23 ديسمبر، 2024 2:58 م

ماذا يريد المواطن؟

ماذا يريد المواطن؟

اتذكر قبيل الانتخابات البرلمانية (2014)، نظم شباب تيار شهيد المحراب حملة المواطن يريد، التي عرفها السيد الحكيم انها حملة لتأسيس ثقافة العقد بين الشعب ومرشحيه، وان يتحول كل توقيع من مواطن عراقي الى التزام من قبل المرشح.
لم تقتصر الحملة التي غطت اغلب محافظات العراق تقريبا، على جمهور تيار شهيد المحراب، رأيت بأم عيني اناس يختلفون في الهوى، أيدوا الفكرة ووقعوا على تلك البوستات، بأنهم يريدون دولة تضمن حقوقهم، والتوافد الكبير والنجاح الذي حققته الحملة، كنت ضانا ان تيار شهيد المحراب سيتمكن من شغل مناصب كبيرة، لكن، للأسف حملات التسقيط وتوزيع السندات الباطلة وغيرها، غيرت نفوس الكثير من الذين وقعوا.
بعد ان توزعت غنائم الانتخابات، وحصلت كتلة المواطن على نسبة 10% من البرلمان والحكومة، جاء المطبلون ليطالبوا مسؤولي تيار شهيد المحراب بما ارادوه قبل الانتخابات، وكأنهم حصلوا على 90% من التشريع والتنفيذ، دون ان يحاسبوهم على نسبة الـ 10%، التي حققوا بها انجازات هائلة.
اليوم ونحن على قبيل انتخابات جديدة، ماذا يريد المواطن؟
في البداية لابد ان يعلم المواطن، ان هنالك ماكنة اعلامية ضخمة تزخ لها مليارات الدولارات، غايتها اسقاط حكم الاغلبية، ولابد ان يعي المواطن الشيعي خطورة العزوف عن الانتخابات، بدافع ان الكل لم يحقق الانجاز، لا بل هنالك انجازات كبيرة توفرت في غضون حكم الاغلبية.
من اهم الانجازات التقدم الكبير الذي يتحقق لدحر داعش، وما خلفه من دول كبرى، كذلك العلاقة النسبية بين القوى السياسية التي اصبحت بعيدة عن الطائفية والقومية، لو قارناها في الامس، فالخلافات اليوم سنية _ سنية، كردية _ كردية.
لو بحثنا عن المقومات التي ستدفع المواطن لاختيار تيار شهيد المحراب، لوجدنا ان التيار يمتاز بقربه من المرجعية، كونه التيار السياسي الوحيد الذي يقلد مرجعية الامام السيستاني، وينصاع لكافة اوامرها، وهذا ما رأيناه في تحركات هذا التيار من استقالات متكررة، ومن مناصب سيادية طوعا لرغبة المرجعية المباركة، والمرجعية لا تصرح بهذا القرب كونها تحتفظ بأبوتها للجميع، وتيار شهيد المحراب بدوره لا يحرج مرجعيته.
كان تيار شهيد المحراب السبب الرئيس في اطفاء نار الازمة، التي تدور بين الفينة والاخرى بين كتل كبيرة، سببت ازمة للبلد، ورأينا كيف أصبح مقر هذا التيار مكانا لتسوية الخلافات، كذلك يعتبر التيار القوى العددية الثانية في الحشد الشعبي والقوى الاولى في تحقيق وحصد الانتصارات، وهذا ما يؤيده قادة كبار في الحشد.
يمتلك تيار شهيد المحراب الرؤية الثاقبة والمشروع والبرنامج الواضح، فلا يقتصر عمله على العراق فحسب، بل تعدى للعلاقات الدولية والاقليمية، والعراق اليوم بأمس الحاجة لمساعدة الدول الاخرى له، ونرى تحركات السيد الحكيم في كثير من الدول، واخرها الكويت التي اجلت تسديد
التعويضات حتى عام (2019)، وتوضيح ما يجري في العراق بعيون عراقية لا بما يراه الكويتيين بعيون الاعلام المعادي
خلاصة القول: ماذا يريد المواطن؟ القرب من المرجعية متوفر، والمشاركة في الحشد الشعبي موجودة، والعلاقات الدولية والمحلية متوفرة، والرؤية والمشروع متوفران، والكفة بين الشباب والخبرة متوفرة، وما ينقصه فقط الحجم الانتخابي، والكرة بملعبك ايها المواطن.
سلام.