25 نوفمبر، 2024 9:43 ص
Search
Close this search box.

ماذا وراء زيارة ظريف للعراق؟

ماذا وراء زيارة ظريف للعراق؟

ليس هناك مايبشر بالخير والامل من وراء الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف للعراق، خصوصا وقد أثبت تجارب الاعوام المنصرمة بأن العلاقات بين العراق ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کانت على الدوام غير متکافئة وليست في صالح الاخير وإنما حتى يتم إستغلالها من جانبه أسوأ إستغلال.

منذ أن صار للنظام الايراني، دور ونفوذ إستثنائي في العراق فإن الاوضاع قد تغيرت بصورة سلبية غير عادية وإن معظم التقديرات والترجيحات تٶکد بأن العلة والسبب والعامل الرئيسي الذي يقف وراء ذلك هو الدور والنفوذ الايراني الذي جعل من العراق مرتعا لمخططاته ونواياه الشريرة العدوانية خصوصا وإن له الدور والقدح المعلى في زرع الاحقاد والنعرات الطائفية بين صفوف الشعب العراقي وإيجاد کل عوامل الاختلاف والفرقة، وإن سلبية هذا الدور والنفوذ من حيث تأثيره على أوضاع العراق من مختلف النواحي، قد لفت أنظار بلدان المنطقة والعالم ولذلك فإن المطالبة بتحديد ولجم هذا الدور والنفوذ صار مطلبا عربيا ودوليا خصوصا بعد أن صار عامل لزعزعة أمن وإستقرار المنطقة أيضا.

زيارة وزير الخارجية الايراني للعراق لم تأت من أجل تقوية وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين کما تم الزعم والإيحاء بذلك بل إنها تتم من أجل التحسب من الاخطار والتهديدات التي تحدق بالنظام الايراني والتخوف من الاحتمالات الواردة وخصوصا بعد الدعوة لعقد مٶتمر وارسو لبحث الدور الايراني المزعزع للأمن في المنطقة والعالم، ولاريب من أن النظام الايراني يحاول کعادته جعل العراق کبش فداء من أجل مصلحته وضمان بقاءه وإستمراره الى جانب تخوف ورعب النظام من تفاقم أوضاعه الداخلية بعد أن صار الرفض الشعبي ضده يتصاعد بوتائر ملحوظة ومايرافق ذلك من نشاطات غير مسبوقة لمعاقل الانتفاضة حيث مهاجمة مقرات قوات الباسيج القمعية والتعرض لأوکار ومراکز حساسة للنظام، وبسبب من کون معاقل الانتفاضة تدار من قبل أنصار منظمة مجاهدي خلق، فإن النظام يتخوف منها أکثر من شئ آخر ولاسيما وإن شعار المنظمة يدعو وبکل صراحة الى إسقاط النظام.

ظريف الذي يزور العراق في وقت يواجه نظامه آلاف المشاکل والازمات ويمر بمرحلة إستثنائية دفعت وتدفع القادة والمسٶولون الإيرانيون للإعتراف بخطورتها ومن الاحتمالات السلبية التي  قد تتداعى بل وإنهم باتوا يتحدثون ولأول مرة علنا عن إحتمالات إسقاط النظام، فإن ظريف قد جاء وهو يبحث عن کل مامن شأنه يمکن أن يفيد هذا النظام في العراق عندما يقع هذا النظام في المواجهة الخاسرة التي يجلبها على نفسه من خلال أعماله وممارساته المشبوهة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات