10 أبريل، 2024 12:35 م
Search
Close this search box.

ماذا يريد المواطن البصري من الحكومة؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ثروة نفطية هائلة هي الأولى بين محافظات الجنوب، وحرق غازي متزايد يصاحب إستخراج النفط، يقدر بـ ( 12 تريليون متر مكعب)، مما يفقد العراق حوالي ( 10 مليون دولار يومياً)، ونخيل يقف شامخاً بين الأزقة، والطرقات، والشواطئ، ومعادن كثيرة في أرض غليظة صلبة بحجارتها القاسية،(الحصى والرمال بسمك70 سم، وأملاح معدنية ذائبة في مياه شط العرب)، وثروة سمكية مختلفة، وإرث حضاري سياحي رائع، فماذا يريد المواطن البصري أكثر من هذه الكنوز؟!

البصرة الفيحاء الشريان الحيوي لإقتصاد العراق، يشكل نفطها عموداً للإيرادات الوطنية، لخزينة الحكومة المركزية، وعندها يقع أقصر معبر بري، وبحري، وجوي بين قارات العالم القديم والحديث، تدور وتُدوَّرُ الأموال، فيها، ومنها، وإليها، ولكن يبقى الجزء الأهم لديها، هو الحقوق المكفولة لأبنائها، والتي تعني في جوهرها الحقوق، والمساواة، والعدالة، والإزدهار، والحياة الحرة الكريمة، لأن قيمة الإنسان وكرامته، معيار ثابت لا يمكن تجاوزه، وهذا ما يريده البصريون من ساستهم وحكومتهم المحلية والمركزية.

يجب أن تأخذ البصرة الحيز الأكبر، من جهود الحكومة بشقيها المحلي والمركزي، لأن ذلك يعني إنصافاً لقضيتها، التي حاول بعض الفاسدين والفاشلين، دس السم في عسلها لأغراض التشويش، فقمة القسوة بحقها، أن تعيش البصرة على إرضاء مَنْ حولها، ليعيشوا هم على كسر كل جميل فيها، وما الأمراض السرطانية والتلوث البيئي المحدق بأهلها إلا إحداها، وماذا يعني شيوع المغص والإسهال، ويحتمل الكوليرا جراء تلوث المياه، وبأعداد تقول وزيرة الصحة الموقرة إنها بالمستوى الطبيعي!

الى أي عدد تودين من الضحايا الوصول إليه يا حضرة الوزيرة؟ ثم ما هو دور وزارة الموارد المائية، ومشكلة الملوحة يعاني منها أهل البصرة منذ عشرات السنين؟ أين هو دور الحكومة المحلية في الإتفاقيات المائية بين الدول المجاورة، حتى وصلت معدلات شدة الملوحة الى مستويات عالية، لا يمكن لأبن البصرة أن يستعمل الماء حتى للإستحمام، أي كارثة هذه؟ أين هم نواب البصرة يا سادة يا كرام؟ أين هي الحكومة من معاناتهم؟

المواطن البصري يريد كرامة العيش، وتوفير الخدمات بأبسط أشكالها، فهل الحرية التي إغتالها اللصوص ستعود من جديد، وأبناء البصرة في تظاهراتهم على موعد مع المجد، خاصة وأنهم كحلوها بدمائهم الطاهرة، ما ذنب هؤلاء؟ وقد وضعوا إصابعهم على الجراح، لتنتصر للألم البصري الإنساني، بعد أن عانى جوعاً كافراً أسوداً مؤثراً على حياة الفقراء، بسبب الحشرات السياسية التي فقدت السيطرة على نفسها.

لماذا تتعمد الحكومة عدم إيجاد حلول شاملة لمشاكل البصرة؟ خدمات متلكئة ونخيل لا يقوى على النهوض وبحيرات من النفط لم ترفه أهلها،الأمر كأنه مؤامرة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، وإلا هل نحتاج لمحطات تحلية لإنتاج الماء الصالح للشرب، بكلفة تقدر بميزانية العراق كلها مثلاً، ولهذا لم تستطع الحكومة انجاز مشاريع التحلية طيلة ال(15) عاماً؟ هل إنتبهت الحكومة الى مشاريع ناقصة، وعاطلة في البدعة والهارثة حتى يمد لها خط للماء العذب اليوم فقط؟!

هل البصرة حرية غامضة، أم هبة ثقيلة لم تستطع الحكومة لأربع سنوات من إستثمار ثرواتها، أو خدمة أبنائها بالشكل اللائق؟ هل يعقل أن الحكومة في هذا التوقيت الخطير، والذي سبق وأن حذرت المرجعية من تداعياته، أن تكون نتيجة التحذير هو الإهمال والتقصير، الى الحد الذي تناشد فيه منظات أممية ودولية وإنسانية، بضرورة معالجة مشكلة الملوحة، أي تخريب هذا؟ وأية فوضى لا تدرك عواقبها الحكومة؟ بالله عليكم أين هو إصلاحكم وإعماركم؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب