22 نوفمبر، 2024 7:33 ص
Search
Close this search box.

ماذا يسمى رضوخ العبادي لاوامر سليماني؟

ماذا يسمى رضوخ العبادي لاوامر سليماني؟

قبل ان اكتب بضمير عراقي وتفهم كلماتي على غير ما اريد، سابدأ بإيضاح حول الانفصال الكردي من وجهة نظري، وهو ان الانفصال غير مقبول جملة وتفصيلا، ولا يمكن لاي عراقي نظيف الاستغناء عن شبر واحد من الارض العراقية وذلك للارتباط الروحي الوطني بين الفرد والارض، فقدسية وحدة الاراضي العراقية تستحق فعلا ان نقول عنها انها خط احمر. ولكن طريقة المواجهة للمشروع الانفصالي على خطة سليماني لم يكن موفقا ابدا، وهناك العديد من الذين اثنوا على العبادي، ولكن اذا ما نظرنا الى ابعد من مجرد استخدام الحل العسكري سنرى ان هذا الانتصار يراد به خذلان كبير…
حلم الدولة الكردية وقيامها لم ينتهي وانما اصبح حلما وشوقا، وتمادي الاكراد لم يأتي من فراغ بل كان نتاجا طبيعيا لسنوات مضت من التنازلات الحكومية، وكان الاكراد بالمقابل داعمين اساسيين لاجل وصول قادة الشيعة الى حكم العراق منذ 2004 ولغاية تولي العبادي رئاسة الوزراء. ان اغلب الحكومات التي توالت على حكم العراق ومنذ زمن نفذت عمليات عسكرية ضد الاكراد وضد رغبتهم بالانفصال وسقط العديد من الطرفين ضحايا حرب، ولا ندري من منهم يسمى شهيدا؟ وبالرغم الى كل ما تعرض له الكرد لم يتنازلوا او يتناسوا ولو للحظة عن حلمهم بالانفصال وقيام دولتهم الكردية، هنا يتجسد مفهوم ( العناد الكردي )، وفي كل عملية عسكرية تزداد الفجوة بين الكرد والعرب بالكراهية. هذا و من الجانب العربي المتمثل بالحكومة العراقية فانها لم تأخذ هذا بنظر الاعتبار وان تلجأ للحوار بدلا من الحل العسكري وهنا خسر التحالف الوطني داعما اساسيا وشريكا لا يستهان به فكانت هذه رغبة الامريكان وسبب قبولهم بالحل العسكري لانهاء دور الحكم الشيعي في الانتخابات المقبلة للبدء في تصفية العراق من عملاء ايران، وان كان العبادي على دراية كاملة بهذا، ترى ماذا يسمى العبادي الداعم للسياسة الامريكية في العراق؟.
من جانب اخر فرضت القيادة الايرانية دورها وما عرفناه من تجارب سابقة ان كل مشروع تقف خلفه ايران فمستقبله بائس ومظلم، والمالكي كان احد المشاريع الايرانية، ومن المؤكد انهم ارسلوا سليماني ليس محبة بالعراق وانما لانتفاع ايران من العراق ودفع الضرر الكبير لو ان الاستقلال تم، هذا بالاضافة الى موارد النفط التي تعتبر الجزء الاهم من الصراع، وما للاندفاع الايراني الا غاية تبررها وسيلة، فاصبح الكرد وسيلتهم والسيطرة الكاملة على العراق غايتهم، والغريب في التوقيت ( توقيت المعركه مع الاكراد ) الذي جاء بعد اعلان ترامب لسياسته المستقبلية ضد ايران، وكان ردهم بانهم سيلقونه درسا، وطبعا جميع الدروس الايرانية اتخذت من العراق ساحة صراع لردع اي خطر محتمل عن اراضيها، وحتى المواجهة العسكرية لم تكن بصالح قيادة ايران واطماعها لما قد يساهم في تدخل امريكي واممي واسع، فاستغلوا الامر برمته واعطوا تنازلات بسيطة من اجل مكاسب اكبر، وليس الايرانيون بمن يستهان بهم ولا يغيب عنهم الدور الكردي الداعم للشيعة، ولكن مشروعهم المستقبلي سياتي على لسان اعضاء الحكومة والبرلمان بفرض حكومة اغلبية خاصة بعد تشتيت سنة العراق وتهجيرهم وابعاد الكرد فهذا ما في جعبة الفرس من نوايا وما امر به سليماني، فهل كان للسيد رئيس الوزراء علم بما سيحدث مستقبلا بعد الحل العسكري؟ وان كان يعلم فماذا يسمى رضوخ العبادي لاوامر سليماني؟

أحدث المقالات