23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

ماذا وراء الصمت تجاه مطالب سکان ليبرتي؟

ماذا وراء الصمت تجاه مطالب سکان ليبرتي؟

مضى أکثر من ثلاثة أشهر على الهجمة الصاروخية الدموية التي شنها عملاء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على سکان مخيم ليبرتي و أودى بحياة 24 من السکان و أصاب العشرات منهم بجروح، ولکن وعلى الرغم من المطالب و النداءات المستمرة من جانب سکان المخيم و أنصارهم و مٶيديهم من مختلف أنحاء العالم بضرورة و أهمية توفير الحماية الکافية التي تضمن سلامتهم من أية هجمات دموية أخرى، فإنه لم يتم لحد الان إتخاذ أية خطوة عملية بهذا الخصوص.

سکان ليبرتي الذين ينتظرون على مضض و من دون جدوى تلبية المطالب المشروعة لهم بضمان الحماية اللازمة و التي تمثل الحد الادنى من مطالبهم، يضطرون و من أجل لفت أنظار العالم الى أوضاعهم و الخطر المحدق بهم، الى تنظيم وقفات إحتجاجية من أجل إدانة إستمرار الحصار المفروض على المخيم من جهة و من أجل منع نصب الجدران الکونکريتية داخل المخيم و التي تساهم في تقليل حجم الخسائر المادية و الروحية في المخيم عند شن أية هجمات عدوانية أخرى ضدهم.

هذا الصمت المريب و المشکوك في أمره من جانب السلطات العراقية تجاه مطالب سکان مخيم ليبرتي، والذي يستمر على الرغم من کل النداءات الدولية المختلفة، لم يعد هنالك من شك بإن هناك ضغوط قوية من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية في دفع السلطات العراقية لإتخاذ هکذا موقف متشدد تجاه التجاوب مع المطالب المشروعة للسکان، خصوصا وإنهم معروفون بمعارضتهم لطهران و نضالهم من أجل تغيير النظام و تحقيق الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني.

هذا الموقف اللاقانوني و اللاإنساني و المعارض ليس للقوانين و الاعراف الدولية المتعارفة عليها فقط وانما حتى من الشرائع السماوية نفسها، هو موقف سياسي لصالح طهران 100% و ليس له أية علاقة بالقرار الوطني العراقي، وإن الضرورة ومن أوجه عديدة تستدعي تحركا دوليا من أجل نصرة السکان و الوقوف بوجه المحاولات و المساعي المشبوهة من جانب طهران ضد السکان و التي تخفي وراءها نوايا مشبوهة.

الاستمرار في الصمت تجاه هذا الموقف المشبوه من جانب السلطات العراقية، لم يعد ممکنا و يجب فضحه و مطالبة الاوساط و المنظمات الدولية بممارسة مابوسعها من أجل تغييره و جعله متناغما و متجاوبا مع القوانين و الاعراف الدولية المتعارفة عليها بهذا الخصوص.