12 أبريل، 2024 4:51 م
Search
Close this search box.

ماذا يريد السيد مقتدى الصدر؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

جواب هذا السؤال ليس بالصعب على من فهم المنطق الذي يتعامل به السيد مقتدى الصدر مع مجمل الاحداث، وهو ليس عصياً على من استوعب خطاباته وآدبياته وهي بمجملها من النوع السهل الممتنع.
فهو يخاطب الناس على قدر عقولها، ويتعمد ان يكون خطابه مكتوباً بلغه مفهومه قريبة الى  ما يتداوله الناس من مفردات وبالتالي فهو يقصر المسافه على المتلقي ويسعى الى ايصال الفكره اليه بسهوله ويسر.
هذا على صعيد التخاطب والتحاور والبيانات ، والاستفتاءات التي  كادت ان تغطي مساحه واسعه من تساؤلات القاعده الشعبيه، اما على الصعيد العملي والواقعي فهو لايريد وهو لاينشد الا السلام ورفعة الاسلام ولايسعى الا للمساهمه مع كل الخيرين لبناء وطن حر يتساوى فيه الجميع، ويعيش فيه الجميع بمودة وأخوه متنعمين بخيراته وأنعمه.
وهو لايحب التسلط والسلطه والتفرد واستغلال المناصب والمواقع لتحقيق مكاسب شخصيه على حساب الاخرين.. وهو يرى ان من يتصدى لمسؤولية تنفيذيه او تشريعيه فأن واجبه الشرعي هو الخدمة اولاً وثانياً وثالثاً.
وهو لايريد ان يطاع الله من حيث يعصىا …
يريد لاتباعه ومن حوله ان يصلوا الى مرحلة التكامل وأن يعيشوا حالة الانتظار الايجابي للوعد المقدس بارواح نقيه وقلوب عامره بالايمان.
وهو يريد من ابناء قاعدته الشعبيه أن يكونوا على مستوى عال من الانضباط والطاعه والالتزام ببيانات قيادتهم واتباع أوامرها بكل دقه.
وهو يذكرهم بأن (يقوموا) اذا ما قالت الحوزه الناطقه لهم وأن (يقعدوا) أذا ما اراده الحوزه الناطقه ذلك.
ورغم انه ليس (بمجتهد) الا انه (قائد) بالمفهوم الديني والسياسي وله دور كبير في تحقيق مايريد وهو يتمنى على اتباعه أن (يعينوه بصبر وعفه وطاعة)..
كذلك فانه سماحته السيد مقتدى الصدر يسعى لان يكون قادة الصف الأول والمقربين له على درجه عاليه من النقاء والصفاء والاخلاص والا يكونوا من الساعين الى مناصب او منافع دنيويه وهم بمعظمهم ممن عرفوا بالاخلاص والولاء والثبات والطاعه لقائدهم وللمبادىا التي ارساها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر..كذلك فهو يستشير … ولايقرر لوحده، ويستأنس بذوي الحكمه والمرؤة، لايحقد على شخص لشخصه، بل قد لاتروقه افعاله يسعى جاهداً لأن يغيرها او يساعده على تغييرها خصوصاً أن كان من ذوي التأثير في مجمل مسيرة البلاد والعباد.
يعيب البعض على السيد مقتدى الصدر (كثرة) ما يصدر عن سماحته من بيانات، او مواقف، او تصريحات وهي بمجملها تتعلق بظواهر واحداث تقتضي من قيادة ناطقة لها قاعدة شعبيه عريضه ان تكون على علم برأي قيادتها بهذه او تلك الاحداث ، وكذا حين يتعلق الامر بموقف التيار الصدري من تداعيات الحراك السياسي او الفساد المستشري في مؤسسات الدوله او الوضع الامني الذي لم يستقر أبداً وهو بذلك يسعئ للتواصل .. أما حديث البعض عن (التناقض) في بعض بيانات سماحة السيد او تراجعه عن بعض المواقف فأننا نقول ان العاقل والمتفحص فقط هما من يرون ماوراء ذلك.
فهو دائماً يستبق التوقع في اتخاذ القرار لاستجلاء المصلحه العامه التي تبنئ على مجموعه متغيرات لها دلالاتها المعنويه آنياً ومستقبلاً,
لذلك فهذا دليل النضج العقلي والفهم الكامل لمسيرة الحدث وما يتبعه من مواقف ودلالات واستنتاجات.
لايحتاج السيد مقتدى الصدر أن نبرر له أبداً ..ولكن نعود الى عنوان مقالنا (ماذا يريد السيد مقتدى الصدر؟)
وواقعاً أن الاجابه يعرفها الجميع، الأقربون والأبعدون الاصدقاء والاحباء، الحاكمون والمحكومون..
السيد لايرد الا الخير بمفهومه الأصلي .. وربما يرى البعض في جوابي هذا تضييعاً لاجوبه أخرى يتمنون أن تتضمن مصطلحات وتعابير سياسيه خصوصاً وأن هناك ان يتصور ان السيد مقتدى الصدر (رجل سياسي) وهمً واهمون بأمتياز، فهو رجل دين تصدى بموجب تكليفه الشرعي لقيادة قطاع كبير من اتباع  ومقلدي السيد الشهيد الصدر (قدس) متحدياً كل الصعاب واقفاً بوجه قوى الاحتلال والتكفير والمفسدين وساعياً مع المخلصين لأقامة مجتمع قائم على العدل والمساواة منتظم منظم مخلص يشكل قاعدة متكامله لدولة العدل الالهي التي يترقبها سماحته مع الاخرين بشغف وقوه..
اما لمذا يروج البعض (لاعتزاله) او (اعتكافه) او غيرها من التعابير التي لم تكن دقيقه جداً واكتنفها بعض الغموض.
فأن صح ذلك فلأنه رأى أن يجعل اتباعه بمواجهة لمفعول الصدمه مع غياب (القائد) وفي مواقف صعبه هم أحوج ما يكونوا بها له.
اراد أن يعطي بعض الاتباع غير المنضبطين والمطيعين انهم يؤذوه ان تصرفوا بعصبية أو أنفة او عنف او لجئوا الى استخدام السلام ولعل الجميع أحس بالفراغ الذي سيتركه أن اعتزل العمل السياسي وما سيتعرض له ميزان القوى من انحراف اذ أن الساحه السياسيه بحاجه ماسه الى وجود رجل بثقل السيد مقتدى الصدر ومبدأيته ووسطيته وسعيه الى توحيد كلمة الشعب ونبذ الطائفية والعنف واراقة دماء ابناء الشعب العراقي.
هنا ندرك جميعاً .. أنه اراد ان يعطينا درساً جديداً ,فكان علينا ان ندذهب الى مدرسه أل الصدر ، فنجتمع في باحة المرقد المقدس للسيد الشهيد الصدر(قدس) ، لنعلن له البيعه والوفاء ونجدد له عهداً مقروءاً امام الله بالاخلاص والولاء لله اولاً وعدم استغلال المكتب الشريف لأمور الدنيا والوجاهه والسلطه والمال الحرام … وأن نكون أقوياء بالتزمنا بالعهد ..
هذا ما اراده ويريده السيد مقتدى الصدر (اعزه الله).
وهو غيض من فيض.. اذ أن القيادة تقتضي التضحيه وهو في هذا الموقف يتصدر الجميع.. لانه عنوان كبير للتضحيه الحقيقية من اجل الاسلام المحمدي الحقيقي
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب