هل العراق بحاجة حقا الى صواريخ باليستية لکي يضعها في مناطق يتمکن من خلالها ضرب العاصمة الفلانية والفلانية؟ مالذي سيحصل عليه العراق فيما لو دخل أية مواجهة أو حرب محتملة بين النظام الايراني وأي طرف دولي أو إقليمي کان؟ سٶالان مهمان يطرحان نفسيهما أمام أوضاع غير مستقرة في العراق خصوصا وإن العراق ليس بحاجة أبدا الى المزيد من الاسلحة وعسکرة الشعب وماإليه بل إنه بحاجة الى مايبني ويصنع ويزرع به، کما إن العراق لايمکن أن يحصل سوى على المصائب والمآسي إذا ماتدخل في أية مواجهة لصالح النظام الايراني.
مشکلة العراق الکبرى اليوم وخصوصا بعد الاحتلال الامريکي للعراق، هو الدور الخطير الذي يقوم به النظام الايراني فيه من أقصى شماله الى أقصى جنوبه ومخطئ من يظن بأن هناك ثمة مکان أو منطقة في العراق غير متأثرة بالدور الايراني، ولو سألت أي مواطن عراقي عادي”غير مليشياوي عميل لإيران”، عن الخطر والتهديد الاکبر للعراق والسبب في بقاء الفوضى وعدم الاستقرار، لأجابك السني والشيعي والمسيحي والعربي والکردي کلهم بأن الخطر والتهديد الاکبر على العراق هو تدخلات النظام الايراني.
النظام الايراني وکما صار واضحا من خلال مراجعة 4 عقود من عمره، فإنه سبب إثارة المشاکل والازمات والحروب والمواجهات والفتن الطائفية وغيرها، ويجب أن لاننسى أبدا بأنه وعند إندلاع الحرب بين العراق وإيران فإن الخميني قد أطلق مقولته المشهورة”الخير فيما وقع”!! ونتسائل أي خير يمکن أن يکون فيالحروب سوى الکوارث والمآسي؟ وإن النظام الايراني الذي بني على أفکار وتوجهات هذا الرجل، هو نظام مولع بالحروب والفتن ولايمکن أن يعيش من دونها، وللأسف البالغ فقد صار العراق واحدا من أهم قواعده المتقدمة”کما يصفه دائما” لمواجهة أعدائه وخصومه وتصفية حساباته معهم.
اليوم وعندما يتدخل کل سفير النظام الايراني وقائد قوة القدس الارهابية في الجهود الجارية من أجل تشکيل الحکومة العراقية المقبلة ويتلاعبان بها کما لو إنها کرة أمامهم من أجل أن يجعلان الامور کلها لصالح نظامهم، فإن آخر شئ يمکن أن يفکران فيه هو مصلحة الشعب العراقي، بل والاهم من ذلك إنهما لايعملان ذلك من أجل خدمة مصالح الشعب الايراني المبتلي بهم والمعاني منهم الى أبعد حد، وانما لصالح النظام فقط ومن أجل إنجاز المشروع المشبوه للخميني، وإن بقاء النفوذ والدول الايراني في العراق يعني بقاء کل أسباب عرقلة تقدم العراق وشعبه.
إنهاء النفوذ الايراني، يعني إستعادة العراق لسيادته وقراره السياسي وجعله يستعيد عافيته. إنهاء النفوذ الايراني يعني عودة العراق الى الحضنين العربي والاسلامي وعودة العافية والوحدة للشعب العراقي بکافة مکوناته. إنهاء النفوذ الايراني يعني إنتهاء العمالة والفساد والتطرف والارهاب. إنهاء النفوذ الايراني في العراق يعني تقديم دعم وتإييد لنضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل إسقاط هذا النظام وتخليص إيران والمنطقة والعالم من شره المستطير.