الرسالة الاخيرة التي وجهها قادة في الحشد الشعبي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العباديحيث يطالبون فيها بالمزيد من الامتيازات، تأتي في وقت يشهد فيه العراق مطالب متزايدة بشأن ضرورة حل هذه الميليشيات من أجل إنهاء الحزازات و وضع حد للممارسات و الانتهاکات المختلفة التي تقوم بها.
هذه الرسالة التي کتبت و کأنها صادرة عن جهة رسمية و تخاطب العبادي من منطلق القوة خصوصا عندما تضع نفسها”أي ميليشيات الحشد الشعبي” في کفة أمام الجيش و الشرطة العراقيين بل وإنها ترجح نفسها عليهما مطالبة بإمتيازات جديدة و إضافية لها، وهو مايعني عامل ضغط نوعي على رئيس الوزراء العراقي الذي هو في موقف و وضع صعب بسبب الاوضاع المضطربة في العراق، والذي يجب الانتباه إليه جيدا هنا، هو إن هذه الميليشيات التابعة لإيران، تتمتع أيضا بعلاقات قوية أيضا مع نوري المالکي، رئيس الوزراء السابق و غريم و خصم العبادي، وهذا مايعني إن طهران تريد تضييق الخناق أکثر من اللازم على العبادي و دفعه لزاوية حرجة و ضيقة لغرض دفعه للإمتثال لمطالبه و رغباته.
الحشد الشعبي، الذي هو اولا و أخيرا صناعة إيرانية 100%، وهو يمتثل لما يصدر إليه من أوامر من طهران بالدرجة الاولى و يفضل القتال تحت أمرة قادة من أمثال قاسم سليماني، هو شوکة غرزها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الجسد العراقي من أجل إبتزازه و إضعافه الى أبعد حد و کما أکدنا في مقالات سابقة بإن طهران کانت تبتغي من وراء تشکيلها لميليشيات الحشد الشعبي أن تجعله بديلا للجيش لقوات الشرطة و الامن خصوصا عندما جعلت الاساس طائفي بحت، ولهذا فإن دفعها لواجهة التصادم و التقاطع مع العبادي في هذه الفترة تحديدا انما هو مسعى إيراني من أجل وقف حالة التداعي و التراجع للدور الايراني في إيران.
هذه الميليشيات المنضوية تحت واجهة الحشد الشعبي، والتي يوحون بإنها قاهرة داعش تماما کما يجري بالنسبة لدور نظام بشار الاسد في سوريا، و الحقيقة التي يجب الانتباه إليها هنا، هو إن تنظيم داعش الذي برز اساسا في سوريا في ظروف غامضة و ضبابية کان فيها أکثر من دور لطهران و دمشق، ولذلك فإن ماقد ذکرته و أکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي من إن” دعم بشار الأسد واستمرار حكمه سبب لاستمرار داعش وتناميه، وفي المقابل فإن الطريق الوحيد للتغلب على داعش يكمن في استئصال شأفة النظام الإيراني في سوريا والعراق وإسقاط بشار الأسد.”، وبغير ذلك ستبقى طهران تحرك ميليشيات الحشد ضد الحکومة العراقية او کما تحرك حزب الله ضد الدولة اللبنانية و ميليشيا الحوثي ضد السلطة الشرعية في اليمن. [email protected]