18 ديسمبر، 2024 6:16 م

ماذا وراء مشروعٍ امريكي لمجلس الأمن لوقف اطلاق نار فوري !!

ماذا وراء مشروعٍ امريكي لمجلس الأمن لوقف اطلاق نار فوري !!

إذ انها المرّة الأولى < وربما الأخيرة ! > التي تتقدّم بها ادارة بايدن بهكذا مشروع قرارٍ الى مجلس الأمن منذ يوم 7 اكتوبر للسنة الماضية , بل كانت تعارض أيّ مقترحاتٍ بهذا الشأن من أيّة دولةٍ كانت .! ” فما عدا ممّا بدا ؟ ” – وفق هذه المقولة التراثية المعتّقة !

استباقاً لأيّ عمليةٍ تفكيكٍ وتشريحٍ موجزة للمشروع الأمريكي هذا , فسنبدأ من الآخر او الأخير بالقول : < أنّ عملية الهدنة المرتقبة او المفترضة مع ما يفترض بتخللها او تعكّزها على عملية تبادل اسرى جزئية بين حماس واسرائيل , فإنّها في طريقها السريع لتغدو في ( خبر كانَ ) ضمن المدى المنظور وربما ابعد منه قليلاً , والمسألةُ غدت عُرضةً او معرّضةً لمفاجآتٍ قد تفاجئ البعض ولا تفاجأ آخرين في انطقةٍ اقليميةٍ ودولية محددة ! ويستثنى منها الرأي العام .!

فعدا إبلاغ لندن وباريس مسبقاً عن هذا المشروع الأمريكي الحديث او المُحدّث بحداثة دبلوماسية الحروب او حرب القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين , والسيناريو الأمريكي المُعد سلفاً لتأييد او رفضٍ ما لهاتين العاصمتين حول مشروع وقف اطلاقٍ فوري من الأدارة الأمريكية الى مجلس الأمن , فلا مجال للتصوّر او التخيّل أن لم يجر إطلاع تل ابيب ليس على مشروع القرار وتفاصيله المصوغة وحسب , وانما لمبرراته الأخرى ولأسبابٍ ومسبباتٍ جمّة , ومع مسوغات رفضه اسرائيلياً ومسبقاً .

الإدارة الأمريكية غدت على قناعةٍ تامّة لضرورات ” الإنحناء ” والإستجابة التامّة لتطّلعات وهوس نتنياهو في اجتياح رفح , مهما يتفاجأ به الرأي العام العربي والعالمي من نسبة الموتى والقتلى والجرحى من سكّان رفح في الأيام القلائل القادمة , ويمكن الإستنتاج المسبق أنّ نتنياهو سيسارع لفعل فعلته الفعلاء هذه كإستباقٍ آخرٍ لما يصدر من ردودٍ فعلٍ عالميةٍ متضادة و قائمة , كيما يحوّل الأمر كأمرٍ واقع مهما تغدو حدّة وشدّة مرارته وحرارته على الصعيد العالمي والتظاهرات الأحتجاجية في مختلف دول الغرب على هذه ال Genocide المركبّة والمضاعفة بأضعاف اضعافها منذ قعر التأريخ والعصور الغابرة .!

ضمن هذه التوليفة الإصطناعية – السياسية بين واشنطن وتل ابيب عمّا يقال ويتكرر قوله عن ضرورة عزل المدنيين الفلسطينيين في رفح وسواها قبل الشروع بالإجتياح الأسرائيلي , فهو ليس سوى ترحيل وتهجير السكان من مدنهم واراضيهم ومساكنهم الى صحراء سيناء ! ” وسطَ الرفض المصري اعلامياً ! , والى صحراء النقب الإسرائيلية – الفلسطينية في آخر الأمر البعيد خارج نطاق الرؤى !

” هنا ” فلا بدّ من قطع ووقف عملية التفكيك والتشريح المفترضة ضمن هذهنّ الأسطر , فبإفتراضٍ واقعي أن يحتلّ نتنياهو مدينة رفح بالكامل ” رغم ما سيتكبده الجيش الأسرائيلي من خسائرٍ فادحة قد هيّأت لها اسرائيل ” ضمنياً ” من سبل الأستعدادات والإستحضارات لمقاتلي حماس وشقيقاتها من التنظيمات الأخرى في نصب الكمائن وتوزيع المقاتلين وتهيئة متطلباتهم اللوجستية والحربية وما سيفرز عن ذلك .! لكنّ العنصر الستراتيج في ذلك أنّ القيادة العسكرية الإسرائيلية لم تتمكّن من الوصول او التوصّل الى شبكة الأنفاق المعقدّة والمتصلة بعموم مدن قطاع غزة , وبالتالي فإنّ أنٍ تنهمر وتنطلق الصواريخ الفلسطينية على تل ابيب والمدن والمستوطنات الأخرى في أية لحظةٍ من هذه الأنفاق , بالرغم من سيطرة الجيش الصهيوني على عموم القطّاع , فإنّها تُشكّل بيتَ القصيد .! وكأننا وكأنهم < وبتعبيرٍ دارج – لا رُحنا ولا جئنا > , وكأنّ الأمر باتَ وما برحَ فداءً لأعيُن نتنياهو ” العوراء ” مهما تضررت الملاحة الدولية وسفنها في البحر الأحمر , وللمسألة ابعادٌ عسكية أخرى على ما يبدو .! , إنها سيكولوجية سياسة زعماء الغرب العوجاء والعوراء ضدّ المنطق الإنساني الدولي المعاكس والمتضاد لمفاهيم الأمم المتحدة .!