للتذكير نود اجراء مقارنة بسيطة فيما يتعلق بالمعايير المزدوجة في تعامل امريكا والغرب على حوادث قامت بها دول عربية وحوادث قامت بها ايران .. لنبدأ بحادثة لوكربي وكيف تعاملت امريكا مع نظام القذافي الذي اجبرته على دفع 10 مليون دولار لكل ضحية من ضحايا الطائرة فضلاً عن ملاحقة ومحاكمة المتهمين بالحادثة، بينما تم التغطية على حادثة الطائرة الاوكرانية التي ضربتها ايران بصاروخين عن عمد باعتراف المسؤلين الايرانيين .. وايضاً حادثة حلبچة التي دفع العراق ثمنها عقوبات وحصار ظالم سنين طويلة بينما ظهرت الحقائق بأن ايران من قامت بضرب حلبچة حسب الوثائق السرية التي افرجت عنها وزارة الخارجية الامريكية مؤخراً، مما يعني ان امريكا تعمدت بالتغطية على ايران لغرض اتهام العراق لغايات معروفة .. وايضاً لو اردنا مقارنة ردود الافعال حول اغتيال جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول الذي قامت الدنيا وقعدت على السعودية (بالرغم من ادانتنا لكل جرائم القتل) بينما سجل اجرام ايران واتباعها في سوريا ولبنان والعراق ملطخ بدماء آلاف الشهداء وآخرها لقمان سليم وقبله رفيق الحريري الذي ادانت المحكمة الدولية منفذ الجريمة الذي ثبت انتمائه الى حزب الله دون الاشار في حيثيات الدعوى الى دور الحزب في الجريمة، ونفس الشيئ في منطوق حكم الادانة على اسد الله اسدي الدبلوماسي الايراني في بلجيكا الذي ادين بمحاولته تفجير مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس ودون التطرق لدور ايران بالرغم من ثبوت الاتصالات في حيثيات الدعوى بين المدان وخامنئي شخصياً، مما يعني ان قرارات الحكم ليست الا تسويف وذر الرماد في العيون .. فضلا عن ثبوت قيام ايران بضرب المنشآت النفطية السعودية بالصواريخ الباليستية بالاضافة الى ضرب الحوثيين للمدن السعودية والمطارات والمنشأة المدنية بالصواريخ الايرانية والطائرات المسيرة ولم نسمع سوى ادانات خجولة وتأكيدات اعلامية على التزام امريكا بحماية حلفائها بينما من جانب آخر تلغي قرار اعتبار الحوثيين جماعة ارهابية فضلا عن مراوغات عفريت الامم المتحدة في اليمن الذي تدخل بشدة من اجل ايقاف تحرير ميناء الحديدة من قبل الجيش الوطني ليتسنى استمرار تدفق الاسلحة من ايران الى الحوثيين .. بالاضافة الى صمت الاسرة الدولية ومنظمات حقوق الانسان على قتل اكثر من ثلاثة الاف من الضباط والطيارين والاساتذة والعلماء والاطباء في العراق بالاضافة الى المئات من المتظاهرين من قبل عناصر من الحرس الثوري والميليشيات الموالية لايران ولم تحرك دمائهم الضمير العالمي ولا المحاكم الدولية .. فضلا عن الصمت الدولي على مسلسل الاعدامات بحق المعارضين من ابناء الشعوب الايرانية وكذلك السكوت على جرائم الاغتيالات الارهابية التي يرتكبها النظام الايراني بحق نشطاء سياسيين رافضين تدخل ايران في دولهم علاوة على دعم القاعدة وايواء قادتها في ايران للقيام بالاعمال الارهابية والتفجيرات التي حصلت في كثير من الدول وجميعها مرت كخبر عاجل على شاشات التلفاز والله يحب المحسنين .. مما يعني لو قامت دولة عربية جزء من ما تقوم بة ايران وميليشياتها الولائية من تدخلات سافرة في دول المنطقة وعمليات ارهابية وتفجيرات ومفخخات واغتيالات واطلاق صواريخ كما حصل مؤخراً من استهداف القاعدة الامريكية في اربيل لتم تجهيز الجيوش العارمة لاحتلالها واسقاط انظمتها كما حصل مع العراق الذي تم احتلاله وفق اكذوبة اسلحة الدمار الشامل التي يندي لها جبين الانسانية بالاضافة الى تدمير المشروع النووي العراقي الذي كان في بداياته بينما المشروع النووي الايراني تخطى مراحل المشروع السلمي واصبح الحديث عن انتاج القنبلة النووية قاب قوسين او ادنى دون رد فعل عملي سوى مماطلة وتسويف من قبل المجتمع الدولي المنافق خصوصاً الاطراف الاوربية التي تعاملت مع الاتفاق وفق المعايير المزدوجة بما يتلائم مع مصالحها الاقتصادية بالرغم من تحدي ملالي طهران بزيادة تخصيب اليورانيوم كأن ايران تخصب عجول وليس يورانيوم لانتاج القنبلة النووية .
مما يعني ان امريكا والغرب عملوا على تسليط خناجر مسمومة على الدول العربية لزعزعة امنها واستقرارها واثارة الفتن فيها لايقاف عجلة التقدم والتنمية ابتداءً من ترك ايران ترعى في مرعى الجيران لتعبث ما تشاء من دون حسيب ولا رقيب حتى باتت تتبجح باحتلالها اربعة عواصم عربية .. وبعدها تركيا التي تصول وتجول قواتها في شمال العراق وسوريا وكذلك قيامها بارسال المرتزقة الى ليبيا بالاضافة الى اقامة السدود على نهري دجلة والفرات في خرق واضح للقوانيين الدولية .. وايضاً دخول اثيوبيا على الخط التي سلطتها اسرائيل لاستفزاز مصر والسودان فيما يتعلق في قضايا الحدود وسد النهضة ذات التأثير السلبي على الامن المائي للدولتين .. والبلاء الاعظم اسرائيل التي تلعب دور المحور الذي يحرك خيوط اللعبة مع جميع الاطراف .. مما يعني ان ما تقدم أكيد لم يحصل اعتباطا وانما استهداف مبرمج للعرب.