6 أبريل، 2024 10:59 م
Search
Close this search box.

ماذا نقول عن 5 حزيران 1967 ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

رغمَ الكتب والمؤلفات والبحوث بذلك الشأن منذ نحو نصف قرنٍ , لكنّ الأجيال الجديدة لم تتفاعل مع تلك الأحداث التراجيدية – الدرامية , ليس لأنها لا تقرأ او تتابع , وإنّما أنّ حرب تشرين – اكتوبر 1973 قد غطّت عليها وغطّت الوان الصورة القاتمة بأخرى زاهية , رغم النتائج العسكية في نهاية تلك الحرب . وجاءت الحرب العراقية – الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , وتبعتها الحرب الأهلية اللبنانية الدامية , واعقبتها حرب عام 1991 العالمية , وتلاها غزو واحتلال العراق في سنة 2003 , بما يكاد يوئد < 5 حزيران 1967 .!

بالعودة الى ذلك اليوم المشؤوم في التأريخ والكبرياء العربي , فالبعض يرفض تسميتها بحرب ويطلق عليها معركة , لكنّها كانت نكسة وانتكاسة بكلّ المقاييس والقياسات , أن تحتلّ اسرائيل اراضٍ من ثلاث دولٍ عربية وتكسر جيوشها خلال ستّة أيام .!

كانَ خطأً ستراتيجياً من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتسليمه قيادة القوات المسلحة المصرية الى المشير عبد الحكيم عامر ” جراء علاقته الشخصية والعسكرية به والثقة المطلقة المتبادلة بينهما ” , وكان ذلك المشير برتبة رائد ركن عند انطلاق الثورة المصرية في 23 يوليو \ تموز 1952 وتفرّغ عبد الناصر للجوانب السياسية والعلاقات الدولية التي ابهرت عالم الغرب في تلك الحقبة , ويحزّ في الأنفس توجيه او تسديد مثل هذه السهام النقدية – غير المدببة .! لهذا الرئيس – القائد الذي رفع راية العروبة والقومية العربية في كلّ ارجاء العالم .

بعد وقوع واقعة تلك النكسة وفوراً , أدلت القيادة العسكرية المصرية العليا ببيانٍ او تصريحٍ مُدوٍّ وكارثيٍّ سوّغت فيه سبب الإنتكاسة العسكرية ! حيثُ قالت : – < كنّا نتوقّع هجوم العدو – الجوي – من الشرق , لكنه جاء من الغرب > .!؟ < هجوم الطائرات الأسرائيلية من غرب الحدود المصرية – الليبية , فضلاً عن القاعدة الجوية الأمريكية في ليبيا >

كذلك كانَ هنالك خطأٌ ستراتيجيٌ آخرٌ وقع فيه الملك الأردني الراحل الملك حسين ” او اوقع نفسه فيه ” بقبوله تسليم قيادة الجبهة الأردنية المواجهة لأسرائيل الى الى الجنرال المصري ” علي علي عامر ” قبل يومين من بدء تلك الحرب , وهو ليس بذي معرفةٍ بالقادة والضباط الأردنيين , ولا بالطبيعة الطبوغرافية للأراضي الأردنية وجبهتها والتي تشكّل اكثر من 600 كيلومتر من الحدود المشتركة مع الصهاينة , وبسبب ذلك وسواه بما هو اكثر ضاعت القدس وارتمت الى احضان اليهود بكلّ سلاسة , ولم يكن التحشيد العسكري الأردني للدفاع عن مدينة القدس المقدّسة بكافٍ على الإطلاق وفق ايّ حساباتٍ عسكرية مهما كانت بدائية , ولأسبابٍ غامضةٍ يصعب تبنّيها دونما أدلّةٍ ووثائقٍ ثيوتيةٍ , وقد اختزلنا الحديث هنا الى ما هو الأدنى من الأدنى , ووفق متطلباتٍ غير موضوعيةٍ للأسف إضطررنا لها .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب