اذا كنت تبحث عن عجائب الدنيا تجدها في عراق الديمقراطية ، في حكم تجاوز العقد ونصف العقد وهو لا زال عند بداياته الخاطئة ، لازال رضيعا في الإدارة العامة ، لازال متخلفا في إدارة المال العام ، ولا زال يهزأ من الرأي العام على وفق طريقة صدام ، بل فاق صدام في احتقار الموظف العام بل والحق الضرر بسمعنه وصار اغلب الموظفين العموميين بنظر الناس فاسدين ،
لقد واصل الفساد بالحاق الضرر بمعيشة الجميع ومنهم الموظف ، وصار راتبه (وهو من الديون الممنازة) مثار تندر ، وصار ضحية للخلافات والمساومات ، والسؤال ما هو السبب في تأخر الرواتب ، هل قلة الموارد ، هل قلة الكفاءة ، هل قلة الوطنية ..؟ الجواب بكل صراحة الفساد يسبق كل الاسباب ، لم تعد حرمة للمال العام ، مؤخرا صرحت وزارة المالية انها بصدد نقل الأموال الي المصارف تمهيدا لصرف الرواتب خلال نهاية الاسبوع ، هذا قبل أسبوعين تقريبا وتناقلت وكالات الأنباء تعرض 6 تريليون دينار للسرقة ، وبعد نفي وزارة المالية لهذه الاشاعة تلكأت وغابت عن الساحة وبقي الموظفون بلا راتب ، وبعد عشرة ايام بالتحديد يوم 6 تشرين اول مساءا الساعة الثامنة اعلنت انها ستقوم يوم غد 7 ت اول بدفع الرواتب الخاصة بشهر ايلول .
ان اموال العراق الكثيرة المسروقة كانت تغطي عيوب وفساد حكام بغداد ، واليوم بعد أن شحت الموارد انكشف المستور ، وبانت العورات ، وصار اللعب على المكشوف ، لماذا تأخر التوزيع ، اين الاموال التي اعلن عن سرقتها ،، الجواب لا زال عند جيوب المتنفذين وإعان الله العراقيين..