قادت السعودية منذ حوالي الأسبوعين ، مناورات ما يسمى (رعد الشمال) في شمال السعودية ، قرب الحدود الغربية للعراق ، تشترك في هذه المناورات ، كل من :السعودية ،الأمارات ، مصر ،الأردن ،البحرين ،السودان ، الكويت ،المغرب ،باكستان ، عُمان، قطر ، وماليزيا ، أما الأسلحة أجمالا فتتكون من :20 ألف دبابة ، 350 ألف جندي ، 460 مروحية قتالية ، 2450 طائرة مقاتلة ،و يُعد هذا التحشد ، الأكبر من نوعه في تاريخ المنطقة على الأطلاق ، والسؤال هو : لماذا كل هذه الترسانة الهائلة ، ولماذا هذا التوقيت بالذات ؟السيناريو المعقول حسب ظروف وموقع ومعطيات الصراع في المنطقة لهذه لمناورات ، هو أختراق الأراضي العراقية من جهة البادية الغربية (محافظة الرمادي) ، باعتبار أن الأراضي العراقية هي العائق الوحيد أمام البر السعودي للأتصال بالبر السوري ، ويمكن الغاء هذا العائق ، بسبب عدم امتلاك الحكومة العراقية الأرادة اللازمة لصنع قرار منع هذه القوات التي تحمل مباركة أمريكا ، وليّة النعمة التي لا يُردّ لها طلب !، وما يسمى (قوات التحالف) التي ستقف متفرجة ازاء هذا المشهد الدرامي ، ويمكن ايجاد ممر بديل عبر الأردن ، لكن الأردن أذكى من أن تسمح للقوات (التي تشترك معها) بالمرور ، وستترك العبء كله على بلد لا يمتلك سيادة حقيقية ، ويعج بالفوضى الأمنية والسياسية والأقتصادية كالعراق ، بالأضافة لتوفر ذريعة مقاتلة فلول (داعش) في الرمادي ! .سيكون هجوم هذا التحالف من الجنوب ، أما من الشمال ، فسيكون من تركيا ، التي لها عدة أوراق للّعب لتبرير تدخلها ، منها حجة منع الأكراد من التمدد وتشكيل دولة على حساب تركيا ، ومنها مساندة ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي يرفض الجميع التعريف بها وبمواقعها ! منها الفصائل التركمانية المحسوبة على الجماعات المتشددة ، وفرض نفسها على الأرض بأعتبارها (مندوبا متقدما) لحف الناتو ، على غرار روسيا ، وغيرها من الأهداف التي تحمل طابعا تجاري – أقتصادي رابح ، بالتعامل مع كل الجماعات المسلحة تسليحيا ونفطيا ! .أما من ناحية (السعودية) ، فقد أنفقت السعودية ، رسميا وغير رسميا مئات المليارات من الدولارات لدعم الجماعات الأسلامية في سوريا طيلة العامين الماضيين ، ، ومنها (داعش) ، معظمها من خلال (تركيا) ، وسوف لن تقف مكتوفة الأيدي ، وهي ترى ملياراتها تذروها الرياح .سيكون الغرض من التقدم الذي سوف لن يأخذ صورة الهجوم المبكر الأستفزازي ابتداءاً ، جس نبض القوات الروسية ، وأيران ، وحزب الله ، وهذه الأخيرة سوف لن ترد على الفور ، بأعتبار أن هذه الدول ، أتت لمحاربة (داعش) ، وهو هدف مشترك ومعلن للجميع ، وبدلا من ذلك ، ستكون هنالك مناوشات دبلوماسية .لا يشترط أن يكون التقدم أثناء أو بُعيد المناورات التي بدأت في 9 شباط 2016 ، فالنتيجة المرجوّة لهذه المناورات ، هو بناء جاهزية للتدخل السريع (حسب اليافطات التي تحملها الآليات العسكرية المشتركة بالمناورات ) وهنالك أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء المدة المعلنة للمناورات البالغة 18 يوما ، أما الدافع الرئيسي والحقيقي لهذا التحشد ، فهو حماية الجماعات الأسلامية (تحت غطاء محاربة داعش) ، خصوصا بعد تقوية شوكة الجيش السوري من خلال الدعم الروسي ، وقيامه بحصار حلب حتى تخوم (الرقة) ، معقل داعش ، ولمنع النفوذ الشيعي من التمدد في سوريا ، كل هذه الجعجعة التي نرجو من الله أن تكون بلا طحين ، حتى يحصل الجميع على مجرد (غمزة) من عين (اسرائيل) وهي ترفع ابهامها (OK) ! ، التي لم نسمع عنها عبارة قلق أو شجب لهذه التحركات رغم قربها منها ، لعلمها ، ان هذه الحرب التي لا قدر الله اندلاعها ، هو أكبر استنزاف لصالح (اسرائيل) في تاريخها !.عندها ، فليس من المعقول ، ان تقف روسيا خصوصا ، وأيران ، مكتوفتا الأيدي ، وستعتبر تلك الدول هذا التدخل تحدٍ لهيبتهما ، وستشتعل حربا لا تُبقي ولا تذر ، ونحن سنكون نقطة التقاء النيران ، نسأل الله أن لا يكتمل هذا السيناريو ، وأن تُذر رمال الصحراء ، في عيون الجنرالات فيعمون ، اللهم انا لا نملك الا هذا الدعاء .للمزيد مراجعة الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=blQZxzF4ZCk