مما لا شك فيه ان للادارة الامريكية الرغبة بحصول المالكي على الموقع الذي هو فيه رغم تحفظها على بعض سياسته اتجاة ايران وبعض المواقف السياسية بالمنطقة كالملف السوري على سبيل المثال ,فالمالكي هو الرجل المناسب للغرب في الوقت الراهن لما يملكه من دينامكية تؤهله للولوج للمشكل التي وقفت الادارة الامريكية عاجزة عنه الا هو الملف الايراني في العراق خاصة والمنطقة عامة فليس افضل من المالكي وحزبه هم المؤهلين للعب هذا الدور لما يملكه من خيوط في لعبة المصالح الغربية والامريكية خاصة ,فشخصية المالكي البراكماتية هي خير من يلعب هذا الدور, كلنا يتذكر ما فعله المالكي مع القوى الشيعية المتشددة (التيار الصدري)في صولة الفرسان وغيرها من تحجيم وتعطيل وباشكال متعدده ضد مصالح وجموح هذا التيار ممثلا بقائده مقتدى الصدر وان بدى الامر غير ذلك من قبل حكومة المالكي وقتها ,الا انها كانت ضربة موجعة للتيار الصدري وكانت موفقة بعد ان خسر هذا التيار بعض من سمعته السياسية ببطلان ادعائه بالدفاع عن مصالح العراقين عندما اخذ يتدخل بخصوصية الناس ويجعل من حزبه وكيلا على العراقين ودليلا لهم ,خاصةعندما استغاث العراقيون بالمالكي في البصرة وبعض المدن العراقية فقداستفاد المالكي شخصيا من الخطأالسياسي للتيار الصدري عندها توجه لضرب التيار الصدري بكل قوة وبالآلة العسكرية وكان الوقت مناسباله خاصة بعدالمباركة الامريكية ..وبهذا قد حصل المالكي على جميع الاصوات التي كان من الممكن ان تذهب للتيار الصدري عندهاكسب الشارع بلعبة براكماتية بامتياز ..اصبح بعدها محط احترام من قبل غالبية البسطاء من العراقين وكذلك من قبل الادارة الامريكية والتي كانت وقتها أضلت طريقها بالعراق وتريد من يأخذ بيدها ليخرجها من هذا الوحل.. .
لم تكن الانتخابات التي مضي عليها اكثر من عامين ببعيدة حيث اخذ التيار الصدري يعد عدته للانتقام من المالكي بعد اصبح المالكي على حافة الخسارة امام قائمة علاوي, وان من ينقذه من الهزيمة السياسية هو عدوالامس (التيار الصدري) وبمباركة ايرانية امريكية استطاع المالكي ان يحقق فوزه بتحالفه مع الصدرين وان يحصل على الوزارة مرة اخرى بعدان كاد يفقدها والى الابد ..لم تكن الادارة الامريكية بغافلة عما يجري بل كان جل همها هوان يحصل المالكي على الفوز رغم تحفظها كما اسلفنا الا ان المصالح الاستراتيجية للادارة الامريكية فوق المصلحه التكتيكية (انسحابهم من العراق دون حصولهم على مكاسب ضاهرة للعيان ) او لنقل دون حصولهم على تفويض من الحكومة العراقية بالابقاء على بعض قطعاتهم العسكرية او حصولهم على الحصانة القضائية لجنودهم الذين سيبقون بالعراق كمدربين ,لكن الادارة تملك كل خيوط اللعبة واهمها هو حب المالكي للكرسي بعد احس بطعمه وما يحقق له من نفوذ على الصعيد العراقي اولا وعلى الصعيد الاقليمي والعالمي ثانيا فشخصية المالكي المنحدره من قرية(جناجه)كماهواغلب العراقين المنحدرين من القرية والذين منهم على شاكلة المالكي فهم يضحوا بكل شيء ما عدا الكرسي وهذا ما اكتشفته الادارة الامريكية في عهد بوش الابن من الصفات الشخصية للمالكي قبل ان يعرفة العراقيون انفسهم وذلك عندما قال له أحد القروين بمخاطبتة في احدى المهرجانات التي كان يقيمها المالكي لدعم كرسييه(انريدك ماتنطيها) فرد عليه(هو ياهو اليكدر ياخذها حته ننطيها)..فحب المالكي لكرسي الوزارة ورغبة الادارة الامريكية بالحفاظ على مصالحها هي الاهداف الحقيقية من زيارة المالكي لأمريكا وليس مصلحة العراقين كما يراد ان يصورها الاعلام الحزبي للسيد المالكي .