23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

ماذا يحضّر للسعودية ضمن مخطط مشروع حدود الدم الأمريكي ؟!

ماذا يحضّر للسعودية ضمن مخطط مشروع حدود الدم الأمريكي ؟!

(بعيدآ عن ما سرب ونشر مؤخرآ من وثائق سربها موقع ” ويكيليكس الامريكي ” بما يخص الوثائق المسربة من دوائر صنع القرار الخارجي السعودي،والتي تؤكد ان إمريكا من خلال بعض عملائها الذين يتقمصون عدة ادوار ووجوه من امثال سنودن وغيره قد قررت أبتزاز السعودية ووضعها ضمن خانة المستهدفين ،هذا الموضوع بالتحديد سنعود له بوقت لاحق) ،اليوم من الواضح ان هدف  المشروع الامريكي –الصهيوني ،من وراء نشر  الفوضى الخلاقة وتفعيل ادوأتها بالوطن العربي والاقليم هو بمجموعة يصب بخانة تقسيم المنطقة العربية وما حولها خدمة لمشروع قيام دولة اسرائيل اليهودية الكبرى ،وهذا ما أكدته الكثير من مراكز الابحاث العالمية  وأعادت بعض الصحف نشره تحت عناوين خطة التقسيم والخارطة التي تتضمن إعادة رسم الحدود في المنطقة العربية والإسلامية بما يتفق مع المصالح الأميركية والصهيونية، والتي نشرت في (مجلة القوات المسلحة الأميركية)، تحت عنوان (حدود الدم – نحو نظرة افضل للشرق الأوسط( ، ووضعها (رالف بيترز (ورالف بيترز :هوالجنرال المتقاعد ونائب رئيس هيئة الأركان للأستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع سابقآ)وتتضمن هذه الخطة تقسيم دول مثل تركيا وسورية والعراق وباكستان والسعودية  على أسس طائفية وقبلية ودينية.

 

وتتضمن الخطة تأسيس دول جديدة، من بينها (دولة عربية شيعية) على أراض سعودية غنية بالنفط – ستشمل جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران (الأهواز) – و (دولة كردستان الحرة) على أراض من تركيا وسوريا والعراق وإيران وتكون أكثر الدول تبعية لأمريكا حسب تفاصيل هذا المشروع.

 

وسيختفي العراق الحالي من الوجود، وتخسر ​​إيران ساحلها على الخليج ويتبقى لها المناطق المركزية بالقرب من طهران، لأن المناطق الشرقية سيتم ضمها إلى أفغانستان وإلى دولة جديدة تسمى (بلوشستان الحرة) تستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران، وستفقد سورية سواحلها على البحر الأبيض المتوسط ​​لصالح (دولة لبنان الكبرى) الجديدة.

 

وبحسب رالف بيترز، لن يشفع للسعودية تحالفها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة منذ حفر أول بئر للنفط في المملكة (1933) والذي ترسخ سنة 1945 باللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة الحربية (كوينسي)،فمن أبرز ملامح الخطة التي رسمها، تقسيم السعودية إلى دويلات إسلامية تضم كل دويلة طائفة معينة او قبائل معينة .

وفي حديثه عن السعودية، إعتبر بيترز (أن إحد اسباب الجمود الكبير في العالم الإسلامي هو تعامل أسرة آل سعود المالكة مع كل من مكة والمدينة باعتبارهما خاضعتين لسلطانها، حيث تقع أهم الأماكن الإسلامية المقدسة تحت سيطرة دولة بوليسية تعتبر واحدة من أشد الأنظمة القمعية في العالم، فهو نظام يستحوذ على قدر هائل من الثروة النفطية غير المكتسبة والتي استطاع السعوديون بفضلها أن ينشروا الوهابية، الرؤية المتشددة للإسلام، خارج حدود دولتهم) .

وأضاف بيترز (فلنتخيل كم سيصبح العالم الإسلامي أكثر صحية إذا صارت مكة والمدينة محكومتين بمجلس يدار من ممثلين للمدارس والحركات الإسلامية الكبرى وتكون رئاسته بالتناوب في دولة إسلامية مقدسة تشبه فاتيكانآ إسلاميآ، بدلا من الخضوع لنظام يصدر الأوامر، واسترسل بيترز قائلا أن (العدالة الحقيقية، والتي قد لا نحبها، تقتضي كذلك منح حقول البترول الساحلية في السعودية للشيعة العرب الذين يسكنون هذه المناطق)،( بينما الربع الجنوبي الشرقي يتم ضمه إلى اليمن).وهنا ينتهي الأقتباس من دراسة بيترز (حدود الدم – نحو نظرة افضل للشرق الأوسط(.

وهنا نتساءل عن الغرض من الحديث عن مشروع بهذا الحجم  وظاهريآ فهو لا يتفق مع السياسة الحالية لأمريكا التي لا زالت تعتبر السعودية أهم حليفة لها في المنطقة وقاعدة الانطلاق، خاصة الآن، ضد إيران.

لكن منذ اندلاع الربيع العربي  المصطنع قبل حوالي الأربعة اعوام ، تحدثت الصحف الأمريكية وبشكل ممنهج عن فتور نسبي في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة بسبب التقارير المروعة عن غياب الحريات والحقوق الدينية للأقليات ووضع المرأة، وتتزامن هذه التقارير مع إعادة إثارة خطة التقسيم مع انتشار الفوضى وتفاقمها في بعض الأقطار العربية المتأثرة بفوضى  (ربيع العرب المصطنع)، خاصة في سورية وليبيا واليمن، وفي وقت يدفع فيه البعض باتجاه إشعال الفتنة الطائفية في بعض دول المنطقة العربية.

هنا يجب التنويه، أن دول الجزيرة العربية لم تشملها معاهدة (سايكس- بيكو) الأستعمارية التي تم بموجبها سنة 1916 تقسيم شرق العالم العربي بين انجلترا وفرنسا، ويتفق المحللون على أن دول الخليج ليست بمنأى عن موجة التغيير التي تجتاح المنطقة،فمناطق شرق السعودية ، مثلآ تشهد منذ حوالي عام ونصف مظاهرات شبه يومية للمطالبة بإصلاحات جوهرية، رغم القبضة الحديدية للقوات الأمنية السعودية.

وهنا وفي ذات الأطار يتواتر الحديث بدوائر صنع القرار الأمريكي منذ منتصف عام 2014عن قرب استغناء الولايات المتحدة عن النفط السعودي، نظرآ للقدرات المتنامية لأميركا التي سوف تصبح أول منتج عالمي للنفط ما بين 2017 و 2020، ليتجاوز الانتاج السعودي، كما ورد في التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة (توقعات الطاقة العالمية) ، الذي نشر في شهر نوفمبرمن العام 2013.

فقد كشف التقرير أن أكبر الاحتياطيات العالمية من النفط القابلة للاستغلال تقنيآ لم تعد متمركزة في الوطن العربي(1200 مليار برميل) وإنما في أميركا الشمالية (2200 مليار برميل، من بينها 1900 مليار من الطاقة غير التقليدية).

وبحسب وزارة الطاقة الأميركية، فقد أمنت الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2012، 83 %من احتياجاتها من النفط (بزيادة قدرها 8 نقاط في غضون أربع سنوات) وانخفضت وإرداتها بنسبة 11 %خلال العام نفسه.

لكن بعض المحللين الاقتصاديين يرون أن الولايات المتحدة ستضل تعتمد على نفط السعودية على الأقل إلى أن تبلغ الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بحلول عام 2020.
 
ختامآ ،أن قراءة هذه الحقائق والوقائع تستوجب اليوم صحوة ذهنية وتاريخية ووجودية من قبل الشعب والنظام السعودي ،لاستدراك خطورة المرحلة الحالية التي تستهدف الدولة السعودية ،فامريكا اليوم تجر السعودية نحو مغامرات ومقامرات  محسوبة النتائج والاهداف المستقبلية أمريكيآ وصهيونيآ ،بهدف أبتزاز الدولة السعودية مستقبلآ ،من خلال وضعها بين فكي كماشة أقليمية وداخلية ودولية ،فهل يصحوا الشعب والنظام السعودي لاستدراك مخاطر حلفهم مع الأمريكان ،الذي سيجرهم بحال أستمراره إلى مرحلة خطرة ستنقلب بها إمريكا أجلآ ام عاجلآ عليهم ،والأيام بيننا………….

[email protected]