أقل من سبع ساعات يخرج الصدريون في ساحة التحرير ومعهم التيار المدني أو جزء من التيار المدني ينحصر برفاق جاسم الحلفي وأحمد عبد الحسين في ساحة التحرير يتظاهرون مطالبين بالإصلاح ومحاربة الفساد وهذه عناوين وشعارات عامة تحتاج إلى تعريف عملي يتناغم مع الواقع .
من حق الصدريين أو أي حزب أو جماعة غيرهم أن يتظاهروا مادامت التظاهرات لاتضر الأمن الوطني ولاتسبب ارباكاً للوضع العام في البلاد ولاتشل معركتنا مع داعش ولاتشغل القوات الامنية عن هذه المهمة الأساسية التي هي بالاخير حرب وجود يخوضها العراقيون ضد داعش وحواضنها، لكن مع هذه الاحقيقة يحتاج الصدريون إلى أن يجلسوا مع بعضهم البعض ليحددوا ماهي الاهداف من تحريك الشارع بهذه القوة وفي هذه المرحلة وبتعبير أدق يكونوا واضحين مع جمهورهم الذي يتحرك بتنظيم عال وبصراحة أن السيد مقتدى الصدر له قدرة مذهلة في تحريك جماهير التيار الصدري والقوم يطيعونه طاعة تكاد تكون معصومة.
لابد أن تيجب القيادات الصدرية عن أسئلة اساسية بصراحة ومكاشفة: هل يريد التيار الصدري أسقاط النظام السياسي أم يريد اسقاط الحكومة أو استبدال الوزراء أم هل يسعى لرئاسة الوزراء وهل لديه خطة مابعد التظاهرات ( التفاوض – الفوضى – العمل العسكري ) أم أنه يسعى للتظاهر فقط حتى يقول أنا موجود واستطيع ؟ هذه اسئلة محورية تحتاج إلى أجابات عملية وسريعة من قيادة التيار الصدري ولااقصد هنا كتلة الاحرار لانها بصراحة مغلوب على أمرها والقيادة الصدرية هي تلك القريبة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لقد تحدث السياسي المستقل عزت الشابندر عن أربع ضرورات(أستقالة الحكومة وحل مجلس النواب وانسحاب الكتل السياسية من العملية السياسية وتسليم مصير البلاد إلى التيار الصدري).
البلدان الديمقراطية تجري أي عملية إصلاحية عن طريق الانتخابات لتحقق الشرعية الدولية قد تكون التظاهرات وسيلة من وسائل الضغط لكنها لاتغير نظاماً ولاتستبدل حكماً.
الصدريون يتبرأون من الدستور ومن أخطاء العملية السياسية ومن اسلوب ترحيل الأزمات وترقيعها لكنهم إلى الان لم يخرجوا بمشروع سياسي واضح المعالم والخطوات الامر الذي يجعل دعم التظاهرات التي يقودها التيار الصدري غامضة الهوية والأهداف وتفسح المجال للمشككين أن يضربوا سهامهم عليها من كل حدب وصوب لان كثرة التظاهرات بلا بوصلة ولا هدف ولاجدوى تضيع اهميتها !