جمال الدين الافغاني : خائن الوطن من يكون سببا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن.
سقط النظام البائد ,وولدت مع انهيار حكمه عدة أزمات رافقت التغيير منذ اليوم الأول بتولي (الشيعة ) منصت السلطة والذين جاءوا بطريق الانتخابات الديمقراطية وليس بالتزكية والمحسوبية والمنسوبية ,او بقطار العمالة الذي يسمونه العابر للبحار والمحيطات والذي يرسم سياسات الدول وفق لمصالحها وبراغماتياتها ,صحيح ان التغيير حدث من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ,لكن المحصلة النهائية كانت لإرادة الشعب بتحديد مصيره ,فكانت الأزمات حجر عثر وعصي وضعت بمسيرة بناء الدولة , لتستنزف موارده المالية بين حرب الارهاب والفساد,وقتل لمكوناته المجتمعية دون تفريق ,وتمزيق نسيجه الاجتماعي .
يحتاج العراق الى معالجات سريعة فالوقت يمضي أسرع ,واليوم الذي يعيشه المواطن والوطن هو أحسن من سابقه ,هذه المعالجة تتطلب وضع الحلول ل:
1. أزمة الخطاب السياسي :هي السجالات والخلافات السياسية بين قادة الكتل والأحزاب السياسية التي كلما اشتدت وطئتها انعكس بغليان الوضع الأمني من سيارات مفخخة وقتل مروع يدفع ثمنه الأبرياء ,وبين حكومة المركز والإقليم من جهة اخرى ,أزمة الخطاب مع المجتمع الدولي وكيف نؤثر فيه ونستفيد من مضلته بقرارات تلزم من لا يروق له التغيير بحسن السير والسلوك معنا,ودول الجوار التي لم نستطع
معرفة ماهي اللغة المناسبة للتخاطب معهم ,واستيعابهم أو تحييدهم لتجنب مخاطرهم وتدخلاتهم بشؤون العراق الداخلية ,وتحديد من يتحكم بصنع القرار الإقليمي لإيجاد الآليات المناسبة سواء كانت اقتصادية أم دينية او ثقافية وحتى التوسط مع وسطاء لديهم معرفة بمن يمسك عصاتهم للتحاور معهم,وفتح القنوات التي نوقف من خلالها شلال الدم ,ضعف واضح ومشخص لم نستطع طيلة المدة المنصرمة بصنع خطاب دولة يرتقي لمستوى حجم المسؤولية بل كان خطاباً مشحوناً بالحقد وإشاعة ثقافة العنف من قبل بعض السياسيين الذين ادعوا الوطنية ,خطاباً أعطى انطباعاً سيء وبكل أسف للتضحيات التي أريقت تحت مذبح الديمقراطية
2. أزمة الأمن : وهي العامود الفقري والأساسي لنهضة البلد ولكافة الصعد فلا وجود لاقتصاد قوي ولمشاريع واستثمارية وامتصاص بطالة دون استقرار امني ,من يجازف من رؤساء الاموال العظمى بأمواله ليأتي بها لمحرقة الهلاك جراء ممارسات العاصبات الارهابية ,ومتاجرة بأرواح الناس الذين يبحثون عن قوتهم ورغيف الخبر بين سندان ومطرقة (وطاسة العمالة) وموظف بسيط بين نار غلاء المعيشة ومتطلباتها ,انها أزمة الاختيار لمن وضع بغير المكان الصحيح وحل ما حل بالبلد من كوارث انهيارات امنية ,واغتصاب لأراضيه ,ودماء سائلة ,نحتاج لقيادات جديدة تنظر بعين الانتقاص للمنصب ولكرسي السلطة ,وبعين التضحية والوقار والتقدير لمسؤولية حماية المواطنين ومقدراتهم ومؤسسات الدولة وارض الوطن باعتبارها أمانة أخلاقية وإنسانية
ووطنية وشرعية على عاتق من يرتقي الموقع ,قيادات تترك الموقع وتتواجد في الميدان بسوح القتال والمعركة ذممها المالية معروفة .
3. أزمة الفساد :جبهة جديدة تضاف لظاهرة الإرهاب بشقيها الاداري والمالي ,بل هي اخطر منه لأنها تستهدف الفكر وخلق الفرد لتدمير بنيته التحتية والتي هي الشرف والأمانة والوفاء بالعهد والنزاهة ووووو….ووطنيته ,ظاهرة تحولت لثقافة وسلوك ينتهجها كل من يريد الصعود للقمة بدون ضوابط ليمارس أفعال مهينة بحق الآخرين ,ويجني الأموال وتحت مسميات عديدة , لقد تحول الفاسدون لتكتلات لوبية ومنظمات داخل أروقة المؤسسات تمارس الفساد بأنواع متعددة ومختلفة ,وتحارب المصلحين والناجحين وتبعدهم عن الطريق ليبقى سالكاً لهم دون منغصات ,ما نحتاجه هو عملية أصلاح أداري كبيرة في جميع مرافق الدولة ,وتشريع القوانين الجديدة التي تهم حياة الموطن ومصلحة الوطن ,وإعادة النظر بالقوانين القديمة المتهرئة ,ان تكون هناك معايير علمية وعملية لاختيار الشخص المناسب ووضعه بالمكان المناسب دون النظر لمن ينتمي ولأي جهة يعمل معها ,القضاء على الروتين (بيروقراطية) الكراسي والتعامل بنظرة فوقية ,خلق دماء جديدة وبأفكار وثقافة جديدة تؤمن بالانفتاح على الآخر ,