17 نوفمبر، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

ماذا يجري في اروقة التيار الصدري ؟

ماذا يجري في اروقة التيار الصدري ؟

يلاحظ المتابع ان ثمة حركة دؤوبة تشهدها جميع مفاصل التيار الصدري تجاوزت المستوى العادي الذي غلب على المشهد الصدري في الفترةالماضية والذي تميز بالرتابة وضعف الاداء على كافة الاصعدة ، رغم تأكيد سماحة السيد مقتدى الصدر على ضرورة الابداع والتميز والالتصاق بالمبادئ السامية للشهيدين الصدرين.
وقد بانت بوادر هذه الحركة خلال البدء بحملة مكافحة الفساد والتي ساهمت بشكل كبير في وضع حد للعناصر الفاسدة التي استغلت الاسم الشريف وعنوان التيار الصدري لتحقيق منافع شخصية بدون ضوابط شرعية والتي شلمت اسماء كبيرة كان الكثيرون يعتبرونها ( خطاً احمراً ) بفعل تمكنهم وما حصلو عليه من امتيازات القوة التي وفرها المال الحرام وعلاقتهم ببعض القيادات الصدرية وتربعهم على كراسي المسؤولية .
وتوسعت عمليه الاصلاح لتشمل محاسبة المسؤولين التابعين لكتلة الاحرار ممن ثبتت عليهم حالات الفساد ولم يستثنى من ذلك اي كان ومهما كان العنوان . وذلك ان بداية السيد مقتدى الصدر والتزامه الشرعي يجعلانه في مواجهة دائمة مع اي مفسد ارضاءً لله تعالى وتجسيدا لواجبه في رعاية ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في اداء المسؤولين التنفيذيين العاملين تحت مسمى ( التيار الصدري ) .
كما ان سلسلة التغيرات الكبيرة في الهيئات التنظيمية التابعة للتيار وتكليف عناصر كفوءة ومخلصة وذات امكانيات عالية في الجانب السياسي خصوصا ستمنح الهيئة السياسية الجديدة فرصة العمل المؤثر في التعامل مع جميع الملفات ذات الاهمية القصوى وخصوصا ما يتعلق منها بوضع ستراتيجية عمل متكاملــــة للتعامل مع الشركاء السياسيين او التعامل مـــع ( الازمة في العراق ) وفق المعطيات المحلية والاقليمية والدولية دون اللجوء الى الارتجال او المواقف العاطفية وهذا ماسيجعل البرنامج السياسي للتيار الصدري برنامجا متكاملا يتعامل مع الاحداث برؤية ستراتيجية نابعة من قراءة متأنية لحركة الاحداث وتداعياتها على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية .
ولقد امتدت حركة التغيرات لتنحو منحى اخر في توسع دائرة صنع القرار من خلال تشكيل مجلس شورى من رجال الدين المخلصين والمعروفين بالالتزام والثبات وتكليفهم بكتابة نظام داخلي للمجلس مما سيجعل من القرار الصدري قراراً متزناً محكوماً بثوابت شرعية واخلاقية شاملاً لجميع الظروف المستحدثة وقادرا على محاكاة الواقع المتغير في بلد يعيش ازمات متنوعة ويواجه تحديات خطيرة تتناول الوجود والكينونة بشكل مباشر .
اضافة لذلك فأن كتلة الاحرار وبأعتبارها الواجهة الرسمية للعمل السياسي ستقوم بوضع نظام داخلي يتناسب مع معطيات المصلحة وقانون الاحزاب الجديد ويضع هيكلية تنظيمية متكاملة لعمل فروع الكتلة في المحافظات اضافة الى المكاتب الملحقة في مجال المرأة والطفل والمنظمات المهنية .
ان قراءة دقيقة لحديث السيد مقتى الصدر لمجموعة من الصحفيين العراقيين الاسبوع الماضي ، توضح وبشكل جلي الموقف الصدري من ملفات الفساد والعلاقات الحكومية والشراكة مع الاطراف اضافة الى الموقف المبدئي من الاحداث الاقليمية وقد افاض السيد مقتدى الصدر كثيرا في إلقاء الضوء على الواقع المؤلم للعراق وما تتطلبه المرحلة من تضافر للجهود الوطنية ونبذ الطائفية والسعي لتمكين الحكومة من اداء برنامجها ومحاربة الفساد وايقاف محاولات ( التأمر ) من بعض القوة السياسية الهادفة ( لسحب الثقة ) عن حكومة العبادي وموقف التيار من ذلك ، اذ اوضح بأن التيار مع ( الاصلاح ) اذا شمل الجميع دون استثناءات تعتمد على منطق الحزبية الضيقه والمواقف ( الجاهزة ) في التعامل مع السؤولين التابعين لكتلة الاحرار والذين كان لهم النصيب الاوفر من حزمة الاصلاحات الاولى .
ان ما يجري في ارقة التيار الصدر ينم عن اهتمام كبير بحركة الاحداث وقد جاء عن مراجعة شاملة للاداء والاشخاص والقيادات القريبة والبعيدة وفق ضوابط تقويم اعتمدت الشفافية والعدالة وخصوصا في مجال محاربة المفسدين والمسيئين لسمعة التيار الصدري وقيادته وما تناول التحقيقات لاسماء كان بعضهم يعتقد انه في منأى عن المسائلة الا دليلا واضحا على صدق وقوة التوجه وعدم استثناءه لاي كان .
كما ان الاعتدال الواضح في الخطاب الصدري والمتابعة اليومية للاحداث عبر البيانات التي تصدر عن المكتب الخاص للسيد الصدر والتي تعبر عن رأي التيار بالاحداث المتسارعة الداخلية الخارجية هو دليل اخر على الحركية الناجحة للتعاطي مع الاحداث وفق المنظور الواضح والرؤية السليمة .
ولم تقتصر هذه الحركة على الخط المدني بل كان الخط الجهادي حاضرا في مجال عمملية الاصلاح وجاءت القرارات الخاصة بتجميد عمل سرايا السلام في محافظة ديالى على ضوء التصرفات المريبة لبعض المحسوبين على السريا ومحاسبة المسؤولين منهم لتشكل عامل ردع لكل السيئين ، كما ان التقدم الكبير في اداء سرايا السلام في الجانب العسكري ونجاحهم في تحقيق انتصارات عديدة ودفاعهم المستميت عن الارض التي اصبحت في عهدتهم خصوصا في قاطع سامراء والاسحاقي واللاين تؤكد على التطور النوعي في اداء السريا واخلاصهم لقائدهم وطاعتهم والتزامهم .
كما امتدت الرؤية الى جانب مهم وهو استيعاب الشباب ممن تتراوح اعمارهم فوق العشرين في فصائل التيار وخصوصا وانهم بدأو يشكلون ظاهرة ايجابية بانت ملامحها من حجم مشاركة هذه الفئة في التظاهرات التي دعى اليها السيد الشهيد الصدر وكأن عيونهم تفتحت على انجازات التيار وهذا ما اشارة اليه الكاتب السيد جليل النوري في مقال مميز افصح عن التطور الكبير في النظرة الى  الظواهر المجتمعية واستيعاب حركة الشباب وتوفير المناخ الملائم لتوجيههم ودمجهم في حركة التغير الكبرى التي يشهدها التيار الصدري .
بأختصار شديد ، ان ما يجري في اروقة التيار الصدري يفوق التصور وسيؤدي الى نتائج واعدة في المستقبل القريب .
 
[email protected]

أحدث المقالات