23 ديسمبر، 2024 3:58 م

ماذا يريد الحكيم من يوم تاسوعاء ؟!

ماذا يريد الحكيم من يوم تاسوعاء ؟!

في البدء علينا ان نطرح تساؤل ؛ ماذا يريد الحكيم من التجمعات الجماهيرية سواءً يوم تاسوعاء او بقيه المناسبات ،هل هي دعايه انتخابية خاصه ونحن نقترب من الانتخابات البرلمانيه نيسان ٢٠١٤ ؟
المتابع لخطاب السيد الحكيم في يوم تاسوعاء يجد انه اطلق رويه جديده لتيار شهيد المحراب ، وهذه المره تعدى  الموقف داخلياً ، ليرسم ويضع نظريته في مشروع بناء الدوله الحديثه ، فلم نجد في خطابه دعايه لتياره او مجلسه.
السيد الحكيم في مناسبه تاسوعاء وقف على مجموعه من المحاور المهمه والتي تصور المشهد الحسيني يوم عاشوراء في كربلاء ، ويضع قراءه للأبعاد المهمه التي من اجلها خرج ابي الاحرار ضد حكم الطاغيه يزيد ابن معاوية ، كما انه يتطرق في قسم الثاني من خطابه الى المشهد السياسي العراقي الداخلي ، ورؤيته الوطنية والسياسه لهذه المشاهد .
لقد تطرق خلال خطبته الى المشهد السياسي الداخلي ، حيث أكد ان آلامه تمر بمنعطفات خطيرة ، والعراق كذلك متأثر والمنطقة  عموما بهذه المنعطفات ، اذ أكد ان الانتخابات  على الأبواب وضروره الاستعداد ، خصوصاً ان الدوره المقبلة تتميز عن غيرها ، كون العملية السياسيه عموماً تمر بمنعطفات خطيرة تهدد العملية السياسيه وقد تساهم في تغير الخارطة  السياسيه للعراق .
الحكيم في خطابه بذكرى عاشوراء قدم رويه جيده وتصور للحلول للمشاكل القائمه وبناء دوله المؤسسات ، على أساس الشراكة الحقيقيه بين المكونات ، اذ أخذ يمزج بين رويه الامام الحسين في تحقيق العدالة الاجتماعيه للأفراد ،وبين رؤيته في تحقيق الدوله العراقيه المبنية على أساس العدل والمساواة بين جميع المكونات .
كذلك له وقفات مهمه في خطابه منها ( حوار الأقوياء والشجعان ، ومفهوم الشراكة الوطنية ،اي شراكه الأقوياء والعمل بروج الفريق الواحد ،كما انه أكد على ضروره محاربه الفساد والفاسدين في مفاصل الدوله العراقيه ، ودعا في سياق حديثه الى ثوره إداريه كبيره ، وبناء مؤسسات الدوله على أساس مهني صحيح ،بعيدا عن المصلحيه الحزبية ، وبناء مفاصل الدوله على أسس ستراتيجيه صحيحه مؤكدا على شعاره” شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله ”
كما انه أشار في سياق حديثه ، وركز كثيراً على الملف الإقليمي ، اذ اطلق رسائل عديده واضحه لا تقبل التأويل والنقاش ، اذ ركز الى المتغيرات في الواقع الإقليمي ، والذي يؤثر سلبا على الوضع الداخلي للعراق ،،، اذ أراه أعطى موقفاً من الملف البحريني وأعطى رويه واضحه في ما يجري في البحرين ، والحلول الناجعة لهذه الازمه ، من الاعتقالات والاستهداف لمكونات البحرين ذات الغالبية ، وانتهاكات لحقوق الانسان ، وغيرها من ملفات إقليميه من تونس الى مصر الى سوريا ، والملف النووي الإيراني ، والعلاقة مع تركيا ، مرورا الى قضيه المسلمين الاولى فلسطين المغتصبة ، وهو بذلك قد تجاوز احياء عاشوراء وأطلق رسائل للخارج (الإقليمي والدولي ) والتي يبدو انها رسائل تطمينيه ، ورؤيته وبرنامجه للحكم في العراق ، ومنهجه ورؤيته في كيفيه أداره الدوله العصريه الحديثه .
وبناء على هذه الرؤيه والخطاب ،يبدو انه الحكيم تجاوز مرحله الوسطية في الخطاب ، الى مرحله الموقف الواضح ، فقد بين في الملفين الداخلي والإقليمي ، رويه واضحه في كيفيه أداره الملفات ، وطريقه اداره الدوله العصريه ، وعلى كافه الأصعدة ( السياسيه ، والثقافية ، والاقتصادية ،والأمنية ) ، وهي تمثل حلول واقعيه لجميع هذه الملفات   ، وان اي تقدم في الوضع الداخل يميني على أساس ما يتقدم إقليميا ، فالعراق مرهون باي متغيرات تحصل في الواقع السياسي الإقليمي .
الخطاب التاسوعائي للحكيم وبانصاف لم يكن للدعاية السياسيه او الانتخابية بقدر ما هو رويه ومنهج لأداره الدوله ، وبناء المؤسسات وفق استراتيجية صحيحه ، سواءً أكان على دفه الحكم ام لا ، سواءً أكانت كتلته( المواطن)  تقود البلد للمرحله القادمه ام لا ، وتبقى خيارات المواطن مفتوحة في اختيار الأصلح ، ولكن يجب ان تكون هذه المره على أساس المهنية والقرب من معاناه المواطن .