23 ديسمبر، 2024 11:43 ص

ماذا نريد من السياسيين؟

ماذا نريد من السياسيين؟

يعتقد البعض أننا نحمّل السياسيين أكثر من طاقتهم ونحملّهم مالا يستطيعون ..وإن إنتقادهم وتوجيه اللوم لهم فيه إجحاف وتجنّي واستهداف مقصود … وأنهم غير مسؤولين عمّا جرى ويجري في العراق … فكل الأمور خارج إرادتهم …من إحتلال أرض العراق وتدمير بنيته التحتية من قبل الإرهابيين …الى عمليات القتل والتفجير اليومية في مختلف مناطق العراق..الى حالة التدهور الأمني وضعف الأداء العسكري … وأن العراق أرضا وشعبا مستهدف من قبل الإرهاب الدولي وبتعاون مشترك مع أطراف داخلية والجميع يعمل بأجندة واحدة وأهداف مشتركة والخ…فعلام تحمّلون السياسيين المسؤولية عمّا يجري ؟ هكذا يقول ويدّعي بعض أنصار السياسيين أو بعض السياسيين أنفسهم.. ويقولون أيضا أنكم تتجاهلون إنتصارات الجيش والحشد الشعبي على الإرهابيين ولاتتحدثون عن تحرير الأراضي العراقية ! فقط تتحدثون عن السرّاق والمفسدين والمتخاذلين.. ويدعو هذا النفر من الأنصار والمؤيدين الى الكف عن نشر المقالات التي فيها إنتقادات  لأداء السياسيين وإشارات لسلبياتهم  ..! نعم ماذُكر لايختلف عليه إثنان… العراق يواجه تحديات كبيرة وكبيرة جدا تماما مثلما ذُكر آنفاً ..ولهذه الأسباب نحمّل السياسيين مسؤولية أكبر من الحجم الطبيعي لهم .. لانحمّلهم مسؤولية الإرهاب بل نحمّلهم مسؤولية الإعداد لمكافحته والتصدّي له .. وهذا هو التحدي الكبير..وفي الوقت نفسه الذي نقيّم فيه ونشيد ونفتخر بالإنتصارات والتضحيات التي يقدمها أبناء العراق الغيارى سواء كانوا في الجيش والشرطة أو أبناء الحشد الشعبي والعشائر… لاننسى المطالبة بضرورة محاكمة الفاسدين والمفسدين والمتخاذلين والمتواطئين والمتورطين مع الإرهاب والإرهابيين …فالعراق شأننا جميعا ولا أحد  يمتلك حق التصرّف المطلق به بما يشاء وكيفما يشاء…ولاأحد خارج القانون ..كيف يطالبوننا بالسكوت ونحن نسمع كل يوم بفضائح الفساد المالي وهدر الثروات الطائلة على المشاريع الوهمية ؟ وكيف لايتحمل السياسي المسؤولية وهو يضحك على شعبه من الأجهزة الفاشلة التي تمس أمنه وحياته ولاتصلح لعبة للأطفال …لتمر السيارات المفخخة من خلالها وبشكل يومي؟ الى بؤس الخدمات العامّة وترديها في جميع مرافق الحياة …يحاول بعض السياسيين الذين فشلوا فشلا ذريعا في اداءهم الرهان على الوقت وإشغال الشعب بأمور مستحدثة لكي ينسى الجرائم والإخفاقات السياسية المخزيه التي فُجع بها الشعب العراقي في السنوات الماضية الى وقت قريب.. ويراهن أيضا هذا البعض السياسي على ذاكرة الشعب العراقي التي حباها الله بالنسيان… جرائم كثيرة وحوادث كبرى صدمت العراقيين  وعمل السياسيون على تذويبها وتسطيحها وتغييبها من خلال الوعود الكاذبة بتشكيل لجان للتحقيق فيها وبقي الشعب ينتظر النتائج حتى غلبه النعاس وغاص في نومٍ عميق …وما أستفاق إلا بعد ضياع ثلث العراق وإزهاق الآلاف من أرواح أبناءه الشباب الأبرياء في جريمة حتى لو نُسيت من قبل أهلها ..العالم والتأريخ وتراب الأرض الذي لوّن وعجن بدماء شبابها سوف لن ينساها أبداً !  مذبحة إسبايكر الطائفية …عجيبٌ أمرهذا النفر السياسي الذي إبتلع الكارثة وهو يتلمّض ولاكأنه شريك  في هذه المسؤولية! وأعجب منه أولئك العاطفيون المنتفعون الذين يوجهون سهام النقد الى كل مَن يطالب بالقصاص من الفاسدين والمتخاذلين ! سنبقى نكتب مانستطيع كتابته ونقول مانستطيع قوله ….ولانريد من السياسيين إلا الحفاظ على شرف العراق والأخلاص لأهله…وتفعيل دور القضاء ودعمه لكي نرى  الذين تسببوا في ويلات الشعب العراقي وهدر أمواله وسفك دماءه في قبضة العدالة …