18 ديسمبر، 2024 9:12 م

ماذا يحصل للثقافة ؟!

ماذا يحصل للثقافة ؟!

بين الحين والاخر نقرأ ما تفرزه الثقافة من ارهاصات متناقضة!!، تلك الارهاصات يقدمها الكتاب والادباء عبر جرائدهم لانهم يعملون فيها ، وتكون حرية النشر اكثر اتساعا، والاراء المطروحة اكثر امانة، ولان الوعي الثقافي يتحتم علينا دائما قول الحق ولو بقسوة تجاه تلك الكتابات والاراء، فاننا حريصون ان يكون قلم الاديب بعيدا عن الاندفاعات والاتهامات غير المبررة للبعض من زملائهم، هكذا اذن نقرأ ، ونتسلى بما يطرحوه من افكار ، وهي بلا شك تصب جميعها في السلم الثقافي الذي يلتصق بكل اديب مهما كانت تلك الافكار، صغيرة ام كبيرة ، ولاننا معنيون بالثقافة والابداع، فحري بنا ان نشخص تلك الكتابات المنفعلة تجاه الاخرين، ونحن هنا، لا نريد ان نعيب على هذا الكاتب او ذاك من (طروحات) ، فأنما نريد ان نقول لزملائنا، ان عملية التقويم وتقديم النصائح لبعض الكتبة الذين ظهروا مؤخرا، ليست بالالغاء والاتهامات ، بل من خلال وضع (النقاط على الحروف) فالذين يدعون انهم ادباء ، وهم لايعرفون اللغة واستخداماتها وهي اداة الاديب الاولى، يعني هذا ان الذين يسمحون لهؤلاء قد يشاركون في تلك (المصيبة) التي عانينا منها، وهي الالحاح في نشر نتاجاتهم عبر الصفحات الثقافية ، وينطبق هذا على من يكتبون الشعر والقصة والدراسة النقدية!!.
هذه الملاحظات وغيرها ، تحيلنا بالضرورة الى الالتزام الاخلاقي الذي يرفضه البعض، وهي حالة التوجيه ومناقشة هذا الكاتب او ذاك حول ما يكتبه ، صحيح، انها تأخذ وقتا كبيرا في توجيه هذا الاديب او غيره ، لكننا بالنتيجة، قد حققنا جزءا يسيرا في البناء الثقافي الصحيح. هذه مقدمة بسيطة ، في سبيل ان نضع جل اهتمامنا على ان تكون ثقافتنا محصنة تجاه الغش وتجاه المدعين وتجاه الكتابات الصفراء ، فالمسؤول الثقافي او مدير التحرير، يحار احيانا من ان الزخم الذي يتلقاه من هذا الكاتب او ذاك، يجعله في زاوية حرجة، فالحدية والرأي الجاد هنا ملزم للطرف الاخر، لكنه يعتبر نفسه، حينما يتحدث عما يكتبه ، بانه احد المبدعين العراقيين !!، كيف حدث هذا ، لا احد يدري ، الا هو !!.
ان التغيرات والانفتاح على البعض يعطي سمة المثاقفة بين الجميع، تلك المثاقفة ضرورية وهو ديدن المبدع نفسه، فالدراسة والجهد البحثي يفتح التساؤلات العميقة التي تعنيها الثقافة، لانها مجموعة اسئلة مفتوحة، على المثقف الاجابة عليها، ومن ثم يكون المبدع ملما بكل تلك الثقافات، لا يعني ان ينقل اراء او يحفظ اسماء وعناوين الكتب ومؤلفيها، بل عليه المواصلة والبحث في ارساء قاعدة متينة من المعلومات الموثقة والمؤصلة، في سبيل دراستها اولا ومن ثم الاستفادة منها حينما يكتب موضوعا ما بغرض التوضيح او الاستدلال.
ان المثقف العراقي مجبول على هذا البحث عن كل ماهو جديد، وهو معني في القراءة قبل غيره من اجل توصيل الفكرة الجديدة المتميزة، وبالتالي يكون المثقف مسؤولا مسؤولية مباشرة عما يحدث للثقافة من علو او انحطاط!!.
وفي هذا الجانب ، يسعى المثقف المبدع في كتابة المواضيع التي تشغل بال كل اديب، عبر التخصص الادبي اولا ، وعبر الاراء والكتابة الثقافية التي تعالج مثل هذه السلبيات.
ان مهمة الناقد مغيبة، لان اكثر نقادنا لا يستطيع البت بهذا الكتاب بل بعشرات الكتب( الادبية) التي اصدرها البعض على حسابهم الخاص او نشر كتبه عبر مؤسسات ثقافية او دور نشر، بمجاملة واضحة!!.
ولنتساءل هنا، كم نقدا ادبيا نشر على تلك الكتب ، ولماذا تحاشى الناقد ان يتناولها، انها بلا شك لم تقدم شيئا او لم ترق الى مستوى الابداع.
الارهاصات التي يمر بها الاديب العراقي ، هي نتاج هذه التساؤلات المحيرة ، لما تمر به الثقافة العراقية، وان المسؤولية تقع على المؤسسات الثقافية اولا، وعلى الاديب المبدع ثانيا، وعلينا ان نكون دقيقين في طرح الاراء، لا ان ننجر الى التداخلات غير المبررة، سياسية كانت ام فكرية ام ايديولوجية!!، لاننا حينما نضع هذه الافكار امام اعيننا، نكون قد حكمنا على انفسنا وعلى الثقافة بالفشل!!.