17 نوفمبر، 2024 9:43 م
Search
Close this search box.

ماذا وراء الصلف السعودي والصمت الأيراني

ماذا وراء الصلف السعودي والصمت الأيراني

المراقب للأحداث في الجزيرة العربية بدءً من التدخل العسكري السعودي في البحرين .والمشاركة الفعلية بسحق أغلبية الشعب البحريني وسلب إرادته .حيث تدخلت الجيوش الخليجية (درع الجزيرة) بشكل سافر بقيادة السعودية.بكل صلفٍ ووقاحةٍ وغرور, دون ردع من المجتمع الدولي ,مع علم الجميع وقناعتهم بعدالة مطالب الشعب البحريني .وأن السلطة الباغية في البحرين التي تستمد شرعيتها من منطق حقوق الغزو.لا تفهم منطق الديموقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها .وهكذا كان منطق الحكام السعوديين. ولم نرَّ تحركاً أو إهتماماً إيرانياً بهذه المسألة الخطيرة.لأن إيران كانت تترقب الصلح مع أميركا والغرب وغلق ملفها النووي للتفادى العقوبات المفروضة عليها.ومحتاطة لأي صدامٍ نائية بنفسها عن أي صراع عسكري أو حرب جديدة بعد أن ذاقت مرارة الحرب العراقية الأيرانية.

ومن ثَمَّ إنطلقت الطائرات السعودية والخليجية مع بعض القطعات البرية بكل صلافة ووحشية ووقاحة لتدمر البنية التحتية اليمنية. وتقتل الشيوخ والنساء والأطفال .فقصفت المستشفيات والمدارس والأسواق .وهدمتها الدور على منْ فيها, دون رحمة أو شفقة أو إنسانية وهو ذات الأسلوب الداعشي الهمجي, دون أن تحسب حساباً لأي جهة أو بشر أوالمجتمع الدولي الصامت . وإيران صامتة أيضاً.فما سبب هذا الصمت الأيراني؟

وأخيراً وبتحدٍ صارخ لكل القيم والأخلاق أعدمت السعودية نمر النمر. رجل الدين والسياسي المعارض لنهجها القبلي الوهابي

السلفي المتشدد.أعدمت الشيخ نمر النمر. وهي تعلم خطورة هذا الأمر.وإيران صامة مكتفية بالتنديد لا غير .فهل لهذا الصمت الأيراني والوقاحة السعودية من مبرر؟

الكل يعلم طبيعة الشعب الأيراني وصلابته وعناده وعدم قبوله بلي ذراعه وإهانته .فما سبب هذا الصمت الأيراني سيّما وإن إيران إمتلكت قوة وترسانة عسكرية رادعة وطورت كل اسلحتها .

فمن وراء السعودية ومن هو المُحرك؟

إن كل هذه الحروب والأزمات التي تختلقها السعودية وراؤها الدول الكبرى, التي تستفيد من هذه الغطرسة والجهل السعودي وهو خلق الفوضى ومحاولة جرِّ إيران للحروب .وإجبار السعودية على الأنفاق على التسلح بمليارات الدولارات رغم العجز التَّراكمي في ميزانيتها.إضافة لتجربة الأسلحة التي صنعتها دول الغرب الرأسمالي.كما إن من أهم الأهداف هو إختبار إيران سياسياً وعسكرياً.

إن إيران إستفادت من تجارب الماضي وإكتسبت خبرة كبيرة فهي تغاضت عن الأزمة البحرينية للأسباب التي أوردتها في صدر مقالتي هذه .أما صمتها عن العدوان السعودي على اليمن فكان أيضاً لتحقق المراد من غلق ملفها النووي, وترك السعودية تستنزف قوتها العسكرية والمالية .وأعتقد إن إعدام الشيخ النمر لن يمر بسلام وستتحرك إيران.وربما تحت ضغط الشعب الأيراني, بعد إنتفاضة عارمة, ستندلع في الأحساء والقطيف . وأنَّ حرباً خليجية ستستعر في المنطقة وستجتاح الجيوش الأيرانية المنطقة الشرقية للسعودية ذات الأغلبية الشيعية . وسيغلق مضيقا هرمز وباب المندب . وستتوقف عاصفة الحزم على اليمن .وبالتأكيد سيتغير الحال في البحرين. وربما ستتدخل أطراف أخرى بهذه

الحرب. وستكون الخسارة للسعودية بالتأكيد.لأن الغطرسة والغرور مآلهما الخذلان والخسران.

المهم هنا أين العراق من هذا ؟ وهل ساسة العراق وحكومة المحاصصة ستتلمس الطريق الناجح أم سيذهب العراق بالرجلين كما هو المثل الشعبي, في خضم الفوضى العراقية الراهنة ؟

أحدث المقالات