وماهو سلاحهم في الحرب الدائرة على صعد شتى، أم إن لديهم أصناف من الأسلحة، وفي الغالب هي محرمة خاصة حين تصل الى حقوق الناس وكراماتهم ومعايشهم.
الذين يتبجحون بنهضة العراق، ويساندون المتظاهرين المطالبين بالخدمات هم نفسهم من حكموا العراق لسنوات، ولدورات متعاقبة، وفشلوا، ولكنهم اليوم يأتون مثل أخوة يوسف يبكون عند أبيهم ظنا منهم أنه سيصدق دموع التماسيح التي تسيل على وجوههم الكالحة الصدأ.
يحاولون الظهور بمظهر النساك المتعبدين الصالحين الذين يعبرون عن التضامن والمحبة والإستعداد لتقديم كل مساعدة ممكنة في هذه الظروف العصيبة التي يعاني فيها الناس شتى صنوف الحرمان والضيق خاصة، وهم يكابدون العذابات في المناطق المحرومة والمنكوبة في أطراف بغداد التي اهملت من النظام السابق ومن حكومات مابعد 2003 التي فشلت في تلبية متطلبات الكرامة الإنسانية للشعب والذي أضطر للتظاهر والإحتجاج من أجل الضغط على الدوائر الخدمية في العاصمة وعلى مستوى الوزارات المعنية التي لم تؤد شيئا من واجباتها تجاه مواطنيها.
جماعات من الناس قرروا التظاهر طلبا للحقوق دون تنسيق مع جهات سياسية، أو مؤسسات دينية، ولم يكن في نياتهم أن يطلبوا الدعم والمساندة، أو يكونوا جزءا من حركة الصراع السياسي المحتدم، وفوجئوا بقوى سياسية نافذة تحاول أن تستغل التظاهرات كسلاح في المعركة الإنتخابية وضد العبادي تحديدا في محاولة لتقليل شعبيته في أوساط المواطنين والتركيز على واقع الخدمات المترد الذي هو نتاج فعل سياسي، وأداء غير منضبط أدى الى نزوح نحو الفساد لم يسبق له مثيل تتحمله النخبة السياسية والقوى الفاعلة والأحزاب التي تملكت السلطة والمال وأهملت الحقوق الطبيعية للمواطنين.
من المعيب أن تتحول الخدمات الى سلاح في معركة الإنتخابات، وعلى الجميع أن ينتبهوا الى متطلبات المجتمع دون النظر في المكاسب الإنتخابية الرخيصة لأن الناس لم يعودوا يتحملون المزيد من المصاعب والإنتكاسات والمشاكل فقد قدموا مافيه الكفاية من صبر ودماء ومعاناة.