بعد ايّام ستشهد بغداد استقبال ملايين الزائرين الذين يؤدون ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام وهي مناسبة جيدة لنشر الوعي والثقافة والحث على مكافحة الفساد والعمل التطوعي وإعادة بناء المواطنة ومكافحة التطرّف وتطبيق القانون والابتعاد عن الفوضى.
هذه الجموع التي تلبي زيارة الامام الكاظم تمثل شريحة واسعة من المواطنين وهذه تجمعات لاتتكرر كثيرا في كل عام ، فيمكن لقادة الوعي ان يشاركوا في هذه الزيارة عبر دعوات واضحة لتعزيز المواطنة والدعوة الى القراءة واحتواء الاخر.
زيارة الامام الكاظم هذا العام لابد ان تكون بداية الانطلاقة نحو الاصلاح الفعلي، فلا أظن ان الامام الكاظم عليه السلام ولا أهل البيت يريدوننا ان نزور او نمشي لمدة أسبوع مالم يرافق ذلك القدرة على الاصلاح والتغيير في المجتمع ومواجهة التخلف والجهل والروايات الاسطورية والعمل على نشر الانسانية.
ليس وظيفة من يتبنى الاصلاح ان يدغدغ مشاعر المواطنين الزائرين عبر التقاط الصور وهو يمشي معهم او عبر توزيع الماء في المواكب او عبر توزيع (الفلافل) هذه فعاليات استعراضية لاتقدم ولاتوخر بل وظيفة من يتبنى الاصلاح الفعلي هو نشر الوعي الإنساني.
هؤلاء الزائرين الذين يمتلكون العزم والارادة والاصرار هم لبنة الاصلاح في المجتمع ويمكن ان يتحولوا الى مضادات من اجل مكافحة التجهيل المركب والمقصود الذي يسعى الى تكريسه بعض رجال الدين للأسف الشديد والذين يسعون الى استغلال هذه المناسبات بهدف كسب جمهور عاطفي جديد.
زيارة الامام الكاظم عليه السلام وغيرها من الزيارات الدينية يمكن ان تكون مصانع لمكافحة التخلف والجهل في المجتمع لو ارتفع صوت الواعين والمصلحين على صوت صناع التجهيل المركب والمقصود والذين يريدون من العقل الجمعي لايفكر ولاسيمع ولايقرأ وبل يمشي خلفهم من دون سؤال او شك واذا حاول ذلك فهو قد خرج عن المألوف والاسلام.
نشر الوعي والثقافة والقراءة والحث على إكمال الدراسة الأكاديمية والحفاظ على المال العام والممتلكات العامة ومنع التجاوز على أراضي الدولة والعمل على مكافحة التجهيل من ركائز صناعة الانسانية في المجتمع ومن السهل ان يكون مختبر ذلك تجمعات الزيارات الدينية التي هي بالأساس تمضي وفق قاعدة الاصلاح.