من المتوقع أن يكون هناك لقاءٌ بين السيد العبادي و الرئيس الأمريكي المنتخب. والشعب العراقي ينتظر الكثير من السيد العبادي رئيس وزراء العراق ذي الحضارة والتأريخ والموقع الجغرافي المُميز, والثروة الأقتصادية الدفينة, والشعب المتوقد ذكاءً. الذي أنتج العقول الذكية والكفاءات العلمية النادرة.
ينتظر الشعب العراقي منك يا دولة الرئيس ألا يكون حديثك مع السيد ترامب والكونكرس حديث مجاملة وكلاماً إنشائياً ,غيرَ مجدٍ. بل أنْ تتحدث بشجاعة وصراحة, عمّا فعلته أمريكا بحزبيها الديموقراطي والجمهوري بالعراق وشعبه.وما تسببته سياساتها الخاطئة من دمارٍ وضررٍ وأذىً للعراق .
تحدث يا دولة الرئيس عن دعم أمريكا وتشجيعها رئيس النظام السابق. وبدفعٍ من دول الخليج لشن الحرب على إيران. وما تسببته هذه الحرب من دمارٍ للأقتصاد العراقي, وتعطيلٍ للتنمية ,وما ذهب من شهداء ومعوقين وأيتامٍ وأرامل.وكيف كانت أقمار التجسس الصناعية الأمريكية تكشف ثغرات الجيش الأيراني للعراق. ليتوغل جيشنا في إيران .ويدفع العراقيون الثمن دماءً زكية .وتحدث عن تزويد أمريكا لأيران بالأسلحة (فضيحة إيران كيت) لتستعر هذه الحرب. وتحدث كيف كانت حليفتهم فرنسا تؤجر طائرات السوبرأتندار للعراق لتقصف المواقع والموانئ الأيرانية من داخل العراق.
ثم تحدث كيف أوهمتْ القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في العراق الرئيس السابق بإن أميركا لا شأن لها بالخلاف بين العراق والكويت. وإن هذا شأنٌ إقليمي بين العراق والكويت .مما دفع رئيس النظام الذي لا يبالي بمصالح شعبه الى غزو الكويت .وكيف غدرت أمريكا به فشنت الحرب مع حلفائها على العراق بشهادة رئيس النظام على نفسه بمقولته الشهيرة ((غدر الغادرون )) وإشرح له كيف دمرت أمريكا قوات الجيش العراقي وبنى العراق التحتية في حرب الكويت .ومن ثمَّ
قرارات الحصار الجائر وضررها على الشعب العراقي التي لم تطل النظام السابق ورجالاته وزباينته. وكيف دمرت فرق التفتيش كل المصانع الحربية والمؤسسات الشبه عسكرية. فلم تسلم منضدة أو جهاز حاسوب أو سيارة أوجهاز أياً كان عمله. وكيف منعت القرارات الدولية العراق من نشر وتعليم وتداول علوم هامة في الفيزياء والكيمياء والذرة.ولا تنسَ التحدث عن إتفاقية خيمة صفوان المذلة والمجحفة بحق العراق وشعبه ,التي فرضتها أمريكا على مَنْ خسِر الحرب الذي لا همَّ له سوى السلطة والحكم . وليذهب الشعب العراقي للجحيم.وتحدث عن ترسيم الحدود الجائرة بين العراق والكويت برعاية أمريكية دون موافقة الشعب العراقي وخلافاً للحقوق التأريخية والجغرافية .فإستولت الكويت دون حق على أرضٍ ومياه عراقية.
ثم تحدث بكل شجاعة وجرأة عن نتائج الأحتلال عام 2003 وعن الذرائع الكاذبة التي تذرعت بها أميركا وهي إزالة أسلحة الدمار الشامل والقضاء عليها .وقد ثبتتْ إكذوبة هذا الأدعاء بلسان الأمريكان أنفسهم.وإستشهد بقول السيد ترامب (( إن غزو أمريكا للعراق كان خطاً كبيراً للسياسة الأمريكية )).
لقد تسبب الأحتلال الأمريكي بسياسته الفاشلة التي بنيت على المحاصصة والتفرقة القومية بدمار شامل للعراق. فقد مُزِّق الشعب الى طوائف وقوميات وشُجع التناحر والتعصب المذهبي والقومي وجرى ما جرى من تفشٍ للأرهاب والفساد المالي والأداري.
تحدث عن داعش ومن أسسها ومن دعمها من دول الخليج وتركيا بمباركة ورعاية أمريكية.وكيف دخلت داعش للموصل ومن ثم أسقطتْ محافظات أخرى .بعد أن غضت أمريكا النظر عنها.وما تحمله العراق وشعبه وما دفعه من ثمن باهض من دماء ومال وتيتم وترمل, وتدمير تام لأقتصاده وبناه التحتية.وتحدث عن الحرب الخجولة على الأرهاب التي تشنها الولايات المتحدة وعدم جديتها.
لقد تناوب الحزبان الأمريكان ممارسة التخريب في العراق لأنها السياسة الستراتيجية الأمريكية في المنطقة بإشاعة الفوضى الخلاقة وتنفيذ مخطط الشرق
الأوسط الجديد, وتجزأة المجزأ, وإضعاف قدرات الدول العربية وبمقدمتها العراق لصالح إسرائيل.
ومن ثمَّ الحديث المهم وهو إن شعبك يطالبك بأن أمريكا إن أرادت التحالف مع العراق بصدق فعليها أنْ تدفع هي ودول الخليج وتركيا تعويضاً للعراق وتعمير المدن التي دُمِّرَتْ والنازحين والمهجرين. لأنها ودول الخليج وتركيا هم المتسببون بما جرى للعراق وشعبه. وإن شعبك يطالبك باللجوء للمحاكم الدولية إنْ لم تلبَ تلك المطالب.
وعليك أن تطالب أمريكا بدعم العراق لأعادة التفاوض مع الكويت بشأن ترسيم الحدود, بوجود خبراء دوليين محايدين. لنحتفظ بعلاقة أخوية مع الكويت وشعبه.
ومطالبة أمريكا لدعم العراق بالتفاوض مع إيران وتركيا برعاية دولية حول حقوقه المائية وترسيم الحدود وعدم سرقة هاتين الدولتين لمياه العراق ونفطه. ولا تخشَ يا دولة الرئيس قلة الحلفاء فكثيرون لهم مصالح ويرغبون التحالف مع العراق. وستكون أميركا هي الخاسرة.
وبهذا تُثبتُ يا دولة الرئيس وطنيتك. وسيذكرك التأريخ والشعب العراقي كبطل وطني وسيرفعك على الأكتاف . وستنحي أمامك هامات تجار السياسة والكتل الفاشلة المرتبطة بذلة بالأجنبي الطامع. نأمل منك هذا.