18 ديسمبر، 2024 9:33 م

ماذا نفعلُ بفتوحاتكم وآلافُ المسلمين أسرى بيدِ الكافرين ؟!

ماذا نفعلُ بفتوحاتكم وآلافُ المسلمين أسرى بيدِ الكافرين ؟!

يحظى الإنسان في الإسلام على مكانةٍ عظيمةٍ ومنزلةٍ عاليةٍ لم يحظَ بها غيره من المخلوقات، فهو سيد المخلوقات وأفضلها بل أن جميع المخلوقات قد سخرها الخالق العظيم لخدمة الإنسان الذي خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته واستخلفه في الأرض ليقوم بعمارتها وإصلاحها وشرع له من الحكام ما يسمو بها بإنسانيته ويصون كرامته ويعظم حرماته…وباختصار شديد: لا أحد أحب إلى الله عز وجل من الإنسان ولا أكرم عليه منه، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ما يشير إلى ذلك بكل وضوح….
لكن من المفارقات العجيبة والمصائب العظيمة أن تلك المكانة المقدسة التي حظي بها الإنسان قد تم تجاهلها بل طمسها وسحقها باسم الإسلام وعلى يد من يزعم الانتماء للإسلام، فاستُبيح الإنسان ودمه وماله وعرضه ومقدساته…، والتاريخ الإسلامي زاخر بالأحداث والمواقف التي ذهبت خلالها أرواح الكثير من الناس تحت شعارات براقة فكان لخلفاء وأئمة وسلاطين التيمية الحصة الأكبر في هذا الجانب المظلم، فقد ذكر المحقق المهندس في تعليق له على ما يذكره ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ: المورد 29: الكامل10/(302):[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(614هـ)]: [ذِكْرُ مَدِينَةِ دِمْيَاطَ وَعَوْدِهَا إِلَى الْمُسْلِمِينَ]: قال(ابن الأثير): كَانَ مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ إِلَى آخِرِهَا أَرْبَعُ سِنِينَ غَيْرَ شَهْرٍ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا هَاهُنَا؛ لِأَنَّ ظُهُورَهُمْ كَانَ فِيهَا وَسُقْنَاهَا سِيَاقَةً مُتَتَابِعَةً لِيَتْلُوَ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَنَقُولُ: 1 … 2 … 3 … 4 … 5 … 6 … 7ـ وَكَانَ أَهْلُ بَيْسَانَ، وَتِلْكَ الْأَعْمَالِ، لَمَّا رَأَوُا الْمَلِكَ الْعَادِلَ عِنْدَهُمُ اطْمَأَنُّوا، فَلَمْ يُفَارِقُوا بِلَادَهُمْ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ الْفِرِنْجَ لَا يُقْدِمُونَ عَلَيْهِ(على بلدهم بيسان)، فَلَمَّا أَقْدَمُوا سَارَ(الأمر وقدوم الفرنج) عَلَى غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى النَّجَاةِ إِلَّا الْقَلِيلُ ، 8ـ فَأَخَذَ الْفِرِنْجُ كُلَّ مَا فِي بَيْسَانَ مِنْ ذَخَائِرَ قَدْ جُمِعَتْ، وَكَانَتْ كَثِيرَةً، وَغَنِمُوا شَيْئًا كَثِيرًا، وَنَهَبُوا الْبِلَادَ مِنْ بَيْسَانَ إِلَى بَانِيَاسَ، وَبَثُّوا السَّرَايَا فِي الْقُرَى فَوَصَلَتْ إِلَى خِسْفِينَ وَنَوَى وَأَطْرَافِ الْبِلَادِ، 9ـ وَنَازَلُوا بَانِيَاسَ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَادُوا عَنْهَا إِلَى مَرْجِ عَكَّا وَمَعَهُمْ مِنَ الْغَنَائِمِ وَالسَّبْيِ وَالْأَسْرَى مَا لَا يُحْصَى كَثْرَةً، سِوَى مَا قَتَلُوا، وَأَحْرَقُوا، وَأَهْلَكُوا، فَأَقَامُوا أَيَّامًا اسْتَرَاحُوا خِلَالَهَا.
وعلق المحقق المهندس : ماذا نفعل بفتوحات هنا وهناك وفتح بيت المقدس وآلاف وعشرات الآلاف من المسلمين صاروا أسرى، تركوا الدين، تركوا الإسلام، فقدوا الحرية، صاروا أسرى بيد الإفرنج ؟! يهرب الحاكم وحاشيته وعساكره وتقع الناس أسرى بيد الكافرين وغير الكافرين !! .
الاستخفاف بالإنسان والمتاجرة وبدمه وعرضه ومال ومقدساته منهج يتوارثه الانتهازيون المتأسلمون في كل عصر ومصر من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والحفاظ على سلطانهم الذي بنوه على الكذب والنفاق والتدليس والمكر والخداع.