اوسخ واقذر عواصم العالم ! وان الامية والجهل والتخلف تشكل نسبة عالية من فئات المجتمع العراقي وان المستوى الصحي والتعليمي والخدمي هو في اسؤ حالاته على الرغم من وجود ميزانيات ضخمة خلال السنوات العشرة الماضية .. اما الفوضى وعدم احترام القانون ناهيك عن التخبط في دراسة واصدار القوانيين الحديث عنها يطويل ومقرف ناهيك عن الوضع الامني السيء .. وعلينا الاعتراف ايضا من باب الانصاف ان بديل المالكي سوف لا يستطيع ان يعيد بناء المؤوسسات واعادة هيكلتها دون ان تكون هناك برامج مدروسة تعتمد الكفأة والاختصاص وقبل هذا كله ان يكون لدى المشرع والمنفذ رؤية وطنية وحس وطني بعيدة عن الطائفية والمذهبية وهذه في حقيقة الامر لم نجدها في برامج من يشترك في الانتخابات وخاصة الاحزاب والكتل السياسية التي كانت على رأس الهرم , وتحاول ان تعيد الكرة من جديد .. وهنا يتحمل المواطن المسؤولية الاكبر في الاختيار وعملية الفرز وان يدرك اولا ان هذه الاحزاب عندما تريد ان تقنعه ان لا بدليل للمالكي الا المالكي نفسه فهي تستخف بعقله وارادته في البحث عن الافضل والاحسن … لكن المشكلة وللاسف الشديد هناك الكثير من يصدق هذه الاكذوبة ويضع نفسه في زاوية الاختيار الصعب … ويبدء بتصديق المثل القائل … اللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفه …