بعد هجمات طهران الدامية التي جرت خلال فترة حساسة و ملفتة للنظر بالنسبة لکل من تنظيم داعش الارهابي و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على حد سواء، والتي سعى هذا النظام و من خلال أبواق عفنة و أقلام مأجورة للربط بينها و بين منظمة مجاهدي خلق، اتهم النائب الإيراني، محمد دهقان، عناصر متنفذة في أجهزة الاستخبارات الإيرانية بالتورط في هجمات طهران الدامية، من خلال تسهيل مهمة العناصر الذين اقتحموا البرلمان الإيراني وقبر الخميني يوم الأربعاء الماضي السابع من حزيران/ يونيو الجاري.
هذه التفجيرات التي جرت في وقت يواجه فيه النظام الايراني ظروفا و أوضاعا بالغة الصعوبة و يتخبط في رکام هائل من المشاکل و الازمات المستعصية، يمکن إعتبارها مشبوهة و عليها أکثر من علامة إستفهام لأکثر من سبب و بناءا على أحداث و تجارب ماضية مشابهة، فهذا النظام سبق له أن قام بتفجيرات و جرائم إغتيالات و تصفيات ثم قام بإتهام منظمة مجاهدي خلق بها، ولعل حادثة تفجير مسجد الامام الرضا في مشهد و الجرائم المتسلسلة في العقد التاسع من الالفية الماضية و کذلك حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين، وعشرات الاحداث و القضايا المتشابهة الاخرى، أدلة على إمکانية تورط النظام نفسه بتدبير هذه المسرحية الدامية خصوصا وإن هذا النظام معروف بأساليبه الوصولية و الانتهازية من أجل ضمان بقائه و إستمراره.
سعي طهران غير المجدي و الخائب لإتهام منظمة مجاهدي خلق بتلك التفجيرات، يأتي کمسعى فاشل و مکشوف من أجل کبح جماح التقدم الذي تحرزه هذه المنظمة على أکثر من صعيد و الاحراج الذي باتت تسببه لطهران، خصوصا وإن نشاطاتها في الاعوام الاخيرة باتت تستقطب إهتمامات إقليمية و دولية وهو مايشکل أرقا و صداعا للقادة و المسٶولين الايرانيين الذين يسعون لتحجيم و تحديد نشاطات و تحرکات هذه المنظمة من دون جدوى.
الامساك من موضع الالم، هو تماما مافعلته منظمة مجاهدي خلق مع النظام الايراني، عندما لفتت أنظار العالم کله و طوال العقود الثلاثة الماضية على أن هذا النظام يعتبر بٶرة التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم وإنه على علاقة قوية بمختلف التنظيمات و الميليشيات الارهابية سنية کانت أم شيعية و يقوم بالتعاون و التنسيق معها، وقد أثبتت الاحداث و التطورات مصداقية ماقد أکدته المنظمة بهذا الصدد خصوصا وإن هناك إتجاه إقليمي ـ دولي يعتبر طهران بٶرة و مرکزا لتصدير التطرف الديني و الارهاب الى المنطقة و العالم، ويبدو أن طهران تسعى و بشکل مفضوح لقلب المعادلة التي لم تعد لصالحها خصوصا وإن هناك تجمع دولي منتظر في باريس في الاول من تموز القادم مخصص لفضحها على رٶوس الاشهاد.