22 ديسمبر، 2024 7:07 م

ماذا يريد الجهاديون؟

ماذا يريد الجهاديون؟

بين الدعوة لدين الله، وروح الإنتقام من أبرياء في أماكن عامة، أسواق، وسائط نقل وساحات إحتفال على ما أقترفته حكوماتهم من أعمال وحشية وإبادات جماعية بحق أوطاننا، وطمع بما أُكتنز من ثروات في باطن أرض بلاد إيمان، تبدو طريق الجهاد الطويلة مليئة بالجثث، رؤوسٌ مُبعثرة ودماء، لا مكان هنا للحوار، الرعب وحده كفيل بردع طامع، حفظ دين، حماية أوطان، فتح أمصار وإيمان شعوب، الجهاديون؛ كما الاسلاف؛ حذو النعل بالنعل؛ لا تأخذهم بالمخالف رحمة، قتل، ترويع الآمنين، غنائمٌ، أسرى وسبايا، عوامل عدة تغذي، وتديم الفكر المتطرف في بلداننا، وترفد العالم بأجيال موت؛ نص مقدس يحتاج لتشذيب؛ نُلقن به عنوة كل يوم، يدعو للكراهية ونبذ الآخر، ويحتكر حقيقة الإيمان، تعليم سيء؛ لا يقوى على الرقي والنهوض بعقل بشري أسير عقد، ونظريات مؤامرة، وأنظمة بطش ديكتاتورية تُحسن إستثمار نقمة شعوب محرومة، مُغيبة ومنتهكة الحقوق والكرامة، لا حريات، لا خدمات، 
لا أحلام، تُغذى كراهية، كره لا حدود له لأسر حاكمة، تعمد لتأصيل الوهم، العدو الخارجي المتربص بنا؛ لتنأى هيّ بعيداً عن أُس المشكل، وبغضٌ شركاء وطن، أجواء خانقة، لا فسحة فيها للأمل، للجمال، القُبح يلف المدن، كما الأحقاد، الأخلاق هنا ترف يملأ الكتب، يتغنى بها الشعراء والكتبة، المكونات بحاجة لمصحات، تعاني تهميشاً، فقراً، وجهل كبير، تسب، وتلعن حاكم مستبد، وتشد أزره متى ما انتصر لما تمذهبت وتدعوه للقتل، اليوم؛ الجميع في رعب؛ أوروبا كما بلداننا لم تعد آمنة، التوقعات بمزيد من الهجمات تزداد، الجهاديون في كل مكان، خلايا نائمة، وذئاب، سائق الشاحنة في نيس أتى على ضحاياه لكيلومترين، دون أن يرعى لهم حرمة، أو تَرفُ له جفن، لم يأتهم بالحسنى في دعواه، كفرة لا يستحقون الحياة، لا حوار؛ الشاحنة أولى بهم، والسؤال يبدو عديم الجدوى؛ والحلول معدومة، أمام تصاعد خطاب ديني، وإنحسار كل ما هو علمي وسياسي يسعى بجد لدولة مواطنة وحريات؛ ماذا يريدون؟