بعد مخاض عسير اكتملت التشكيلة الوزارية لحكومة الكاظمي ، وبعد هذه الجولة الطويلة لتشكيل الحكومة الانتقالية او لتسمى اي شيء ، السؤال المهم هل ستؤدي دورها وفق منهاجها الحكومي المعلن ام انها ستواجه تحديات داخلية واقليمية ودولية ؟
اليوم الانسان العراقي يعاني كثيرا من فعل الازمة الاقتصادية والازمة الصحية المتمثلة بـ”كورونا” والتي لا شك انها ترمي بضلالها على الازمة الاولى والعكس صحيح ايضا ، من خلال انخفاض اسعار النفط وتوقف الحركة التجارية والصناعية في العالم اجمع وليس في العراق فحسب ، لذلك لابد ان تكون هناك خطط محكمة قصيرة المدى وبعيدة المدى لتجاوز الازمة والازمات الاخرى ، يضعها وينفذها خبراء اقتصاديون بعيدون عن السياسة كمصطلح عام ، ولكنهن مختصين في بناء السياسة الاقتصادية للدولة ، ولا شك انها مهمة كبيرة وثقيلة في ظل عدم وجود رؤية او نظرية اقتصادية محددة في بلد يعتبر من الدول المتقدمة في انتاج النفط ، ويمتلك نهرين عظيمين وارض خصبة وسياحة وعمقا حضاريا يمتد لالاف السنين ، لكنه في اصغرازمة اقتصادية تواجهه يخر “صعقا” .
ماذا يريد الشعب من الحكومة و من البرلمان ؟
المطلوب من الحكومة ان لا تكون كسابقاتها من الحكومات ، اي بمعنى ان تبني او تضع اللبنات الاساسية لاقتصاد قوي لا يقف عاجزا امام الازمات “وهذا سيحسب لها ويسجلها التاريخ” ، وان تضع الشعب فوق كل الاعتبارات والمسميات والتوجهات ، لانه يستحق الكثير بعد اعوام من الوعود غير المتحققة في كافة المجالات (الخدمية والاجتماعية والاقتصادية واهمها الحرية التي كان يجب ان يؤطرها الدستور والقانون لكنها لم تتحقق ) ، اي ان تكون حكومة شعب وليس حكومة نخب ، وان كانت فترتها قصيرة مقارنة بالحكومات السابقة ، ولا بأس ان تكون هي القاعدة التي ترتكز عليها الحكومات اللاحقة ، من اجل ان ينال هذا الشعب المظلوم حقوقه رويدا رويدا ، ان مستحقات الشعب وحقوقه كمواطن شرعي لهذا الوطن مقدسة في مفاهيم الحكومات الوطنية ، ولابد ان تحفظ تلك الحقوق وتصان ، وهذا واجب اي حكومة تؤدي القسم في البرلمان بغض النظر عن المسميات والشخوص ، العراقي يستحق ان يحيا حياة كريمة ، لانه عانا الكثير من جراء المؤامرات والحروب التي امتدت لاكثر من ثلاثة او اربعة عقود ، اجيال من هذا الشعب ولدت وماتت ولم تحضى بحق المواطنة البسيط ، لتكون هذه الحكومة النواة التي ينطلق منها عصر المضي نحو الحياة الرغيدة للشعب العراقي الغيور الصابر والمضحي .
ماذا نريد من البرلمان ؟ ان يكون ممثلا للشعب وليس للاقليات او المسميات الضيقة المناطقية ، وان ينطلق الى فضاء الوطن ليمثل العراقيين في كل اطيافهم ومعتقداتهم ، وان يكون ممثلا للجماهير التي اختارته وان يراقب ، ويسال ، ويشرع القانونين التي تضمن حقوق الاجيال القادمة ، انها رسالة قد تصل في مداها الى مصافي الرسالات السماوية في مجال التنفيذ بلا شك ، وهي امانة في اعناق البرلمانيين يسالون عنها في “يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون” ولا حزب ولا كتلة ولا غيرها.
فيما مضى من الزمان حكم اناس ورجالات دولة حفظ لهم التاريخ سيرتهم الناصعة بما حققوه لشعوبهم واصبحوا مثالا للعدل والمساواة ، وفي نفس طيات التاريخ هناك شخوص لعنوا واذلتهم افعالهم اللاشرعية تجاه شعوبهم واصبحوا مثالا للظلم والدكتاتورية ، وما الامس ببعيد عن العراقيين .
# كلكم – راع – وكلكم – مسؤول – عن – رعيته .