12 أبريل، 2024 8:53 ص
Search
Close this search box.

ماذا يختبأ وراء المقاتلة سو24 و معسكر بعشيقة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بين الردود الشعبية والرسمية الغاضبة المتنوعة الانتماءات ضد التوغل التركي والتي بعضها صدر ليس من نواب نينوى خصوم النجيفي التقليدين ولا من حزب الPKK ولا من التغير كوران بل حتى من الاتحاد الوطني نفسه وبصوت عال جدا وصلت الى التظاهر في السليمانية حتى قبل خروج تظاهرات بغداد وبين الاصرار على التوغل باستحالة الانسحاب والاستهتار الصريح الذي يكشف عنه هذا التصريح ويرافق هذا تواطأ حلف البرزاني – النجيفي على تسهيل هذا التوغل وتبريره بأي شكل ومبرر. بين هذا وذاك يبرز سؤال ليس له علاقة بحجم الرد الحكومي الذي يبدو انه يسير بمنهج الرفض مدفوعا بالضغط الشعبي الذي تؤججه جهات معلومة وان كان الرفض الحكومي يتصاعد ببطء لاسباب كثيرة اهمها الجواب عن السؤال والذي تفكر به جهات لا محل لها في موقع القرار الحكومي بل هي خارج الحدود, ولا اظن استعجال الرد يعبر عن حكمة خصوصا اذا قارنا الوضع العراقي بالرد الروسي على اسقاط المقاتلة سو 24 فهو اي الرد الروسي لم يتعد حتى اللحظة العقوبات الاقتصادية وتعزيز الوجود العسكري في المنطقة فيما لم تتعرض تركيا الى اي عمل عسكري مقابل من روسيا حتى ولو صغير مع ان روسيا قوة عظمى بلا شك وعدم استعجال الرد منها ليس ضعفا ان كان هذا الضعف مقبول توصيفه عراقيا ولكن تاخر الرد يعبر عن تأمل فيما يخطط له بعيدا في مراكز ادارة الصراعات والحروب الاستراتيجية وقد كان بوتين واضحا جدا حين قال واهم من يفكر ان الرد اروسي سيتوقف على العقوبات الاقتصادية.
السؤال الى اين يريد اردوغان سحب المنطقة فهو يسقط مقاتلة دولة عظمى لسبب تافه جدا يذكره بصفاقة عدة ثوان في سماء منطقة تشتعل حربا ويرفض الاعتذار ويعرف جيدا ان روسيا لن تبلع هذه الاهانة لان روسيا الدولة العظمى حتى من زمن القياصرة لم ولن تقبل ان يرسم لها حدود نفوذها دول صغيرة لا قيمة لها مثل السعودية وقطر ولا حتى من تركيا نفسها وان كانت تركيا جزءا من الناتو فتركيا مهما كانت كبرت او صغرت لا تعدو عن كونها ملحق بالناتو لا ينسجم معه بأي شئ ومن السهل جدا التفريط به حين يبدأ كبار اللعبة برسم الخارطة النهائي وسيذكر التاريخ ابدا كيف وزعت على الدول العظمى عندما كانت امبراطورية عثمانية ولم يمنع روسيا حينئذ من اقتطاع اجزاء من تركيا وقتها سوى الثورة البلشفية التي فضحت سايكس بيكو ومخطط تقسيم الامبراطورية الزائلة ورفضت تلك الثورة ان تمد حدود روسيا خارجا . الى اين يريد اردوغان جر المنطقة بتوغله في شمال العراق واصراره على البقاء فيه بل انه يعد الانسحاب مستحيلا وهو يدرك جيدا ان الرد لن يأتي من العراق الدولة الضعيفة عسكريا المنهكة بالحروب الداخلية ومشاكل فساد سياسييها التي ابتلعت مقومات الدولة فيها بل يدرك ان خطوة كهذه استفزت كل الدول الكبرى اقليميا ودوليا المنخرطة في الصراع الدائر الشرق الاوسط.
الى ماذا يرمي اردوغان بل الاصح الى ماذا يرمي من وراء اردوغان من هذه الخطوات الاستفزازية التي لا يتم التراجع عنها والتي لا تحظى بالدعم الغربي العلني وفي نفس الوقت لا استنكار لها بل ان الواضح جدا هو الدعم الخفي لها ,هذه الخطوات الاردوغانية متساوقة مع الوجود العسكري المباشر سواء كان بريطانيا او فرنسيا بل حتى المانيا يصاحبه تصريحات و وعود بمزيد من الحضور الامريكي البري القادم بقدوم زمن الجمهوريين المتوقع مع نهاية عهد اوباما الديمقراطي.
سؤال ينبغي التوقف عنده طويلا فهو ليس بمنفك مع تصاعد كل هذا التدخل الغربي العسكري ولا بمنفك عن دعوات الكراهية التي يطلقها ابرز مرشح جمهوري ضد المسلمين ويشغل الاعلام الغربي صانع الرأي العام بل والحدث ماكنته لبحثها بمزيد من تسليط الضوء عليها, ولا بمنفك من سحب الخصوم التقليدين ايران وروسيا الى التدخل مباشرة في ساحة صراع ملتهبة وكل شئ فيها ينذر بانفجار برميل البارود وليس بمنفك ايضا عن دعوات التسليح للسنة والبيشمركة البرزانية المباشر ولا بمنفك عن دعوات الاقلمة في كل المناطق الساخنة ولو كانت اليمن او حتى ليبيا.
لا تنظروا الى الحوادث الجزئية مهما تضخمت بل الى ما بعدها بكثير والى الغاية منها ,ومن هذه النظرة الفاحصة الهادئة ينبغي ان يولد الرد المناسب الحكيم وهو امر يقوم به الاقوياء والحكماء لا العاجزون ولا الانفعاليون الذين يمتهنون الصراخ فقط ومن هناك سيفشل المخطط وسيتم القضاء على المنخرطين في هذه اللعبة القذرة التي يظهر علانية منهم في العراق حلف البرزاني-النجيفي الان وبالتمعن الدقيق في هذا المخطط ستكشف جهات واسماء اخرى بعضها سيشكل حتما مفاجأة كبيرة لنا جميعا في العراق اما في غير العراق فهناك كثير جدا من اشباه هذا الحلف الغاطس عميقا في مهنة المرتزقة بعضهم ظاهر وبعضهم سيطفو قريبا على السطح.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب