في ظل الاوضاع السلبية التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتفاقم الازمة العامة الحادة التي يعاني منها والتي لم يسلم منها أي جزء أو مٶسسة أو مفصل للنظام، فإن نشر الملف الصوتي الاخير لکبار قادة الحرس الثورية الايراني والذي يکشف النقاب عن إستشراء الفساد من خلال عمليات النهب والسرقة والرشوة الجارية في في جهاز الحرس الثوري، کل ذلك تأکيد على الازمة الحادة قد وصلت لأهم جهاز قمعي في النظام الايراني.
رد وکالة أنباء فارس التابعة للحرس يوم السبت الماضي على نشر ملف صوتي لكبار قادة الحرس مؤكدة بذلك على صحته، حيث وصف المراقبون هذه الخطوة بأنها تظهر تصعيدا لمزيد من الاشتباكات والخلافات في أوساط جهاز الحرس، وإذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن هناك ولأسباب أمنية وسياسية تکتم شديد على معظم الامور والمسائل السلبية المتعلقة بالحرس الثوري، غير إن نشر هذا الملف الصوتي يٶکد ويثبت بأن الازمة الحادة قد وصلت الى الحرس الثوري وباتت تنخر فيه.
الملف الصوتي”الفضيحة” وإن لم يذکر سوى جزيئات تتعلق بالفساد المالي لرئيس برلمان النظام قاليباف الذي کان قائد في الحرس الثوري وعدد من قادة الحرس الآخرين كذلك يشير إلى تورط عائلات قادة الحرس في هذا الفساد المالي، لکن ذلك يعني بأن هذا الجهاز ومع کل ماقد حاول وبذل من مساعي من أجل التغطية والتستر على عمليات ومواضيع الفساد في الجهاز ولکنه ومن خلال الملف الصوتي قد إنفضح شر فضيحة.
من المهم جدا هنا الإشارة الى أن قضية الفساد الاقتصادي المتعلقة بزوجة قاسم سليماني وزوجة قاليباف مجمدة في ممرات سلطة الملالي القضائية وتم السكوت والتغاضي عنها منذ فترة طويلة، وفي قضية تتعلق بما لا تقل عن 4 ملايين دولار طرفيها قاسم سليماني وحميد بقائي، وتم اعتقال بقائي لكنه تكتم والتزم الصمت بخصوص قاسم سليماني.
المثير للسخرية والتهکم وبعد أن أکدت وكالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس وبک وضوح صحة ما تم الكشف عنه في الملف الصوتي، فقد بادر غلام رضا شريعتي عضو البرلمان الايراني وفي محاولة مکشوفة من أجل التستر على الفضيحة والتغطية عليها بأن الملف الصوتي مزيف، ومن دون أن يقدم أي دليل أو إثبات يدعم وجهة نظره في وقت إلتزمت فيه صحيفة”کيهان”الناطقة بإسم خامنئي ووکالة أنباء”تسنيم”المقربة من الحرس الثوري وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية التابعة للحرس الصمت حيال هذا الملف الصوتي وماقد سيتداعى وينجم عنه من آثار ونتائج سلبية على جهاز الحرس ويعريه أمام الشعب الايراني والعالم.